معلومات أغلبنا عن «الكوتشينة» هى أنها عبارة عن 54 ورقة صنعت للتسلية فى أوقات الفراغ، ويظهر كل يوم طرق مختلفة للعب بها، حيث إن استخدامها لم يتعد اللعب بها، لكن هناك من استغلها، فى أهداف أخرى غير الألعاب التقليدية، لتطوير هوايته فى صناعة مجسمات بها.
أحمد الرفاعى طالب بكلية الآداب قسم الإعلام جامعة كفر الشيخ، يهوى بناء المجسمات ثلاثية الأبعاد بأوراق الكوتشينة، دون أدوات لزق تحكمها من طيارات الهواء، فصنع عددا من الأشكال المختلفة كالأبراج والمساجد والكنائس والمستشفيات ذات الشهرة الواسعة والمبانى الأثريه أيضا.
بدأ «الرفاعى» فى استغلال هوايته ببناء الأهرامات الثلاثة، وهو فى السابعة من عمره، حتى تمرن كثيرا، وقادته هوايته إلى بناء مجسمات كبيرة، بعدد كبير من الأوراق وعلى مساحة كبيرة وارتفاع أكبر.
«أصعب حاجة هو الحفاظ على التوازن فى الارتفاعات، لأنها تعد فيزياء عن كونها هندسة، فبشترى عدد كبير من الكوتشينة» بهذه الكلمات بدأ أحمد الرفاعى حديثه مع «الشروق» حول هوايته التى جعلت موسوعة «جينيس» تصنفه على أنه الأول عربيا وفى المركز الرابع عالميا من خلال تقيميات الموسوعة للشخصيات المرشحة لدخولها.
وأضاف صاحب المركز الأول عربيا أن أكثر المجسمات التى يفخر بأنه نفذها هو مجسم «مستشفى 57357» لأنها استغرقت وقتا كبيرا وصل إلى 120 ساعة عمل، وعدد 220 علبة كوتشينة، مشيرًا إلى أنه رسم استاد كرة قدم من تصميمه الخاص، فاستغرق منه عمل 8 ساعات يوميا لمدة عشرة أيام.
أما عن أكثر مجسم كان له حكاية خاصة ومؤثرة، فيقول أحمد إنه مجسم «كنيسة لوسيندا» نسبة لأصغر شهيدة فى كنيسة المرقسية بالإسكندرية فى 2017، ووصل المجسم لوالدتها وسعدت به كثيرا، فعندها شعر بالفخر وقيمة الفن الذى يهواه.
يصنع «الرفاعى» حرف الـT بورق الكوتشينة كأساس للمجسم حتى يمنعه من الانهيار أثناء البناء.. «من أسعد اللحظات فى البناء هى لحظة هدم المجسم، فيكون لها شعور مختلف، فالمجسم الذى يستغرق مئات الساعات للبناء أستمتع به خلال ثوانى الهدم فقط»، هكذا تحدث أحمد عن شعوره فى لحظة هدم مجسمه الذى تعب فى بنائه.
شارك «الرفاعى» مرتين فى فعاليات منتدى شباب العالم بشرم الشيخ ضمن مجموعة كبيرة من الفنانين والمصورين التى تمت دعوتهم لحضور المنتدى، «فى الأول كنت فاكر أنها حد بيشتغلنى، لأن الناس اللى معايا دى كانت بالنسبة ليا بتفرج عليهم فى التليفزيون وبس، وبعدين لقيت الموضوع جد فعلا وحجز الطيران وكل حاجة فعلا حقيقة»، بهذه الكلمات عبر عن تجربته بالمشاركة الأولى فى منتدى الشباب فى 2018.
صنع«أحمد الرفاعى» فى منتدى 2018 «ماكيت» يدمج بين الحضارة المصرية والحضارة الرومانية، عن طريق استاد لاتحاد الفراعنة مع الرومان، واستوحى الفكرة من الحلبات الكلامية بينهم، حتى تم توظيفها بطريقة ناجحة نالت إعجاب الكثيرين.
بينما فى منتدى 2019 قام بتجسيد فكرة الحضارات السبع التى يدور حولها المنتدى فى دورته من خلال بناءات تعكس العمارة الرومانية والإسلامية والفرعونية، وقال «تعبى كله بيهون لما شغلى بيعجب الناس وبيلفت الأنظار».
يتمنى أحمد تحقيق رقم قياسى بتلك الهواية، وعمل معرض لهواة البناء بالكوتشينة، وكتاب تعليمى لها، فضلا عن ذلك تحقيق رقم قياسى يدخله مسوعة جينيس، وختم حديثه بنصيحة للشباب «كل واحد يركز على موهبة أو هواية بيحبها حتى لو بعيدة عن مجال الدراسة، حب المجال هو سبب أساسى فى النجاح».