ياسر على نور
المدير التنفيذي لمؤسسة الفتح للإنتاج الإعلامي
ضيف ثقيل حل بمجتمعنا وأقام بيننا على كره وضيق منا، كنا نحلم أن يتوارى ويذهب بلا عودة.. ونسعد بالقيم الرفيعة؛ ونتعامل بالرفق واللين، ونسمو بالإيثار والتسامح..
كنا نحلم أن نترك أطفالنا يلعبون ويمرحون فى أحيائنا، وأن يذهبوا إلى مدارسهم ويعودوا آمنين.
ومن المعلوم أن القسوة ليست من شيم المسلم ولا من سلوكياته وإن كان يتعامل مع الحيوان؛ لقد أنصف النبى صلى الله عليه وسلم الجمل، حينما شكا إليه صاحبه الذى يجيعه ويتركه يعمل لساعات طوال كل يوم.. إذا كان هذا مع الحيوان، فأى أسلوب راقٍ يتحلى به الإنسان حين يتعامل مع أخيه الإنسان؟!
أليس هذا نبينا؟! ونحن المسلمين أولى باتباع سنته والاقتداء به؟! فلماذا تخلى الكثيرون فى هذا الزمان عن الرحمة؟
ألسنا “ولاد البلد” الطيبين؛ نعطف على الصغير بشفقة وحب ورحمة، ونحترم الكبير ونأخذ بيده ونقضى له حاجاته.. فما الذى لخبط هذه التركيبة المجتمعية؟ هل هى الدراما التى تقدم المجرم فى أبهى صورة إلى ما قبيل النهاية؟! أم الطمع والصراع على المال والمناصب؟! أم غياب التربية من فصول مراحل التعليم الأساسى؟!
أم انتشار الأمية الثقافية والجهل بالحقوق والواجبات، وعدم فهم الكثيرين لدورهم فى الحياة؛ فيشكو الأبناء من قسوة الآباء، والزوجات من بطش الأزواج، والعمال من ظلم مديريهم؟! أم أن ذلك كله تضافر ليبدد ما توارثته الأجيال، وعُرف به شعبنا على مر الأزمان؟!
ماذا نقول للناس؟
هل نقول لهم إننا تغيرنا؟ أم نقول: إن ناسنا طيبون وما زالوا يسارعون ويتسابقون لإغاثة الملهوف، ونصرة المظلوم، وإطعام الطعام، وإعانة المحتاج، يألفون ويؤلفون، روحهم مرحة، ومجالسهم طيبة، يحبون للناس الخير. وحينئذٍ يحق لنا أن نفخر مع الفرزدق:
أولئك آبائى فجئنى بمثلهم ** إذا جمعتنا يا جرير المجامع
كلمة العدد.. إلا العنف
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة