إعلام الفتح
الإعلام له تأثير كبير في واقعنا الحالي على الجمهور، ويعدل من آرائهم وقناعاتهم لكثير من المفاهيم التي شبوا عليها وبقوا عليها ردحًا طويلاً من الزمن، بل ويستطيع التأثير في سلوكياتهم وأذواقهم، فبدلاً من أن يستغرق تعديل السلوك عقودًا عديدة- كما ذكر ابن خلدون- أصبح المجتمع يتغير بين عشية وضحاها بقوة الإعلام وبتأثيره القهري الذي يطارد الناس في كل مكان يكونون فيه.
ولما كان للإعلام هذه السطوة كان لابد من وضع المعايير والمواثيق التي ترشده وتضمن الأداء السليم فيما يقدمه من رسائل ومواد إعلامية بمختلف صورها المقروءة والمسموعة والمرئية والتفاعلية.
وهذه القواعد والمعايير ليست تقييدًا لحرية الفكر والإبداع بقدر ما تهدف إلى نفع المجتمع- أو حتى تسليته- بما لا يضر بالقيم والمعتقدات والعادات والتقاليد والهوية والانتماء لوطننا الحبيب.
إن الإعلام الهادف له سمات تميزه عن غيره وتجعله يسمو على ما سواه، فهو الذي يهتم بتنمية المجتمع من كافة جوانبه الإيمانية والتعليمية والثقافية والمهارية والصحية والرياضية والاقتصادية، ويقدم تصورات واقعية لتغيير المجتمع إلى الأفضل. وهو إعلام يطرح القضايا والمشكلات بشفافية وصراحة ويقدم الحلول الناجحة والتوصيات المدروسة، ويقدم آراء العلماء والمفكرين المتخصصين في القضايا محلّ النقاش، ويعتني بالموهوبين من أبناء الوطن ويلقي الضوء على ابتكاراتهم واختراعاتهم حتى يتم تنفيذها مما ينفع البشرية جمعاء. وأيضًا يوفر المناخ الصحي للتنافس في كل مجالات الإبداع من خلال مسابقات دورية تجذب الجماهير وتنمي لديهم الذوق الرفيع.
وبطبيعة الحال لا يختلف اثنان أن أفضل مجال للتنافس هو حفظ القرآن الكريم، لذا تبنّت قناة الفتح للقرآن الكريم مسابقة "أحسن الأصوات" التي يتنافس فيها جميع الأعمار من الجنسين على حفظ كتاب الله، ورصدت القناة جوائز عمرة للفائزين.
إن الإعلام عليه مسئوليات جسيمة تجاه المجتمع؛ أن يلتزم الحيدة والشفافية، وينقل الواقع دون زيادة ولانقصان، ويقدم المفكرين والعلماء، ويسد منابع الفتن لا أن يؤججها ويشعلها، ولا يكون معولاً في هدم بنيان المجتمع بل يوحد صفوفه ويجمع شمله، وهو إعلام صادق لا يكذب فالكلمة الطيبة كالشجرة الطيبة {أصلها ثابت وفرعها في السماء}.
إعلام الفتح
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة