فتح القاريء الشيخ محمود حسن الخشت قلبه لـ"الفتح اليوم" متحدثاً عن تفاصيل رحلته مع القرآن ..والخشت مواليد 31 مارس عام 1960م بقرية طموه مركز أبو النمرس بمحافظة الجيزة ومازال يقطنها حتي اليوم ، وحصلت المعهد الفني التجاري ،والتحق بمعهد القراءات ليتزود بالقرآن وعلومه ، وتزوج عام 1982م في الثانية والعشرين من عمره ورزقه الله بستة من الأبناء هم طه ويس وعبد الرحمن والزهراء ودعاء وضحى ثم رزقت ثمانية من الأحفاد..
ـ ما هي الظروف التي نشأت فيها؟ وكيف كان حفظك للقرآن الكريم منذ الصغر؟
كان جدي الشيخ حسن الخشت أحد محفظي وقراء القرآن الكريم بالمنطقة فحفّظ جدي والدي في كتّابه وحفّظني والدي في نفس الكتاب أيضا وبالأحكام في التاسعة من عمري وكانت أمنية أبي أن أكون قارئا مشهورا للقرآن الكريم عوضا لما لم يحققه فأولاني رعايته واهتمامه
ـ هل تتذكر المرة الأولى التي ارتديت فيها العمامة وواجهت الجمهور؟
كان ذلك في الثانية عشر من عمري عام 1972م وكانت الدعوة إلى سهرة في القرية تقاضيت ليلتها جنيها كاملا وارتديت فيها العمامة والطربوش وكانت هذه المرة بداية الانطلاق حيث حضر في هذه السهرة عدد كبير من الناس لم أقرأ أمامه من قبل وقد جاء التوفيق من الله رغم مهابة الموقف.ـ ما أصعب موقف واجهته في حياتك؟
كانت أصعب لحظات حياتي في أول مواجهة للجمهور حيث شعر أبي قبلها أني خائف ومرتبك قبل خروجنا من البيت فاستعان بالحاج خليل أبوهيبة ليقوما بتوصيلي للسهرة حيث سار أبي أمامي و سار الحاج خليل أبو هيبة من خلفي ليبعد الأطفال الذين تجمعوا حولي وزفوني فتمنيت أن تبتلعني الأرض لأن الأطفال استغربوا هذا الزي الذي كان مستغربا من طفل صغير في بلدتنا.
ـ كيف تقدمت للإذاعة وهل تم قبولك من المرة الأولى؟
كنت أحضر الحفلات الكبيرة قبل التحاقي بالإذاعة وعندما دخلت للاختبار عرفني أعضاء اللجنة من السهرات التي كنت أقوم بها فاختبرت أمام اللجنة ولم تمنعهم معرفتهم بي من أن ترجأني ستة أشهر لكي أرجع مرة أخرى للاختبار وبالفعل نجحت في هذه المرة وقد أعجبت اللجنة بالأداء في المرة الثانية وقالوا: أنت ممتازـ بعد شهرتك من خلال الإذاعة كيف تتعامل مع الآخرين؟
أنا اجتماعي بطبيعتي وإذا طلب مني تأدية أي واجب بدون أجر لا أتأخر أبدا ولا أراوغ ولا أعتذر هذا علاوة على واجبي نحو أي زميل من الزملاء عنده مناسبة من أجل هذا أحبني المسئولون مما جعلهم يدفعون بي إلى أماكن لا أستطيع أن أدخلها إلا معهم ليس لأنني أقل مستوى منها لكن لأنني عزيز النفس لا أدخل مكان إلا إذا كان لي دور فيه أو تكون الدعوة لي بصفة رسمية وأعتز بأن جعلني الله من أهل القرآن.
ـ من كان قدوتك من البداية؟ وما العلاقة التي جمعتك بالشيخ راغب مصطفى غلوش؟
قدوتي من البداية كان فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل أما الشيخ راغب مصطفى غلوش كنت أقتبس منه بعض المقاطع وبعد التحاقي بالإذاعة سلكت طريقي الخاص.ـ كيف كانت علاقتك بالشيخ الشعراوي؟
كان لفضيلة الشيخ محمد متولي الشعرواي مجلسا في استراحته الموجودة أمام مسجد السيدة نفيسة وكان هذا المجلس قبلة لعدد كبير من الناس وكان أهل القرآن والعلم يجدون في هذا المجلس روضة من رياض العلم والمعرفة وكنت أحد المترددين على هذه الاستراحة حتى أصبحت صديقا للحاج عبد الرحيم نجل الشيخ الشعراوي وكنت أحضر المناسبات الإسلامية وكان إمام الدعاة يدعو لي وكان لهذا السبب المباشر اختياري لقراءة القرآن ضمن حلقات مسلسل (إمام الدعاة) وكانت المشاهد تجسد مجلس الإمام فعلا لأني كنت أؤدي دورا قمت به فعلا.
ـ السفر إلى الخارج تتويج لمجهود القارئ صاحب الرسالة..كيف كان ذلك معك ؟
قبل التحاقي بالإذاعة مكنتني موهبتي مع إجادتي لحفظ القرآن الكريم وإتقان تلاوته لأن أنجح في المسابقة التي تعقدها وزارة الأوقاف كل 5 سنوات لترشيح المتفوقين للسفر لإحياء ليالي شهر رمضان بالمراكز الإسلامية فسافرت قبل التحاقي بالإذاعة وقد بدأت سفرياتي بزيمبابوي موفدا من وزارة الأوقاف ثم سافرت إلى أوكرانيا وحينما التحقت بالإذاعة سافرت إلى ماليزيا التي مثلت مصر فيها في المسابقة الدولية وحصلت على المركز الثاني على مستوى العالم في هذه المسابقة ثم سافرت إلى سيدني بأستراليا ثم سافرت إلى القدس موفدا من وزارة الأوقاف موفدا من الإذاعة لأتلو القرآن بالمسجد الأقصى المبارك ثم سافرت إلى بغداد ضمن وفد شعبي ورسمي لمساندة الشعب العراقي في محنته قبل شن الحرب هناك بحوالي شهرين ثم سافرت إلى طهران وباكستان وغيرها من دول العالم وآخر مهمة أسندت لي هي أنني أصبحت القارئ الأساسي للسورة بمسجد السيدة نفيسة رضي الله عنها خلفا للشيخ حلمي الجمل الذي انتقل كقارئ للسورة في مسجد السيدة زينب رضي الله عنها.
ـ ما رأيك في القراء الجدد الذين التحقوا بالإذاعة؟ وماهي النصيحة التي تحب أن توجهها لهم؟
القراء الجدد ملتزمون مجتهدون أبدعوا لأنهم رسموا لأنفسهم طريق النجاح ويكفي أنهم قد أجيزوا من لجنة على أعلى مستوى من المهنية والإتقان وفي خارج الإذاعة مواهب أفضل من الموجودة داخل الإذاعة لكنهم مقصرون في حق أنفسهم ولم يقدموا للإذاعة ومن يجد في نفسه كفاءة للإذاعة فليتقدم فورا لأن المجتمع يحتاج إلى مجهود كل قارئ لكتاب الله تعالى ومصر كانت ولا زالت هي المنجم الأول لجواهر القرآن الكريم ولذلك البعثات الخارجية وسفراء القرآن كثير منهم من خارج الإذاعة ويسافرون إلى كل دول العالم كالقارئ الإذاعي سواء بسواءـ ما السبب في قلة السميعة حاليا وقد كانوا من قبل يجلسون أمام القارئ ساعات طويلة لا يملون من سماع القرآن الكريم؟
السبب في قلة السميعة انشغال الناس ومنهم من ينظر في الساعة طوال التلاوة كذلك الفضائيات وبرامجها ألهت قطاع كبير من الجماهير وصرفت الناس عن القرآن كذلك صعوبة الظروف الاقتصادية من أهم الأسباب ولو توفر الجمهور لأبدع القارئـ كيف تقيم استقبال المجتمع للقرآن الكريم في هذه الأيام وكيفية التعامل معه في هذه المرحلة الحرجة من حياة الوطن؟
المجتمع لا زال مقصرا مع القرآن وعلى كل إنسان أن يجبر تقصيره في حق القرآن وأن يغير من نفسه وأن يزيل كل إغراء في الحياة أمام القرآن الكريم ومن يعرف مدى السعادة التي تأتي من خلال القرآن الكريم لن يتركه فعلى الناس أن يعرفوا قيمة القرآن الكريم وفضله عند الله تعالى وأثره الكبير في الفرد والمجتمع ويكفي أن أقول من وجد القرآن فقد وجد السعادة، وأقول لكل الباحثين عن السعادة عليكم بكتاب الله تعالى لأن فيه سعادة الدنيا والآخرة أسأل الله أن يجعلنا من أهل القرآن الكريم.
مصر منجم لجواهر القرآن.. وهذه قصتى فى استراحة الشعراوى
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة