الشيخ شعبان عبد الجيد- المبتهل بالإذاعة والتليفزيون

حوارات
طبوغرافي

بدأت موهبته عندما كان يقرأ فى الإذاعة المدرسية، وكانت نقطة انطلاقه إلى الإذاعة وغيرها من وسائل الإعلام قناة الفتح التى اعتبرها فاتحة خير عليه، وتتلمذ على يد الشيخ شعبان الصياد،  تعلم المقامات على يد الشيخ محمد الهلباوي، وكان آخر قارئ أجازه فضيلة الشيخ أبو العينين شعيشع وبعدها توفى، وأنشد لثورة 25 يناير، وسافر كقارئ للقرآن إلى عدة دول إسلامية وعربية.

ـ كيف ظهرت الموهبة لدى الشيخ شعبان عبد الجيد؟
حينما كنت أقرأ بالإذاعة المدرسية كان زملائي وأساتذتي يلتفون من حولي أتلو عليهم آيات القرآن الكريم بصوتي الذي كانوا يحبون الاستماع إليه وقد لقيت تشجيعا كبيرا من أساتذتي وقد قال لي مدرس اللغة العربية: أنت يجب أن تكون في مسجد تحفّظ القرآن للأولاد وتبتهل وتنشد الأناشيد بصوتك الجميل ومرت الأيام وقابلني مدرسي بعد التحاقي بالإذاعة وقال لي: أنا أتابعك في الإذاعة وأنا معجب بصوتك الجميل.

13522405_1694203970839904_1145726439_n
ـ من كان ولا زال قدوتك في التلاوة؟
كنت أذهب للعزاءات وأنا طفل صغير لأستمع إلى الأصوات الجميلة وعلى رأسهم قدوتي فضيلة الشيخ شعبان الصياد ابن قرية صراوة مركز أشمون وقد أعجبني فيه إحساسه الجميل وصوته الرائق الرائع المعبر مع إحساسه القوي بآيات القرآن الكريم وقد زرع في قلبي حب القرآن الكريم لكنني حرصت على أن يكون لي بصمتي الخاصة وأدائي المستقل وأما المبتهلين فقد أعجبت بالرعيل الأول ومن بعدهم من العظماء كالشيخ طه الفشني والشيخ سيد النقشبندي والشيخ نصر الدين طوبار جعل من الابتهالات مشروعا لي في الحياة.

ـ كيف كان التحاقك المبكر بالإذاعة المصرية؟
كانت قناة الفتح فاتحة خير لي في حياتي إذ أنني بعد اشتراكي في مسابقة إبداع انتقلت مباشرة إلى الإذاعة المصرية وسجلت بها وخرجت من خلالها إذاعة خارجية.

13521174_1694204347506533_1708892748_n
وقد استمع لي الأستاذ سلامة رشدي من أسرة التخطيط الديني بإذاعة القرآن الكريم وكنت أؤدي تلاوة في إحدى الأمسيات في مسجد الحامدية الشاذلية فأعجبه صوتي فقال لي: لماذا لا تتقدم للإذاعة فصوتك صوت إذاعي جميل؟ فقلت له: والله لا أعرف طريقها ولم أنتوي ذلك فقال: اذهب للشيخ محمد الهلباوي يعلمك المقامات فذهبت للشيخ الهلباوي الذي اعتبرني كابنه وسقاني المقامات بالملعقة وقد خط لي طريق النجاح وما إن علمني حتى بدى علمه في تلاوتي وشعر الجميع بذلك وفي يوم من الأيام فوجئت بخطاب يأتيني من الإذاعة بموعد اختباري بالإذاعة ولم أتقدم للإذاعة بأي طلب وهذه من أعاجيب حياتي ولم أعرف حتى الآن من الذي قدم لي في الإذاعة كمبتهل وقد سررت بذلك رغم أنني كنت أتمنى أن أقدم كقارئ لكنني علمت أنها إرادة الله.

13511539_1694204344173200_895078737_n
ـ كيف كانت أجواء اختبار الإذاعة؟
وكل الله لي أسبابه للوصول للإذاعة فذهبت للاختبار يوم الثالث من أكتوبر عام 2010م وكان ميلادا جديدا وقد استدعاني الشيخ الهلباوي قبيل الاختبار ليجلس معي جلسة الاستعداد للاختبار وخرجت من عنده بالنص وقد دربني عليه إلى لجنة الاستماع وكانت مكونة من أربعة عشر عضوا كل منهم كانت له هيبته وقد كان يرأسهم الأستاذ إبراهيم مجاهد رئيس شبكة القرآن الكريم ومعه الشيخ أبو العينين شعيشع رحمه الله وقد أجازني ثم مات بعدها فكنت آخر من أجاز وكان أيضا من أعضاء اللجنة الشيخ عبد الحكيم عبد اللطيف والشيخ الدكتور أحمد عيسى المعصراوي وغيرهم.. وما إن بدأت حتى أنصت لي أعضاء اللجنة ونزل التوفيق والقبول ثم طلبوا مني الأذان فأذنت بطريقة الشيخ أبو العينين شعيشع رحمه الله فكان الشيخ يميل برأسه يمينا ويسارا وبعد انتهاء الاختبار خرجت فإذا باللجنة تستدعيني مرة أخرى وحاوروني حول أدائي وتعليمي المقامات وتمنوا لي التوفيق جميعا وبشرني الشيخ المعصراوي بالقبول فخرجت فرحا مسرورا.

ـ هل تذكر أول هواء لك بالإذاعة؟ متى وأين كان؟
كنت أسجل فواصل بالإذاعة بعد نجاحي وكنت جالسا هناك مع معلمي الشيخ الهلباوي الذي كنت أسجل معه تكبيرات العيد للإذاعة فدخل علينا الأستاذ السيد صالح يخبره بحضور الهواء بعد غد الخميس يوم عرفة فقال له: سيذهب إلى هذا الهواء الشيخ شعبان عبد الجيد ليحل محلي فشعرت وقتها بحبه لي وثقته الغالية وكان هذا الهواء بعد صلاة المغرب في مسجد أسامة بن زيد بالمعصرة في حلوان وكان قارئ الحفل هو الشيخ محمد عبد الوهاب الطنطاوي حفظه الله وكان هذا في يوم 5 نوفمبر عام 2011م

ـ موقف مؤثر في حياتك؟
كنت قد فتحت التلفاز في يوم فوجدت مطربة تغني وحولها كثير من الجمهور معجبين بها وبما تقول فتوجهت إلى الله قائلا: اللهم اكتب لي التحاقا بالإذاعة لكي أسمع الناس لا إله إلا الله محمد رسول الله بدلا من هذا المجون فكانت إجابة الله لي إجابة عملية من ورزقني بها من حيث لا أحتسب.

ـ نشأت في كتاب القرية ونبغت فيه فكيف ترى طرق الحفظ اليوم؟
للأسف افتقدنا الكتاتيب التي أسست الكبار أين المحفظ الذي كان يسقي الأبناء القرآن الكريم المعلم اليوم قلت هيبته وتجرأ الطالب على أستاذه أين الأم التي كانت تذهب للشيخ وتوصيه بعقاب ابنها عقابا شديدا في حال تقصيره في حفظ القرآن الكريم؟ وأحيانا يكمل الأب عقابه بل إن الأب اليوم هو الذي يلوم معلم القرآن في حال عقابه لابنه لعدم حفظه.

ـ ما هي الرسالة التي يجب أن تؤديها الابتهالات والإنشاد من خلال الإذاعة والتليفزيون؟
يجب أن تواكب الابتهالات العصر وأحداثه ولا يجب أن يقلد النجم ويجب أن يضيف الجديد لنفسه ولإذاعته ومن يوم التحاقي بالإذاعة لم أكرر قصيدة في الهواء مرتين حتى لقبوني بمبتهل مصر من كثرة ما أدخلته من جديد الكلمات والألحان خاصة لمصر وشعبها ومن أجمل ما أنشدت:

بلاد الخير أوطاني وفيها الله أحياني
شذاها كلها عطر ونهر النيل ناداني
وقد أنشدت لثورة يناير وغيرها من الأحداث ومعي فريق من الشعراء يكتبون لي منهم الشاعر الأستاذ محمد علي راشد صاحب النظم الجميل والكلمة الرائعة الهادفة والمعاني الجياشة وكذلك الأستاذ محمد فاروق النزاوي والشيخ ربيع بدران والشيخ أمير الرفاعي.

ـ وما المطلوب من المبتهل صاحب الرسالة حتى يؤثر في الجمهور؟
على المبتهل أن ينمي نفسه وأن يكون قدوة للمجتمع فإذا كنت إمامي فكن أمامي وداعية بلا عمل كشجرة بلا ثمر فلابد من التأثر حتى تؤثر والأساس في كل ذلك الإخلاص لله تعالى والمبتهل كالداعية يحمل هم دينه وينشر أخلاقه ويهتم بقضايا الأمة الإسلامية ويجب أن يترك المبتهل رسالة في كل ابتهال وإنشاد.

ـ هناك أعداد كبيرة من الشباب منحهم الله نعمة الصوت فيتجه كثير منهم للغناء وبعضهم يهمل موهبته ما رأيك؟
الصوت نعمة كبيرة من الله يهبها لمن يشاء من عباده وهو الذي قال (يزيد في الخلق ما يشاء) وكان رسول الله صلى الله عليه وسلم يحب الاستماع إلى الأصوات الحسنة في تلاوة القرآن وقال لأبي موسى الأشعري حينما استمع إليه: لقد أوتيت مزمارا من مزامير آل دواد لذا وجب على الشباب أن يوجهوا مواهبهم لحفظ وتلاوة القرآن لأن طريق القرآن كله منافع في الدنيا والآخرة.

ـ ما الذي يجمع الأمة اليوم وهي في أمس الحاجة إلى لم شملها؟
لا يجمع الأمة إلا حب الله ورسوله وتلاوة القرآن وحبه والعمل به وعلى الجميع أن يتقلدوا أخلاق الإسلام ومعاملاته فلقد نشر الإسلام بتلك المعاملات والأخلاق الراقية التي تعلمناها من رسول الله الذي حمل الحمل عن امرأة كانت تصد عن سبيل الله فكان تصرفه سببا في إسلامها.

ـ ما رأيك فى جمهور الابتهالات ومساحة الابتهال بالإذاعة والتليفزيون؟
أرى أنه ليس من المهم الوقت المتاح إنما المهم ماذا تناولت فيه فمن الممكن أن يكون الوقت قصير لكن يحييه المبتهل برسالة قوية تترك أثرا كبيرا في الناس فلا نعول على الوقت كثيرا أما الجمهور فهو مشغول بأعباء الحياة التي ازدادت صعوبة وهناك ضغوط كثيرة وتوتر في الحياة ومع ذلك لم ينقطع الناس بالكلية وكثير من الجمهور يتابعون متابعة جيدة من خلال الإذاعة وكذلك التليفزيون.

ـ هل سافرت للخارج؟ وماذا كانت مهمة السفر؟
سافرت إلى عدة دول لكن لم تكن المهمة الابتهالات والإنشاد لكن سافرت كقارئ للقرآن الكريم فكانت البداية إلى إيران التي تحسن الاستماع للقرآن الكريم ولو طلبوا مني الأذان بطريقتهم لرفضت فأنا مسلم سني متمسك بمذهب أهل السنة والجماعة، ثم سافرت شهرا كاملا إلى تركيا لإمامة المصلين في صلاة القيام ثم عدت إلى إيران مرة أخرى ثم إلى الجزائر.

ـ ما الذي حباه الله للقارئ المصري حتى يكون في طليعة قراء العالم؟
مصر محفوظة بحفظ الله مهما حيكت لها من مؤامرات فالله حافظها بقراءها وقرآنها وشبابها وطاقاتها وحب شعبها للخير فمصر ولادة بالأصوات الدافئة التي صنعت المجد.