قارئ المسجد الدسوقي قطب الطويل

حوارات
طبوغرافي

كشف قارئ المسجد الدسوقي الشيخ قطب الطويل عن تفاصيل رحلته مع كتاب الله، مؤكداً أن نشأته كانت في بيت قرآني بامتياز وان والده كان يقتطع من قوت يومه رغم ضيق الحال ليواصل مسيرته مع كلام الله ، الطويل فتح قلبه لجريدة الفتح اليوم متحدثاً عن أبرز المحطات في حياته، والمشاكل والتحديات التي تواجه القراء ..

وكان هذا الحوار:

الشيخ قطب أحمد إبراهيم الطويل
من مواليد: 26 مارس 1958م قطورمحافظة الغربية ومقيم بمسير مركز كفر الشيخ
درس بالأزهر وتخرجت من كلية الشريعة والقانون بطنطا عام 1985م وعمل مدرساً وترقي حتي درجة موجه عام، وعضو نقابة قراء مصر.

ـ كيف كانت النشأة ؟
حياتي كانت متعلقة بالقرآن منذ بدايتها والفضل في هذا يرجع لوالدي رحمه الله وقد كان من محبي القرآن وأهله حيث حفظت القرآن في الثامنة من عمري ، ورغم ضيق الحال في ذلك الوقت إلا أن أبي كان يقطتع من قوت البيت ليعلمني كتاب الله وقد حرص على أن أحضر دائما مجالس القرآن ،وحضرت في طفولتي مجالس لكبار القراء كالشيخ مصطفى إسماعيل الذي أتي إلى قريتنا في عام 1968م والشيخ محمود علي البنا والشيخ راغب مصطفى غلوش تعلمت منهم النطق والنغم القرآني المنضبط .

14620105_10154659313817754_1459227886_n
ـ متى وكيف كانت أول مواجهة للجمهور؟
كنت في الإعدادية كخطيب للجمعة في البداية وليس كقارئ فأنا طالب أزهري أحفظ القرآن وأجيد الخطابة فرشحني الناس مبكرا للخطابة والإمامة وقد ساعدني القرآن في البراعة المنبرية ثم واجهت الجمهور في نفس المرحلة العمرية كقارئ للقرآن الكريم حيث قدمت في عزاء كبير في قريتي بتزكية من أهل قريتي وبعدها وجهت لي دعوات أخرى وقرأت مع كبار القراء فاكتسبت الخبرات .

ـ من كان قدوتك من كبار القراء؟
قدوتي الأولى هو فضيلة الشيخ محمود علي البنا وقد كنت صورة مصغرة منه في صغري ثم وجدت مدرسة الشيخ محمد عبد العزيز حصان مناسبة لي وكنت أعشقها فتخرجت فيها واكتسبت منه الكثير والكثير من الخبرات في تلاوة القرآن الكريم وهو أستاذ الوقف والابتداء الذي أظهر كثير من المعاني التي كانت غائبة عن الناس .

ـ التقديم للإذاعة .. كيف جاءت الفكرة ومن كان صاحبها؟
زميل بالأزهر كتب طلبا باسمي للإذاعة بخط يده وفوجئت بخطاب لاستدعائي للاختبار أمام لجنة الاستماع عام 1998م وبفضل الله وبتوفيقه نجحت من المرة الأولى صوتا وحفظا ثم سجلت نصف ساعة للحكم ونجحت فيها أيضا ثم سجلت عدد من التلاوات للإذاعة والتحقت بالبرنامج العام وفرح أهل قريتي بهذا الإنجاز الكبير.

ـ الجمع بين التدريس بالأزهر والتلاوة أيهما أضاف للآخر؟
القارئ المثقف المتعلم أنه يفهم ما يقرأ فإذا كان القارئ عالما أعطى الآية حقها في التلاوة حتى أنه يصور ويجسد المعنى ولا يقف على وقف حرام ولا يبدأ بداية خاطئة وهنا الفائدة الكبرى للمستمع فالآية التي تبشر بالجنة لها أداء والآية التي تبشر بالنار لها أداء مختلف تماما وكل مبني على الفهم والأداء .

14658350_10154659313662754_654193321_n
ـ كموجه للتعليم الأزهري ما ملحوظاتك على تحفيظ النشء للقرآن؟
أقترح أن لا يكون هناك مقرر على المرحلة الابتدائية سوى القرآن الكريم كي يتخرج الطالب متقنا لكلام الله ويجب أن تعود الكتاتيب بدعم من الأزهر بعدما اتجه أولياء الأمور إلى مناهج اللغة الإنجليزية والرياضيات والمواد العلمية علي حساب القرآن، ولاينبغي أن يذهب أهل القرآن للمتعلمين وإنما لابد من العكس فالقرآن يؤتى ولا يأتي وأهل القرآن هم علية أهل الدنيا.

ـ كيف كنت سفيرا للقرآن بالخارج إلى أي دول العالم سافرت؟
سافرت إلى عدد كبير من الدول بدأتها بالإمارات في الشارقة عام 2000م ثم السودان عام 2001م ثم تشاد خمس سنوات ثم انتدبتني وزارة الأوقاف إلى تنزانيا ثم سافرت إلى استراليا بدعوة من مفتيها العام ثم سافرت إلى فلنندا مبعوثا من الأوقاف ثم إلى البرازيل ثم دعيت لحفلات بالخارج ثم سافرت إلى باكستان وطفت قارات العالم وكل دولة قرأت فيها القرآن أكثر من مرة مرتلا ومجودا والحمد لله.

ـ هل ما زال القارئ المصري متربعا على عرش التلاوة على مستوى العالم؟
قراء مصر في الصدارة لأنهم أصحاب الأثر والإتقان والقدوة فالقراء والقراءات معجزات دائمة تطوف العالم شرقا وغربا تعلم الناس وتؤثر فيهم والجميل أن المسلمون بالخارج يربطون بين أجيال القراء فأحيانا نجد من ينادينا باسم الشيخ عبد الباسط عبد الصمد أو الشيخ مصطفى إسماعيل من باب الإعجاب والدعابة.

ـ كيف ترى الجيل الجديد من قراء الإذاعة؟
قراء الإذاعة المصرية بخير والجيل القديم كان كل منهم مدرسة في حد ذاته يسمع من بعيد فيعرف وتعرف مدرسته أما اليوم فالجميع أصحاب أصوات حسنة لكن أين المدارس الجديدة والتقليد هو سيد الموقف والمنبع واحد والابتكار ليس موجودا بالقدر المطلوب ولم يحاول الجيل الحالي أن ينشئ مدارس جديدة كجبل الوسط الذي برع في ذلك كالشيخ السيد متولي عبد العال والشيخ الشحات أنور والشيخ محمد الليثي وغيرهم ولكي تقدم المدارس الجديدة فإني أنادي بالتنقيب عن المواهب القرآنية في الريف المصري وأن يذهب أهل الخبرة للقرى لاكتشاف أصحاب المواهب لأن الريف زاخر بالمواهب.

ـ ما هو مطلبكم من إدارة الإذاعة كقراء؟
نطلب تسهيل الطريق للشباب للالتحاق بالإذاعة ونقترح عمل اجتماع دوري للقراء والاستماع إليهم وأخذ المشورة منهم في خريطة الهواء والأمسيات ، ولاأطلب زيادة بدل الانتقالات ويكفيني شرف الانتساب لإذاعة القرآن الكريم.

بم تفسر اختفاء السميعة الذي يجوبون المحافظات خلف القراء.. وهل أغني الإعلام عن هؤلاء؟
تغيرت ظروف الحياة وكثرت الهموم وأذن المستمع اختلفت عن ذي قبل فقد كان الناس في تجمعات كبيرة أمام القراء يجلسون بالساعات، والإعلام مقصر مع أهل القرآن مقارنة بلاعبي الكرة أو الممثلين ، واقتصر الإعلام المهتم بنا علي إذاعة القرآن الكريم وبعض القنوات الفضائية كقناة الفتح التي لها باع كبير في تعليم كتاب الله وتبسيط معانيه بمادة علمية قرآنية متميزة وبها عدد من المسابقات القرآنية المحلية والعالمية.

ماذا قدمت لأهل القرآن؟
منذ تخرجي من الأزهر أنشأت مركز لتحفيظ القرآن الكريم وحينما كنت في الإعارة كانت لي ثلاث حلقات لتعليم القرآن الكريم واحدة لزملائي المبعوثين وكانوا سبعة وسبعون مبعوثا أعلمهم كل يوم ربعا من القرآن والثانية كانت لأهل السوق البائعين والثالثة كانت للنساء وكذلك أعطي الإجازة في سند حفص عن عاصم.

ـ نقابة القراء كيف تقيم مسيرتها وخدمتها للقراء؟
نقابة القراء نقابة عريقة يرأسها قراء أفاضل كبار فضيلة الشيخ محمد محمود الطبلاوي وفضيلة الشيخ حلمي الجمل نائبا وكلاهما له قيمته وحكمته ، وأطالب بزيادة معاش القراء الذي لم يتجاوز السبعين جنيها وكذلك على وزارة الأوقاف أن تستجيب بزيادة أجر قارئ السورة الذي لا يتعدى الخمسون جنيها شهريا.