رحلة الإسراء والمعراج بشارة للمظلومين

كلمة العدد
طبوغرافي

الدكتور ياسر على نور

المدير التنفيذى لمؤسسة الفتح للإنتاج الإعلامى

yassernour

 تطالعنا سورة الإسراء بقوله تعالى {سبحان الذي أسرى بعبده}؛ بما تحمله كلمة (عبد) من ظلال وافرة طيبة لإضافتها إلى الله سبحانه.. وندرك أن العبودية مرتبة سامية لا يصل إليها إلا القليل..

فماذا يفعل المسلم ليكون عبدًا لله؟ بالطبع لابد أن يقدم كثيرًا من القربات والطاعات؛ ومنها إقامة الصلاة التى كانت أبرز أحداث رحلة الإسراء والمعراج، فقد صلى النبي صلى الله عليه وسلم بالأنبياء إمامًا في المسجد الأقصى، وفُرضت عليه وعلى أمته الصلوات الخمس حينما عُرج به إلى السماوات العلا.

ولابد أن يصدق المسلم بكل ما جاء به النبي؛ إذ كيف يسافر فى ليلة واحدة من مكة إلى فلسطين؟ وكيف ينطلق في رحلة فضائية قاطعًا مسافة وصفها الله تعالى بقوله {تعرج الملائكة والروح إليه في يوم كان مقداره خمسين ألف سنة}.. أيضًا كيف يتنفس النبي والفضاء ليس به هواء؟ وكيف يعيش تحت ضغط جوي رهيب لا يتحمله بشر؟!

كيف تصدق- عزيزى القارئ- ذلك إلا أن تكون مثل أبى بكر الصديق حينما قال له سادة قريش ساخرين: هل سمعت ما يقول صاحبك؟ فيقول بلا تردد: إن كان قد قال فقد صدق.. فهل تكون أنت صِدّيقًا مثل أبي بكر؟ هل ترجمت ذلك التصديق إلى أعمال وأقوال، وتحركت بين الناس بأخلاق القرآن؟ هل أنت مستعد للوقوف أمام الله تعالى كما وقف النبي الكريم في المعراج أمام باريه، وحينما سئل عن هذا الموقف قال: “نور أنّى أراه”.. هل أعددتَ جوابًا لكل سؤال، فلن يغفل كتابك شيئًا من أعمالك {وقالوا يا ويلتنا مالِ هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها}.

إذا كنت مستعدًا لهذا الموقف فأنت جدير بأن تكون عبدًا لله.. نعم إذا كنت حريصًا على إحياء سنة النبي، أمينًا في البيع والشراء والأخذ والعطاء، محبًا لأهلك وأقاربك ووطنك، تترفع عن الشبهات والدنايا وتأخذ بالمحكمات، غير مستهتر ولا مترخص بأركان العقيدة ولا بضروريات الدين.. أنا واثق حينها أنك ستكون عبدًا ربانيًا تقول للشيء كن فيكون.. ويبقى فؤادك متعلقًا بمولاه، وتحيا سعيدًا فى الدنيا والآخرة.