ياسر على نور
المدير التنفيذى لمؤسسة الفتح الفضائية
“يا فتاح يا عليم .. يا رزاق يا كريم” كلمات نسمعها صباح كل يوم من العمال وهم يتوجهون لأعمالهم، تقال بعفوية تامة من غير تزويق ولا تجميل.. وإن كانت فى مضمونها تحمل كل معانى التوحيد (الألوهية والربوبية والأسماء والصفات).
وقد اهتدى العربى القديم إلى الله بفطرته حينما تأمل فى الكون، فهذا قس بن ساعدة الإيادي: “ليل داج، ونهار ساج، وسماء ذات أبراج، وأرض ذات فجاج، وبحار ذات أمواج.. أفلا يدل ذلك على الله الواحد المعبود، ليس بوالد ولا مولود”. وهذا آخر يتدبر فى مخلوقات الله ويقول: البعرة تدل على البعير، والأثر يدل على المسير، ألا يدل ذلك على اللطيف الخبير؟!”، فالإيمان أصيل لدى كل إنسان ذى فطرة نقية .
ولكن فى الآونة الأخيرة طلع علينا شباب وفتيات ليقولوا أنهم ملحدون ولا يؤمنون بوجود الله، ثقافة دخيلة على مجتمعنا، ولم يكن يجرؤ أحد على التشدق بها؛ هؤلاء اعتنقوا أفكارًا غريبة عن معتقداتنا بدافع الحرية أو التمدن، أو بدعوى أنهم من أبناء الناس السوبر ويعيشون فى القرن الحادى والعشرين.
ولكن من المسئول عن بزوغ هذا السرطان الخبيث فى المجتمع؟ هناك شركاء فى المسئولية؛ فالأسرة تكتفى بتوفير احتياجات الأبناء من الطعام والكساء والدواء وليس لديها الوقت لتعليم الأبناء الثقافة الإسلامية التى تعصمهم من الزلل.
أما المدرسة فمادة التربية الدينية لا تضاف إلى المجموع، والطلاب لا يعرفون عن هذه المادة شيئًا. وكذلك الأصدقاء لهم الدور الأكبر فى إقناع أبنائنا بهذه الأفكار، ولديهم القدرة على استمالتهم واستدراجهم حتى الانغماس فى الإلحاد والرذائل والموبقات. إن شبابًا كهؤلاء إنما يسعون ليفسدوا فى الأرض ويخربوا الديار والأوطان، ويجروا البلاد والعباد إلى سخط الله والعياذ بالله.
وماذا بقى من لُحمة المجتمع وتماسكه غير الاجتماع على توحيد الله .. إنه القوة الوحيدة القادرة على لم الشمل وجمع الشتات، ونبذ الفرقة والاختلاف .. فإذا كان هناك صراع حول اتجاهات ومشارب وآراء شتى ، فلا يختلف اثنان من أبناء الوطن حول توحيد رب العالمين.
إن ظهور مواقع على الإنترنت أو منتديات أو صفحات على الفيس بوك تتحدث عن الملحدين لهُو نذير خطر يهدد أمن المجتمع واستقراره، ولابد من قيام مؤسسات الدولة بدورها كالأزهر والأوقاف وأيضًا وزارة الثقافة، والشباب والرياضة وتبصير الشباب بعقيدة التوحيد، قبل أن يستفحل الأمر ويصبح الإلحاد ظاهرة فى المجتمع.
هل يصبح الإِلحاد ظاهرة؟
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة