إنه يوم عصيب أن تفتقد فجأة أهم عمود وركن ركين في حياتك، أن تفتقد مسيرة حياتك الذي تحمل معك البأساء، والضراء، والآلام، والأحزان على مدي حياة حافلة بالإنجازات، والمعاناة، والتحديات الصعاب، والمخاطر؛
يوم الاثنين الموافق ٢٠٢٠/٧/١٣مغيب أهم شموس حياتي، إنه أخي الأكبر الأستاذ: صبري عبده عوض، إلي رحمة رب العالمين، وهذا يوم عصيب في حياتي؛ لأن الأستاذ صبري كان حياتي، وأملي، ومرتكزي، وكل شيء في حياتي، نعم الأخ، ونعم الصاحب، ونعم الحبيب، أودع فيه روحه، وأدفن معه ذكرياتي، تقترب من خمس وخمسين سنة لم نفترق جسدًا، وروحًا، وفكرًا،
وأخي صبري عبده عوض طراز خاص رجل ليس ككل الرجال، ذاكرة حاضرة؛ يهتم بالتفاصيل، يعطي بكل أعصابه، وفكره، وقلبه، ووقته، وإنجازاته في بيت المال (لجنة الزكاة)؛
نحتاج كتاباً خاصًا ومجلدًا موسوعيًا، فكل يوم في حياته كان قصة كفاح، وعطاء، وكان يحمل هم الكل، القريب، والبعيد، الصغيرة، والصغيرة.
وكل الكلمات في حقك أخي صبري ضئيلة الحجم أقل من حجم عطائك، ومن نفسيتك المتوهجة عطاءً، وسخاء..
ستفتقد دقميرة النموذجية أبرز شخصية معطاءة محبة، كنت تجده في كل مواسم الخير، يعطي بغير حساب، ولا ينظر للصغائر، ولا يلتفت للمادحين، ولا القادحين
لله ما أعطى، ولله ما أخذ، وكل شيء عنده بمقدار..
الأستاذ صبري يحتاج ألف تحية، وألف دعاء، وألف دمعة وداع؛ لأنه كان والد الجميع، وكبير العائلة، وصاحب المهام الثقال، والأحمال الثقال، والعمل المتواصل 24 ساعة، دون كلل، ولا ملل، ولا شأن "
أرى الحياة عصيبة عصيبة بعدك يا أخي صبري، كيف سنستمتع بالحياة بعدك! سنقف عاجزين عن سنوات كثيرة؛ لأنك كنت تعمل في صمت، وهدوء، وتنظيم شديد، ودقة متناهية، وذكاء شديد، وندرة في الفهم، والإدراك، وكل الأبعاد..
وداعاً أخي صبري، وداعاً أخي الحبيب، مع الصادقين، والصديقين، والشهداء، والصالحين.
لست أدري كيف أعيش بدونك، كانت حياتي بل حياتنا كلها صبري عبده عوض، ذهبت كل النجوم، واختفت كل الشموس، والأقمار .. وسنعيش بعدك في ألم دائم، وحزن مستمر، كنت آخر أمل في حياتي بعد موت كل الأحباب الكبار، فإلى رحمة الله مثواك، وفي جنة الخلد نلقاك، وهنيئاً لك على رحلة حياة عصيبة، بدأت بالبلاء الشديد وأنت طالب في المرحلة الإعدادية بحادثة القطار الشهيرة، وانتهت بمعاناتك الشديدة في العالم الأخير الذي كان تمحيصًا، وترقية، وتكريماً؛
وإنما يوفي الصابرون أجرهم بغير حساب،
ألف ألف ألف مليون رحمة تغمرك ياروحي، يا حياتي، يا قلبي، يا رفيقي، يا فؤادي، يا عقلي، يا حبيب القلب، وشريك الكفاح، وروح الروح وقلب القلب..
ستبقى أخي الحبيب خالدًا في حياتنا، تتجدد ذكراك كلما رأينا إنجازاتك أمامنا، وكلما هجم الشوق علينا، وعلى أولادنا، وأحبابنا؛ لا حديث لنا إلا صبري عبده عوض، كنت نجم حياتنا، تجمعنا في المواسم والأعياد، وكانت القرية جميلة بك، وبإنجازاتك، وكنا نهفو شوقًا إليك، ونرى فيك الأب، والأخ، والمرشد، والمعين،
أودع قلبي وروحي وفؤادي معك إلى رحمة الله وعفوه، في روح وريحان، ورب راض غير غضبان ( يا أيتها النفس المطمئنة ارجعي إلي ربك راضية مرضية فادخلي في عبادي وادخلي جنتي)
أخوك، ومحبك/ أحمد عبده عوض..
رثاء فضيلة الأستاذ الدكتور/ أحمد عبده عوض؛ لأخيه الحبيب الأستاذ صبري عبده عوض
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة