ياسر على نور
المدير التنفيذى لمؤسسة الفتح الفضائية
هناك العديد من الأمم تحسدنا- نحن المصريين- لأن عقولنا تفكر وتبدع وتنتج منذ خمسة آلاف عام، وما زال الصغير منا يولد على هذا النحو، ولكن طريقة التعليم والتلقين تجعله يطرح جانبًا ذلك الإبداع الذي ورثه عن أجداده العظماء؛ ولذا كان من الواجب أن تبذل الأسرة-
قبل المدرسة- أقصى ما تستطيع لاكتشاف الطفل الموهوب ثم تتعهده بالعناية والرعاية حتى يظل التفكير يقظًا وتصقل الموهبة لا أن تخمد جذوتها وتصير إلى زوال، فالطفل العبقري يملك طاقات هائلة وقدرات عظيمة فإما أن تُستثمر وتعود علي والديه وأهله ومجتمعه بالنفع وإما أن تكون وبالاً عليهم.. وهذا الإمام الشافعي ينبهنا إلى ذلك فيقول: “ونفسك إن لم تشغلها بالحق وإلا شغلتك بالباطل”.
وتشجيع الأبناء وتحفيزهم لاكتشاف ميولهم ورغباتهم الحقيقية يجعلهم قادرين على السير في الاتجاه الصحيح وتحديد وظائفهم في المستقبل القريب بدقة وبراعة.. وهذا بدوره يخرّج دفعات من الطلاب تكون مؤهلة لمتطلبات سوق العمل؛ من حيث المهارة والإتقان والتفاني في العمل الذي يحبه ويرضيه.
إنّ فكرة واحدة من طالب عبقري تثمر اختراعًا جديدًا قد توفّر على المجتمع كله الجهد والوقت والمال، بل وتفيد البشرية جمعاء.. وبكل بساطة فالثمرة التى يجنيها الآباء من استثمار الأبناء الموهوبين ورعايتهم خير من جمع المال والذهب بل وخير من كنوز الدنيا كلها.
وكان من الضرورى- ونحن في مستهل عام دراسى جديد- أن نهمس فى آذان الأساتذة في مدارس التربية والتعليم ومعاهد الأزهر إلى تنمية التفكير والإبداع لدى أبنائنا الطلاب، لا أن نقهرهم بالواجبات وحمل الحقيبة المدرسية ثقيلة الوزن ضئيلة الفائدة.
نحن المصريين عقولنا تفكر وتبدع وتنتج
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة