فرحة اليتيم

كلمة العدد
طبوغرافي

ياسر على نور

المدير التنفيذي لمؤسسة الفتح للإنتاج الإعلامي

yassernour

بين احتياجات الناس المتلاحقة وبين خوفهم من المستقبل المجهول يجد اليتيم نفسه غريبًا فى المجتمع، بينما تتوالد سلوكيات دخيلة كالأنانية والأنامالية، وكل يقول نفسى نفسي..

فهل هذه بيئة سليمة لليتيم كى يحيا وينشأ فيها؟!

أم سيضيع وسط الصراعات.. على أية حال لابد أن نتذكر-أنا وأنت- من آن لآخر أنّ المسح على رأس اليتيم ميدان يتسابق فيه المحسنون.

وهناك صنف آخر من الأبناء يجدون أنفسهم يتامى وإن كان الأب والأم موجودين، لكنهما تخليا عن دورهما فى التنشئة والعطف والرعاية، ويصدق عليهم قول شوقى:

ليس اليتيم من انتهى أبواه مِنْ . . همّ الحياة وخلّفاه ذليلاَ

إن اليتيم هو الذى تلقَى له   . .    أمًّا تخلّتْ أو أبًا مشغولاَ

وإذا لم يجد الحنان فى بيت أبويه قد يهرب إلى الشارع بحثًا عن الحرية والكلمة الحانية، ولكنه ينتقل من سيئ إلى أسوأ، ويجد نفسه فريسة لكل مجرم وطامع، ويصبح قنبلة موقوتة تهدد الناس كل الناس، وأنت واحد منهم.

إن المجتمع سيكون فى غنًى عن ذلك كله، إذا قام أهل العطاء بواجبهم، وكفلوا هؤلاء اليتامى الذين فقدوا العائل، وساندوا الآباء غير القادرين، كلاهما على السواء، وسيعيش الجميع جنبًا إلى جنبًا دونما ترصد من المحتاج أو رهبة من أصحاب الغنى والجاه.

وليس خافيًا على أحد أن أوجه الدعم كثيرة، فتعال- عزيزى القارئ – لنذهب معًا إلى زيارة دار للأيتام مرة واحدة كل شهر أو أو ثلاثة أشهر أو سنة.. فرّغ نفسك يومًا وخُذ معك ما زاد عن حاجتك، وما لم تعد تستعمله، خذ معك هدية رمزية، كلعبة لطفل أو طفلة فقد من كان يحبه ويشترى له ما يريد. يمكن أن تجود بيوم من تخصصك؛ فتجود بحصة دراسية إذا كنت مدرسًا، أو بكشف إذا كنت طبيبًا، أو بدواء إذا كنت صيدلانيًا.

إذا أصبح المجتمع يتعامل مع اليتيم بهذه الصورة، حينها يفرح ويقول: فعلاً أنتم لم تنسوني، وأنا سعيد بأننى أعيش بينكم، فأنتم أهلى وأحبابي.