ياسر على نور
المدير التنفيذي لمؤسسة الفتح للإنتاج الإعلامي
هل نفهم من العنوان أن هناك نوعًا آخر من التقليد ليس أعمى؟
والإجابة ببساطة: نعم إذا كان عن دراية وبصيرة، وهو ما يسمى بالاتباع والاقتداء، فأنت تقلّد النبى والصحابة وأصحاب الخلق الرفيع فى كل زمان، وتأخذ من سيرهم نبراسًا لحياتك.
أما النوع الموصوف بالعمى فهو ما يكون الدافع من ورائه الجهل وعدم التنشئة أو الرعاية منذ الصغر والفراغ والانبهار بما تروج له بعض وسائل الإعلام.. إن هذا التقليد يجعل الشاب اليوم يرتدى البنطلون الممزق أو الساقط وتى شيرت مكتوب عليه كلمات إباحية وبيده الحظاظة وفى رقبته السلسلة، ويسمع الأغانى الأجنبية ، ويحلق جزءًا من شعر رأسه ويترك جزءًا آخر (وهو ما يعرف بالقزع)، ويأكل التيك أواى، ويتكلم بألفاظ غير عربية، ويكتب بالفرانكو عربى، ويدق الوشم على أعضاء جسمه، ويعلق رموز الشيطان كالعظام والجماجم، وينقش رموزًا للإباحية على السيارة كالبلاى بوى (رأس الأرنب).
كل هذا- أكيد- ليس مقصودًا من شبابنا، ويتم تلقائيًا وبلا وعى.. لكن ما النتيجة؟
تذوب الهوية، وتتوارى الثقافة العربية الأصيلة ونبقى مستوردين لأسوأ ما فى الغرب.. كنا نودّ أن نميز ونختار الأجود من الوافد كالعمل الدءوب ودقة المواعيد والتطور التكنولوجى؛ يعنى نقلد فى الخير..
إننا فى عصر السماوات المفتوحة والقادم كثير كل يوم، ولا يمكن أن يواجَه بطريقة (سُكّ على بناتك)، بل نفكر ونتدبر ونتأمل بعقولنا، ونتمسك بأصولنا وتعاليم ديننا، ولا نقلد تقليدًا أعمى، فنكون كمن أخذ شمعة فأطفأها ومشى فى الظلام.
التقليد الأعمى
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة