في يوم وفاء للراحل الأستاذ إيهاب إسماعيل المستشار القانوني لمؤسسة الفتح:

حوارات
طبوغرافي

توفى عن عمر لم يتجاوز الثمانية والأربعين عاما، ولكنها رغم قصرها كانت حافلة بالإنجازات، وكان له دور كبير فى تأسيس قناة الفتح الفضائية، هذا المنبر الدعوى الكبير، ويحرص على زيارة بيت الله الحرام.. كان ممن يألف ويؤلف دائم التواصل مع أهله وأصحابه.. رحمه الله تعالى.

كان هذا اللقاء الذى أداره د/ ياسر على نور المدير التنفيذى لمؤسسة الفتح، لتكريم الراحل سيادة المستشار/ إيهاب محمد إسماعيل رحمه الله والذى عنون بيوم الوفاء.
وكانت البداية مع نجله المهندس/ محمد إيهاب إسماعيل: لم يكن الوالد رحمه الله بالنسبة لك مجرد أب بل كان صديقا..

ياسر نور
كان دائما يستشيرنى فى كل شيء، وكان دائما يحب أن يسمع منى النصيحة، وكنت لا أخبء عنه أى شيء من حياتى، فكنا أصدقاء بكل ما تحمله الكلمة من معان. والدليل على ذلك الصور على صفحة الوالد على الإنترنت، فكان أغلب هذه الصور لنا معا.

ما السر فى شوق الوالد رحمه الله لزيارة الكعبة؟
كان كثير الشوق إلى بيت الله الحرام، حتى إنه كان يعتمر فى العام مرتين، وكان يحب السفر والترحال.
كيف حال الوالدة بعد رحيله؟
الوالدة كانت منهارة جدا وحزنت عليه كل الحزن، لأنه كان لنا جميعا نعم الصديق، ونعم الأب، وترك لنا أفضل الذكريات، رحمه الله.

فضيلة الدكتور/ أحمد عبده عوض.. لعلك توجة كلمة إلى أسرة الفقيد..
إننا لا نودع مجرد جسد أو روح، ولكننا نودع جزء من حياتنا وجزء من كل الأحباب والزملاء الجالسين معنا الآن، إن الإنسان قد يعيش عمرا بأعمار، فلم يعش أكثر من 48 سنة ولكنها كانت مليئة بالخير وبالمساعدة للفقراء، فكثير من الناس كان يعيش حياة طويل ثم يموت ولا يترك أثرا، وكثير منهم يستراح منهم بعد موتهم، ولكنه كان ممن يستراح لهم، ولطالما حولت إليه كثيرا من أوراق بعض الفقراء المظلومين والغارمين ليرفع شكواهم إلى القضاء ليأخذ لهم حقوقهم، دون أى مقابل مادى سوى حب الله ورسوله، وإنى أقول لأسرة المستشار رحمه الله أنه لم يكن لكم وحدكم، وإنما كان لكل الناس، كان يحب العطاء، وكان يحب الخير وأهلن فأبشروا به، لأنه ترك لكم خير الذكريات، رحمه الله تعالى رحمة واسعة.

الفضيلة
كان رحمه الله صاحب عطاء ولم ينطق بكلمة نابية أبدا، اتسم بالأخلاق العالية، رأينا فيه الأدب والالتزام وحب الصلاة، وحب أعمال الخير، فكم أغاث من ملهوف، وكم ساعد المسلمين فى تخصصه، وكم أخذ الحقوق لأصحابها، وكم دافع عن الحق، وكم ساعد قناة التح للقرآن الكريم حتى وصلت إلى هذا العطاء والتقدم والتطور بفضل الله تعالى.

فلن يُنسى المستشار إيهاب صاحب الأخلاق الجميلة، وصاحب المبادئ الراقية، فإنا لا نعزى أنفسنا فقط وإنما نعزى كل من وقف بجانبهم، وكل من ساعدهم فى إرجاع حقوقهم، فاللهم ارحمه رحمة واسعة يا رب العلمين.

قال فى منشور وضعه على صفحته على موقع التواصل الاجتماعى: ما أن أضع رأسى على الوسادة إلا ويأتى نور الفجر، ما إن أستيقظ إلا ويحين موعد النوم، تسير أيامنا ولا تتوقف، أقول فى نفسى: حقا السعيد من ملأ صحيفته بالصالحات، والسؤال الذى أقف عنده: بماذا مُلأت صحيفتى؟.. هذه تساؤلات كان يسألها لنفسه، ونحن نشهد له فى يوم الوفاء بأنه كان ممن يعملون الصالحات، فنسأل الله تعالى أن تكون شهادتنا له شهادة حق.

كان سيادة المستشار من النوعية التى كانت تألف الناس، فكان يحب الرفقة والصحبة ولا يحب الانفراد والعزلة، فكان إذا زار مكان فلا يخرج منه إلا وقد أصبح له خلان وأصدقاء، وما من أحد داخل هذه المؤسسة إلا وله مع المستشار إيهاب ذكريات طيبة ومواقف جميلة.

أما عن الحياة الأسرية والعائلية فهذا خاله
الأستاذ / عبد المنعم إبراهيم. المدير المالى لقناة الفتح، يحدثنا عن بعض مواقفه تجاه الناس وخاصة أقاربه.

فى كل أسرة من أسر العائلة كان يترك بصمة إيجابية وذكرى طيبة، وله فى أسرتى أنا شخصيا موقف لا ينسى فقد وقف إلى جانبنا فى إحدى القضايا وساعدنا كثيرة بكل ما أوتى من قوة، حتى أتى لنا بحقنا كاملا.

وكان لنا فى مرة مستحقات لدى إحدى الشركات فوقف فى هذه القضية موقفا بطوليا حتى أخذنا كامل المستحقات من تلك الشركة، وكان لا ينتظر منا أو من أى أحد من أقاربه أى مقابل مادى، لأنه كان يرى أن ذلك واجبا عليه.

يتساءل أحبابه على صفحته الخاصة على الفيس بوك: كيف سيكون أول صباح فى الجنة وأن تواقف فى شرفة قصرك تنظر إلى الكنوز والنعيم الذى لا نهاية له، وقد تبدلت عليك السماوات والأرض.. نسأل الله تعالى أن يكون فى جنان إلى يوم يبعثون.

بعض المواقف الطيبة للمستشار الراحل مع الإخوة:
الأستاذ/ أحمد سمير-مساعد المستشار/ إيهاب رحمه الله: يكلمنا عن بعض ما كان يعلمه عن الفقيد رحمه الله، فكان أقرب الزملاء إليه فهو الوحيد الذى كان يطلع على ملفات القضايا الخاصة بالحالات التى كان يسندها إليه صاحب الفضيلة.

لن أتكلم عن الضعفاء والمظلومين الذين رد إليهم حقوقهم فأعدادهم لا تحصى، وقد أنشأنا لهم مكتب قناة الفتح للأعمال الخيرية الخاص بالمساعدات الحقوقية والقانونية، والوقوف إلى جانب المظلومين والفقراء، ولن أتكلم كثيرا إلا بهذه الجمل: لقد عاش الأستاذ إيهاب رحمه الله شهما ومات شهما.

العميد / أحمد عبد الفتاح، وهو أحد الذين صحبوه كثيرا منذ بداية تأسيس القناة، فى توقيع الاتفاقيات، وتجهيز الأوراق الخاصة بالقناة، فيكلمنا عن جديته فى العمل.

عميد أحمد
كان رحمه الله مثالا للأدب والأخلاق، وكان عنده نظرة مستقبلية ثاقبة، كان شديد التواضع، وكان بارعا فى عمله.. رحمه الله تعالى.

الأستاذ / فريد مصطفى كامل. مدير أكاديمية الفتح: كان صاحب خلق، وكان لى صديقا بمعنى كلمة الصداقة، لم يكن كباقى المحامين طمعا فى المال والجرى وراء الدنيا، فكان لا ينظر من وراء عمله إلا إلى رضا الله تعالى، فكان خبر وفاته رحمه الله بالنسبة لى كان صادما ومحزنا. فرحمه الله رحمة واسعة.

فريد مصطفى
الأستاذ / أحمد عبد العاطى: توفى رحمه الله تعالى عن 48 سنة فقطن فهذه السنوات قد تبدو قليلة فى عددها إذا ما قورنت بمن يعيشون ثمانين عاما أو مائة عام، فلقد ترك الفقيد عليه رحمة الله بصمات فى هذه السنوات القليلة لم يستطع الكثيرون أن يصلوا إلى بعضها فى عشرات الأعوام، فرحمه الله تعالى كان صاحب إنجازات، كان عمليا يحب العمل ويعطيه حقه، كان مكافحا مناضلا فى الحق، فالدنيا لا تقاس بكثرة السنينن ولا بطول الأوقات، وإنما تقاس بالأعمال الصالحة، وبالإنجازات المفيدة.

عبدالعاطي
ونوصى أسرة هذا الرجل وأهله بأن يحافظوا على حسن سيرته، وأن يحافظوا على دربه الذى مشى فيه.
المخرج / عبد الرحمن سامى: كان رحمه الله صديقا مقربا لى، وكان يتمتع بالبساطة والابتسامة، والأخلاق الحميدة.

الأستاذ / أشرف الجزائرلى: لعلك تعاملت عن قرب مع سيادة المستشار رحمه الله وهو يصوغ العقود وكان يحرص على أن يثب لكلا الطرفين حقهما، فكان لا يعمل لصالح أحد دون الآخر.

أشرف الجزايرلي
سيادة المستشار رحمه الله كان أحد أفراد أسرة الفتح، كان مبتسم الوجه، كان صاحب خلق رفيع، وفى العقد كنا نتعامل معه كأخ أكبر، وكان يثبت للطرفين حقهما، دون محاباة لأحد الطرفين، وهذا كله لوجه الله تعالى.

المهندس/ محمد إيهاب إسماعيل: لم نشعر يوما انه مقصر فى حقنا فقد كان بارعا فى الموازنة بين البيت ومسئولياته وبين أعماله، وذلك رغم كثرة أعماله والضغوطات، فكان يكرس كل وقت فراغه لنا فقط.

الأستاذ / أحمد رشدى: المستشار إيهاب رحمه الله كان له طبيعة خاصة، وكان حسن الأخلاق، وكان كريم السيرة، ونحن ننعيه بكل صدق، فهو يستحق كل التكريم، ويستحق يوم الوفاء بحق، جعل الله كل هذه الأعمال فى ميزان حسناته، والسيرة الطيبة للناس لا تنقطع ذكراها مطلقا بعد وفاتهم، فهم فى القلوب أحياء، على رغم من فراقهم لنا بأجسادهم، رحمه الله رحمة واسعة.

أحمد رشدي
وقد قدم فضيلة الأستاذ الدكتور / أحمد عبده عوض درع القناة لنجله المهندس/ محمد إيهاب تقديرا لجهود والده رحمه الله، ولوفائه لشركات الفتح.

كما دعا فضيلة الأستاذ الدكتور / أحمد عبده عوض للفقيد رحمه الله:
اللهم ألحقه بالصالحين، واجعله راضيا مرضيا، واجعله فى الهادين المهديين، الذين لا يفزعون إذا فزع الناس، ولا يخافون إذا خاف الناس، اللهم اجعله مع الذين لا خوف عليهم ولا هم لا يحزنون، اللهم اجعله فى أعلى فراديس الجنان مع الذين أنعمت عليهم من النبيين والصديقين والشهدا، اللهم اجعل قبره روضة من رياض الجنة، اللهم أرحه فى قبره كما أراح العباد، اللهم أسعده فى قبره كما أسعد العباد، اللهم آمن روعاته، اللهم شفع فيه أعماله الصالحة الطيبة، اللهم شفع فيه صلاته وصيامه وقيامه وعمراته، اللهم إنه وديعتك وقد عاد إليك فاجعل نفسه طيبة مطمئنة، وابسط عليه من رحمتك وعفوك، اللهم اجعل أهله خير خلف له، واجعلهم من الصالحين والبارّين به بعد موته بدعائهم له، اللهم اجعله فى رفقة النبى العظيم، اللهم أسعده فى الآخرة، اللهم أسعده بأخلاقه الطيبة وبحسن سمته، الله مإنا كنا نحبه فيك، فاجعلنا ممن ينادى علينا وعليه يوم القيامة: أين المتحابون فى جلالى؟ اليوم أظلهم فى ظلى يوم لا ظل إلا ظلى.