الباعة الجائلون أصبحوا واقعًا فى الشارع المصري، بعد ثورة يناير احتلوا شوارع القاهرة بلا استحياء وزاد عددهم بل وأسسوا نقابة تدافع عن حقوقهم وتحل مشكلاتهم وفى أسواق تجمع شتاتهم أو محلات تحمل وتحمى بضائعهم، أصبح لهم صوت نقابى، ولكن ماذا بعد؟ إنها مشكلة 5 مليون بائع متجول؟ نتج عنها أزمات كثيرة منها الزحام اليومى، احتلال الأرصفة أمام المارة، انتشار البضائع المهربة،سرقة التيار الكهربائي، مشاكل مع أصحاب المحلات، انتشار ظاهرة تأجير الميادين، تأجير الأماكن من كبار الباعة، أصحاب النفوذ والسيطرة.
الباعة أكدوا للفتح اليوم أن لهم حقوقا كمواطنين، كل أحلامهم أن يعيشوا، فمن بينهم حملة المؤهلات العليا والمتوسطة، الحاجة وأكل العيش دفعهم إلى العمل باعة متجولين ولم ينتظروا فرصة العمل من الحكومة، لتوفير لقيمات لهم ولأسرهم، تجدهم من صعيد مصر والدلتا، نزلوا القاهرة والإسكندرية بحثاً وراء لقمة العيش، أصبحوا بين رحى القانون وسندان الفقر والبطالة، القانون والبلدية من ورائهم وأصحاب المحلات أمامهم ويفترشون الشارع، يقبل عليهم الناس لانخفاض أسعار بضائعهم..
على مدار السنوات الماضية والحكومات المتعاقبة لاتجد حلولا لمشكلاتهم غير تغليظ العقوبات ومصادرة بضائعهم .
بائع العرقسوس والعيش بالحلال
بلدنا فيها خير..وبنشتغل لكسب لقمة العيش
البطالةُ الكابوس الذى يؤرق الآباء والأمهات قبل الأبناء، حتى أصبحت الوظيفةُ حُلما بعيد المنال، لكن الواقع العملي يؤكد أن البطالة "شماعة "يعلق عليها بعض الكسالى تقاعسهم.... جريدة الفتح اليوم تجولت في سوق العمل وعاشت يوما مع أصحاب المهن والحرف والباعة الجائلين، لنعرف أخبارهم، كيف بدأوا؟ ما هى مشكلاتهم وطموحاتهم وأحلامهم ونصائحهم للشباب؟
الفتح اليوم أجرت هذا الحوار مع نموذج قفز من قطار البطالة و بدأ حياته من تحت الصفر وأصبح صاحب مشروع.
- عرفنا بنفسك؟- اسمى أحمد المصرى، عندى 21 سنة، دبلوم صنايع، من قرية فى مركز طهطا، سوهاج.
- كيف بدأت مشروعك، كبائع عرقسوس وسوبيا وما هو رأس المال الذى بدأت به؟
- أنا شغال بقى لى 3 سنين، ومش ناسى أول ما بدأت فيه، سألت على ثمن العربية وعرفت أنها تباع بثلاثة آلاف،استلفت 1500 جنيه ودفعت أول قسط العربية التى تعتبر هى كل حياتى واشتريتها من باب الشعرية،وبعد ثلاثة شهور دفعت القسط الثانى، وتوكلت على الله وبدأت حياتى، اشترى العرقسوس والتمر والسوبيا من تاجر جملة فى السوق و كل ليلة ابدأ فى تجهيز الكمية اللى " هسرح " بيها وعلى الساعة 7 صباحا اتوكل على الله ومن شارع لشارع وربنا بيكرمنى آخر اليوم والحمد لله.
- كم تكلفة التمر و السوبيا والعرقسوس فى اليوم؟
- حوالى 70 جنيها.
- ربنا يبارك لك، سؤال اختيارى : بتكسب كام فى اليوم؟
- ربنا يبارك فى القليل يبقى كتير، يعنى المكسب من 40 لـ 50جنيه فى اليوم والحمد لله، ربنا يديمها نعمة، بس " البلدية " بيطاردونى أنا وزملائى ، احنا مش معطلين الطريق ولا حاجة، احنا عايزين نعيش وربنا يهدي.
- العرقسوس والتمر ده شغل موسمى؟
- أيوة، من شهر 4 لغاية شهر 10 و ربنا يسترنا.
- وباقى السنة بتشتغل إيه؟
- بشتغل على توك توك علشان أنا بصرف على أمى وأخواتى البنات وبدفع ايجار شقة مع زملائى وايجارها زاد الشهر اللى فات.
- أمنيتك إيه؟
- نفسى والله بجد، نفسى فى محل علشان البلدية و علشان أستقر وإن شاء الله ربنا هيكرمنى.
- نصيحة أو رسالة للشباب؟
- أقول للشباب، اللى عايز يشتغل هيشتغل، بدل قاعدة القهاوى وأنا بلف طول النهار والحمد لله فاتح بيت وبصرف على أمى وأخواتى وبلدنا فيها خير بس نتحرك وراء لقمة العيش.
بائع غزل البنات: الشغل مش عيب
فى أحد شوارع القاهرة المزدحمة ،يتجول بائع غزل البنات ،بحثا عن لقمة العيش ،أجرت جريدة الفتح اليوم هذا الحوار:
- اسمك إيه وكيف بدأت مشروعك ؟
- اسمى علام عادل ،عندى 18 سنة ،هربت من الفقر فى الصعيد ونزلت القاهرة علشان عايز أعيش ،تركت التعليم من 3 ابتدائى ، وأخدتنى رجليه إلى المنيب وتعرفت على تاجر غزل البنات والحمد لله ماشى الحال .- بكم بدأت مشروعك ؟
- بصراحة رأس مالى صحتى ، وبأخد من التاجر 200 أو 300 كيس على حسب الظروف وفى آخر اليوم بدفع له ثمن ما أخذته .
- بكام كيس غزل البنات ؟
- الكيس بنصف جنيه .
- وبتكسب كام فى اليوم ؟
- على حسب الظروف وده رزق ،يعنى حوالى من 35 جنيه لـ 45 جنيه ، ده المتوسط والحمد لله .
- بارك الله لك ، ربنا يزيدك ، إيه المشاكل التى تواجهك فى الشارع ؟- فيه مشاكل بسب الحمد لله برميها وراء ظهرى
- زى إيه ؟
- يعنى حضرتك مش هتصدقنى لو قولت لك أنا جاى ماشى على رجليه من المنيب لغمرة بعد ما سواق الأتوبيس نزلنى مع إنى قولت له هدفع الأجرة ، ياريت السواقين يحترمونا شوية ، أنا مش شحات ولا متسول ، أنا الحمد لله شغال وبكسب وبكل اللقمة بالحلال .- تنصح الشباب اللى قاعد على المقاهى ونواصى الشوارع ؟
- قبل ما أقول نصيحة للشباب ،عايز أقول لكل أب وأم ، ياريت تعلم ابنك واوعى يسيب التعليم وأما الشباب أقول لهم الشغل كتير واللى عايز يشتغل هيشتغل ومش عيب " تسرح " فى الشارع ،لكن العيب تمد ايدك لأبوك وأمك بدل ما تساعدهم .
الباعة الجائلون يبوحون بأسرار المهنة :"بنكسب..بالحلال"
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة