المكتسبون للمال الحلال فى منزلة المجاهدين

ملفات
طبوغرافي

العلماء: مجتمعاتنا تواكلية  تجاهلت مقاصد الدين فأصبحت أصفارًا علي اليسار

جميع الأديان السماوية وخاصة الدين الإسلامي تحث على العمل وضرورة إتقانه.. فالله تبارك وتعالي جعل طلب الرزق والعمل علي جميع الناس ويجب تحري الحلال من الحرام والسعي إلى العمل بالطرق المشروعة وعدم التكاسل.. ورفع الكفاءة دائما حتي يعلي من شأن الانسان والمجتمع.

د. عبدالحميد الأطرش

الاطرش

أمين عام الدعوة ورئيس لجنة الفتوي السابق يقول: حث الإسلام على طلب الرزق، بل وجعله من أهم العبادات التي يبتغى بها وجه الله عز وجل، ومن ذلك قول الله تعالى: هُوَ الَّذِي جَعَلَ لَكُمُ الْأَرْضَ ذَلُولاً فَامْشُوا فِي مَنَاكِبِهَا وَكُلُوا مِنْ رِزْقِهِ [الملك: 15] وقال سبحانه: وَآخَرُونَ يَضْرِبُونَ فِي الْأَرْضِ يَبْتَغُونَ مِنْ فَضْلِ اللَّهِ وَآخَرُونَ يُقَاتِلُونَ فِي سَبِيلِ اللَّهِ [المزمل: 20].
قال القرطبي في تفسيره: سوى الله تعالى في هذه الآية بين درجة المجاهدين والمكتسبين المال الحلال للنفقة على نفسه وعياله والإحسان والإفضال فكان دليلا على أن كسب المال بمنزلة الجهاد، لأنه جمعه مع الجهاد في سبيل الله.
ويضيف: حثنا ديننا الإسلامي علي العمل في أكثر من 50 موضعا من آيات القرآن الكريم واحاديث الرسول صلي الله عليه وسلم وذلك لقيمة العمل فالعمل عبادة والإنسان مادام يعمل ويكد فهو في عباده وإذا آوي إلي فراشه ونام فينام وقد غفر الله له.. وقال رسول الله صلي الله عليه وسلم "من بات كالا من عمل يديه بات مغفورًا له". "إن من الذنوب ذنوبًا لا يكفرها صلاة ولا صيام ولكن يكفرها السعي إلي المعاش".
وللأسف هذه الأيام الشباب يميل إلي الكسل أكثر من العمل ويهتمون بالعمل المكتبي فالعمل الشريف يعطي دخلا حلالا طيبا فنحن في عهد لا مجال له للكسول.. فكثير من أحاديث الرسول بها حث مباشر علي العمل مهما كان صعبا والابتعاد عن مواطن التكاسل والتواكل والذل فالعمل شرف مهما كان متواضعًا فليس بنقص أن تعمل عملا ولو رآه الناس عملا حقيرا فلا مانع ان تكون حدادًا أو نجاراً بل بالعكس فهي من أشرف الحرف فداود عليه السلام كان رسولا نبيا وكان حدادا وزكريا نبيا مرسلا وكان نجارا وما من نبي إلا رعي الغنم.
ولكن العار والعيب في معصية الله جل وعلا في الخمول والكسول والبطالة حين يعش الإنسان علي فتات غيره وحين يعيش الرجل علي لقمة غيره مع أنه صحيح البدن قوي الجسد فهذا من محق البركة في الأجساد فقد حث الإسلام علي العمل الذي يؤدي إلي زيادة الإنتاج والإسهام في حل المشكلة الاقتصادية وينظر الإسلام إلي البطالة علي أنها آفة خطيرة تهدد المجتمع الاسلامي.
ولا يمكن للأمة أن تتطور دون عمل ويؤسفني أن أمة الإسلام تقاعست عن العمل في جميع المجالات مع أن أمة الاسلام معروفة بالحضارة وكانت تصدرها للخارج.. ولكننا نحن الذين جئنا من بعدهم وقصرنا وتقاعسنا عن واجبنا فأصبحنا في ذيل البشرية لأننا اكتفينا بالتفاخر بتراث الآباء والأجداد ولم نسر علي دربهم.
فعادة أصحاب الاكتشافات العلمية أن يكونوا من الأجانب.. بينما نحن المسلمين نستورد كل شئ وللأسف لا نقوم بالاعتماد علي أنفسنا رغم أن بلادنا زاخرة بالمواد الخام ورؤوس الأموال والأيدي العاملة والأسواق..
الكسب الطيب
ويضيف دكتور أحمد عمر هاشم أن العمل وطلب العيش والكسب من ضروريات الحياة والدين الحق يحث علي الكد والتعب والعمل الشريف الذي يحقق الكسب الطيب وهذا من أقوي الوسائل لرضا الله سبحانه ونحن الآن نفتقر ثقافة العمل من جهة الآداء والجودة ولو أن كل انسان عرف ذلك لتقدمت المجتمعات المسلمة.. ومعلوم أن أنبياء الله صلوات الله عليهم والصحابة والأولياء الصالحين رضي الله عنهم قدوة يقتدي بها كانوا أعف الناس عما في أيدي الناس فعملوا وكسبوا بأيديهم فالأنبياء كانوا أصحاب مهن وحرف ولم يكونوا عالة أو يعيشون علي الإعانة أو المعونات ولذلك كونوا حضارة يشهد العالم بها إلي الآن.
فللاسف مجتمعات العالم العربي أصبحت تواكليه وأصفارا علي اليسار ومتخلفة لا تفقه مقاصد ولا وسائل الدين ويعتمدون علي منتجات الغرب من الصين ودواء ألمانيا وقمح أمريكا ويري أن المشكلة فيمن يرضي بالبطالة ويرفض العمل ويتكبر علي كل عمل حلال عرض عليه فبدلا من أن يندب الإنسان حظه ويشكو الفقر والحاجة عليه
أن يجد ويعمل ويجتهد ويكدح وبدلا من أن يتمني الإنسان ويحلم بالآمال والأموال عليه أن يسأل التيسير والتوفيق له في أعماله وأن يبارك الله له في أرزاقه.