اضبط بوصلتك.. قبل رمضان

كلمة العدد
طبوغرافي

الدكتور ياسر على نور

المدير التنفيذى لمؤسسة الفتح للإنتاج الإعلامى

yassernour
فى النصف من شعبان تأتى مناسبة تحويل القبلة إلى حيث كان النبى الكريم يحب أن يتوجه.. إلى الكعبة المشرفة بيت الله الحرام، وأنت أيضًا أيها المسلم الكريم عليك أن تضبط بوصلتك، فتولى ظهرك إلى ما من شأنه الفساد والإفساد فى الأرض، وتولى وجهك إلى التعمير والبناء وتوحيد الكلمة.. فأنت إن فعلت ذلك فزت بالتقوى ثمرة الشهر الكريم، بل وظفرت إن شاء الله بليلة هى خير من ألف شهر.

كل ما عليك فعله وأنت تضبط البوصلة أن تكون حريصًا على الوقت الذى هو حياتك فلا تدع لحظة حتى تستثمرها، ولا معروفًا تستطيع أن تفعله إلا وسارعت بفعله، ولا منكرًا إلا نهيت عنه، ولا خيرًا إلا نافست أن يكون لك منه نصيب.. أما مِلاك ذلك كله فهو تلاوة القرآن فى شهر القرآن والقيام والإطعام وحسن المعاملة؛ "أفشوا السلام، وأطعموا الطعام، وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام".

فى رمضان ينادى المنادي: "يا باغى الخير أقبل ويا باغي الشر أقصر".. فليس من المعقول إذا كان هناك معرض كبير والكل ينهل منه أن تحرم نفسك من الربح بل يكون من السفه أن تسعى إلى الخسارة برجليك؛ لذا كان لزامًا علينا غلق كل نافذة قد يأتى منها الشر أو داعيه.. وفتح كل نافذة تأتى بالبشر والخيرات.

جمّعتنا يا رمضان على الإفطار فاللهم لا تفرقنا أبدًا واجمع شملنا وآمنا فى أوطاننا، وبارك فى زرعنا وأهلينا، وانصرنا على من عادانا.. جمعتنا على الطاعة فى صلاة التراويح، وفرحنا الفقير والمسكين وأخرجنا زكاة الفطر والمال.. فما أجملك يا رمضان شهر الخير والجود والإحسان!

والآن ونحن على أعتاب رمضان.. إذا شهدنا رمضان وبلغنا منتهاه بفضل الله، وسمعنا مناديًا ينادي: سنذيع أسماء الذين أعتقهم الله في رمضان.. هل تعتقد أنك منهم؟ لا نريد أن يقال لك مر رمضان ولم تغنم منه شيئًا. ولكنى أحسبك أيها القارئ الكريم منهم، فإن الله يفرح بتوبة عبده وإقباله عليه.. فأقبل ولا تتباطأ فأنت لا تدري من سيشهد رمضان القادم.