الشيخ عبد الواحد زكي راضي من قراء الرعيل الأول بالإذاعة

حوارات
طبوغرافي

فتح الشيخ عبد الواحد زكي راضي القاريء بالإذاعة والتلفزيون قلبه للفتح اليوم مؤكداً أن معاش القاريء لايتجاوز أربعون جنيها وأن جمهور القرآن في الزمن الماضي كان مختلفا تماما فقد أصبح سماع القرآن اليوم أمرا ثانويا بالنسبة للناس وإذا حضروا يريدون الانصراف بسرعة وذلك بسبب الجهل وعدم معرفة قيمة القرآن وفضل سماعه كذلك يتكلمون أثناء تلاوة القرآن الكريم وتغيرت ثقافة القارئ الذي كان مثقفا يعلم قدر القرآن وقدر تلاوته.. وتفاصيل أخري في الحوار :

كيف كانت نشأة الشيخ عبد الواحد زكي راضي مع القرآن الكريم؟ومن صاحب فكرة حفظك للقرآن الكريم؟
أبي وأمي هما السبب الأول في حفظي للقرآن الكريم، وكانت المتابعة منهم مستمرة مع العلم أني كنت مجيدا دائما وأحفظ لوحي أولا بأول، ويوم أن ختمت القرآن جاءت أمي بمشروب الشربات ووزعت على سكان الشارع والجيران واحتفلت بي، ومن أهم أسباب الحفظ المتقن كتابة اللوح أكثر من مرة لأنه يعمل على ترسيخ الآيات في الذهن وعدم نسيانها، ولا زلت أتذكر إلى الآن مواضع الآيات كما علمني شيخي وحينما أنهيت الحفظ شرعت مباشرة في دراسة التجويد وعلوم القراءات.

. من وجهة نظرك ما الفرق بين معلم القرآن في الجيل الحالي والأجيال السابقة؟
معلمو الأجيال السابقة لا تعوض لأننا في هذه الأيام لا نرى مثل إتقانهم ولا نرى أسلوبا في التعلم مثل أسلوبهم فقد تميزوا بصفات مورث القرآن المثالي لأن الإخلاص كان أساسهم تربوا وربونا عليه وكان المعلم ذا هيبة لكن معلمي اليوم أقل كفاءة وكذلك أقل في القدوة وأقل في تعليم القيمة والمبدأ ويحتاج الجيل بالكامل إلى إعادة نظر لكي نسترد نموذج المعلم المثالي للقرآن الكريم

الشيخ عبدالواحد زكي راضي (6)
. من وجهة نظرك ما أفضل أسلوب في تعليم القرآن حاليا؟
أسلوب الكتاتيب هو الأسلوب الأمثل للتحفيظ لأنالتنافس يبلغ مداه وهذا التنافس لا يكون فقط في الحفظ بل يكون أيضا في الأحكام والخط وهكذا وكان المتفوق فينا يعينه الشيخ عريفا أي يكلف بتعليم الصغار الملتحقين الجدد بالكتاب وقد كنت أعلم ستمائة من الأولاد في الكتاب مع شيخي وكنت آخر من ينصرف يوميا فكنت أقضي اليوم كاملا عند شيخي أتعلم وأعلم القرآن الكريم وكنت سعيد جدا بهذا الإنجاز وكنت أعتز بثقة الشيخ في قدراتي وكان يعجب بطريقتي مع الأولاد الجدد

. من اكتشف موهبة الصوت عندك؟ وكيف استثمرت تلك الموهبة بعد ذلك؟
عند شيخي ومع أقراني وكان عددهم كبيرا فيطلبون مني أن أقرأ لهم شيئا من القرآن بصوتي أثناء استراحة الشيخ فكان صوتي يعجبهم ويمتعهم مما جعلهم يخبرون الشيخ بأن صوتي جميل في تلاوة القرآن فأتى الشيخ وقال لي: اقرأ يا عبد الواحد فقرأت ففرح بصوتي جدا فجعل لي كل يوم فقرة في الكتاب ينتظرها الجميع يوميا أتلو أمامهم القرآن مجودا مما زاد في قدري عند شيخي وعند زملائي ومن هنا عرفني الناس في القرية فكانوا يدعونني لحضور مناسباتهم لكي أشاركهم فيها بتلاوة القرآن الكريم ثم عرفت في البلاد المجاورة وواجهت الجمهور في سن مبكرة وارتدت الحفلات في مركز الجيزة وقتها ثم المراكز المجاورة.

. من صاحب فكرة تقديمك للإذاعة؟ وكيف تم تنفيذ تلك الفكرة؟
في عام 1974م كنت في احتفال كبير في شارع سعد بالجيزة، وهذا الاحتفال حضره جمهور كبير وكذلك حضر المحافظ وعدد كبير من المسئولين وكذلك حضر رئيس الإذاعة الأستاذ محمود حسن إسماعيل الذي استمع إلى تلاوتي كاملة وكان بجانبه فضيلة الشيخ راغب غلوش فسأله عني فقال له: إنه الشيخ عبد الواحد زكي راضي من شبرامنت بالجيزة فقال: إن صوته جميل لماذا لم يقدم أوراقه للإذاعة؟ فناداني فذهبت إليه وسألني لماذا لم تقدم في الإذاعة فإن صوتك جميل؟ فقلت له: إن مستواي لا يرقى لمستوى الإذاعة فقال: أداؤك في تلاوة القرآن هو أداء الكبار ولابد وأن تتقدم للإذاعة ثم طلب ورقة وقلم وكتب الطلب بنفسه وذهبت إلى الإذاعة في الموعد المحدد وحينما دخلت كان عندي ثقة في نفسي فقرأت باطمئنان ودقة وأجبت عن جميع الأسئلة فأجزت من المرة الأولى بفضل الله.

الشيخ عبدالواحد زكي راضي (2)
. ماذا عن عطائكم في طريق القرآن الكريم بعد التحاقكم بالإذاعة؟
ذاع صيتي والحمد لله دعيت للتلاوة في جميع المحافظات المصرية ثم دعيت للتلاوة في سبعة وثلاثين دولة من دول العالم لأكون فيها سفيرا للقرآن الكريم ويا له من شرف كبير حين دعيت في أول مرة إلى دار السلام في أفريقيا ثم باكستان وأمريكا الشمالية ست مرات وعدة دول من أمريكا الجنوبية والكويت والأردن ودبي التي سجلت فيها لتليفزيون دبي القرآن مرتلا ولا أنسى جنوب إفريقيا التى تستقبل أهل القرآن بحفاوة وحفلات القرآن عندهم تشبه احتفالات العرس ووجدت أن الأعداد الغفيرة التي تحضر تلاوات القرآن الجميع يرتدي الثوب الأبيض رجالا ونساء وكان منظرا بديعا لن أنساه طوال حياتي.

الشيخ عبدالواحد زكي راضي (5)
. ما رأي فضيلتك في القراء الجدد؟ وما النصيحة التي توجهها لهم؟
الجيل الجديد منهم مجتهدون كالشيخ حجاج الهنداوي ولكنهم يحتاجون إلى التأكيد على أصول الإبداع في التلاوة وتدقيق الأحكام وأوصي لجنة الاختبار بالإذاعة ألا تجيز إلا من اكتمل إبداعه لأن الإذاعة يجب أن لا يخرج فيها سوى المبدعين لأن الأمة كلها ستتلقى عنهم كتاب الله وبالتالي فإن مسئوليتهم كبيرة أمام الله وأمام أمة الإسلام.

. من هو قدوتك في عالم التلاوة؟
كنت أحب الاستماع دائما إلى علم الأمة وعالم التلاوة فضيلة الشيخ مصطفى إسماعيل رحمه الله لكنني اتخذت فيما بعد طريق فضيلة الشيخ كامل يوسف البهتيمي رحمه الله لأن نبرات صوتي تشبه إلى حد كبير نبرات صوته

. ما تعليقك على جمهور القرآن الكريم اليوم؟
جمهور القرآن في الزمن الماضي كان مختلفا تماما فقد أصبح سماع القرآن اليوم أمرا ثانويا بالنسبة للناس وإذا حضروا يريدون الانصراف بسرعة وذلك بسبب الجهل وعدم معرفة قيمة القرآن وفضل سماعه كذلك يتكلمون أثناء تلاوة القرآن الكريم وتغيرت ثقافة القارئ الذي كان مثقفا يعلم قدر القرآن وقدر تلاوته.

. نقابة القراء دورها العمل على الارتقاء بالأعضاء، وبمستواهم فهل تقوم النقابة بالواجبات المطلوبة منها؟
نقابة القراء نقابة حديثة وإمكاناتها ضعيفة ومواردها قليلة؛ لذلك لا تقوم بالدور الكامل لها لضيق ذات اليد وعلى مجلس إدارة النقابة المطالبة بدعم النقابة من وزارة الأوقاف المصرية ووزارة التضامن حتى تقوم بدورها كباقي النقابات ومعاش القارئ للأسف حاليا 40 جنيه.

. كيف يحدد القراء أجورهم؟ وهل هناك مغالاة منهم في الأجور كما يقول بعض الناس؟
القارئ له مهنته كصاحب أي مهنة ومن حقه أن يحصل على أجر على الأقل مقابل حبسه لتلاوة القرآن الكريم كما قال الإمام الشيخ الشعراوي رحمه الله لكن لا يجب أن يغالي في الأجر وأن يطلب المعقول وأن يراعي ظروف الناس وأعتقد أنه لا يوجد مغالاة في أجور القراء لأن من يغالي فلن يطلب مرة أخرى أو على الأقل لن يطلبه إلا من اقتنع به من الأغنياء ومن الطبيعي الاتفاق قبل الذهاب للحفلات ولا شيء في هذا وأرجو من رئيس الإذاعة أن يصدر أوامره لإذاعة الأذان بصوتي أسوة بالإذاعات الأخرى كإذاعة البرنامج العام وصوت العرب وغيرها لأن بيتي الأول الذي أفتخر به هو إذاعة القرآن الكريم وأنا أتفاخر بهذا الانتماء.