القصير يؤكد أهمية البحث العلمي في استنباط أصناف جديدة قادرة على التأقلم مع التغيرات المناخية
«اكساد»: نتعاون مع مركز بحوث الصحراء لتنفيذ مشروعات بحثية لمكافحة التصحر
«مصيلحي»: مصر تشهد تأثرا واضحا بسبب الظروف البيئية
افتتح وزير الزراعة واستصلاح الأراضى السيد القصير، السبت، ورشة التغيرات المُناخية وتأثيراتها في قطاعي الزراعة والمياه بالمنطقة العربية، والتي ينظمها المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة "أكساد" بالتعاون مع مركز بحوث الصحراء.وقال «القصير»، إن العالم يواجه الآن عدد من التحديات المرتبطة بظاهرة التغيرات المناخية وانتشار التصحر، والذي قد يكون بعضها بسبب الظروف البيئية الطبيعية والبعض الآخر قد يكون بسبب التدخل البشري، ويعتبر تغير المناخ من أخطر القضايا التي تؤثر في التنمية المستدامة.
وأضاف، خلال ورشة التغييرات المناخية، اليوم السبت، أنه يستوجب علينا جميعًا محاولة رفع طموحاتنا في التصدى لهذه الظاهرة، مع مراعاة أهمية التوازن بين جهود خفض الانبعاثات المسببة للاحتباس الحراري الملوثة للمناخ، إضافة إلي جهود التكيف مع آثار المناخ، وأهمية توفير وسائل وآليات التنفيذ من التكنولوجيات وبناء القدرات.
وأكد أن هناك ارتباطًا وثيقًا بين التغيرات المناخية وقطاع الزراعة، حيث يؤثر تغير المناخ فيها من خلال العديد من المتغيرات مثل "معدلات الحرارة، وسقوط الأمطار وتوقيتها، والتقلبات المناخية، وموجات الحرارة والبرودة، والتداخل ما بين الفصول، ومعدلات تبخر المياه".
وأوضح وزير الزراعة، أنه أصبح من الضروري اتخاذ اجراءات وتدابير وتنفيذ برامج تتماشى مع الاثار المتوقعة على إنتاجية ونوعية المحاصيل، إضافة إلي تغير جذري في الية إنتاج الغذاء وإدارة الأراضي، وتعزيز التعاون بين جميع الدول للتخفيف من جميع هذه الآثار السلبية ودعم الدول الأكثر احتياجًا إلى التأقلم.
وأشار إلى أهمية دور البحث العلمي في مجال استنباط أصناف جديدة قادرة على التأقلم مع التغيرات المناخية، ونظم ري حديثة تعتمد على تقنيات صديقة للبيئة إضافة إلى أن كل ذلك أصبح ضرورة ملحة لمكافحة التصحر.
وأفاد بأن، للحكومة جهود عديدة في مواجهة الآثار الناتجة عن التغيرات المناخية، وانعكس ذلك في رؤية مصر 2030، إضافة إلى إنشاء العديد من الوزارات ومنها وزارة "الزراعة" بإنشاء مراكز متخصصة لرصد التغيرات المناخية، وآثارها واتخاذ التدابير والإجراءات للحد من الأخطار المترتبة على ذلك.
من ناحيته قال مدير عام "إكساد" رفيق صالح، إن المركز له دور عظيم في مجال الدراسات والبحوث في المناطق القاحلة، وذلك خلال جهوده المثمرة في التعاون مع كافة المراكز البحثية على مستوى الوطن العربى، إضافة إلي أن في مصر هناك تعاون كبير بين "إكساد" ومركز بحوث الصحراء في مجال تنفيذ مشروعات بحثية متميزة في مجال مكافحة التصحر، وتثبيت الكثبان الرملية، وحصاد مياه الأمطار وتنمية مناطق السقوط المطري، وتنمية المراعي والإنتاج الحيواني والأصول الوراثية البرية.
وأضاف "صالح"، أن هناك تعاون بين "اكساد" ومركز البحوث الزراعية لاستنباط أصناف متأقلمة للظروف البيئية المعاكسة والمتحملة للجفاف والملوحة وغيرها.
وأشار إلى أن هناك جهود كبيرة بُذلت في مجالات التعاون بين "إكساد" ومركز بحوث الصحراء المصري، ومركز الأراضي القاحلة "بمدنين" فى تونس؛ لإنجاز أطلس الكثبان الرملية في الوطن العربي، والتنسيق أيضا جاري بين المؤسسة وهيئات ومراكز البحوث التابعة لوزاة الزراعة بمصر، وكذا وزرات الزراعة في الدول العربية الشقيقة للتخطيط والإعداد لعمل أطلس عن الترب الزراعية في الوطن العربي بقيادة إكساد أيضاً.
وفي السياق ذاته، قال رئيس مركز بحوث الصحراء نعيم مصيلحي، إن أهمية الزراعة هي التكيف مع ظاهرة التغيرات المناخية وتأثيراتها على القطاع الزراعي في المنطقة العربية ودورها الفاعل بأحداث تنمية مستدامة حقيقية لقاطني المناطق الهامشية، لاسيما أن الموارد الطبيعية "الموارد المائية والأرضية والنباتية والحيوانية" بالمناطق الصحراوية.
وأضاف "مصيلحي"، أن مصر تشهد تأثرًا واضحًا بسبب تأثير الظروف البيئية، والذي أدى إلى تقلص التنوع الحيوي وانتشار ظاهرة التصحر، وزيادة المناطق المتأثرة بالملوحة، فضلًا عن النظام البيئي الهش بهذه المناطق وتفرض جميعها تغيرًا في الفكر التنموي الخاص بهذه المناطق، والذي ينبغي أن يكون مبنيًا على إيجاد حلول غير تقليدية لهذه المعوقات.
وأكد أن تنفيذ مركز بحوث الصحراء مع كثير من المنظمات الدولية عديد من المشروعات التنموية والبحثية، والتي أستهدفت في المقام الأول التكيف مع التغيرات المناخية، وتقليل تأثيرها على قطاع الزراعة والمياه في مصر، وذلك من خلال إدخال بعض الأنواع النباتية غير التقليدية مثل "الأنواع النباتية العلفية والحبوب والزيوت والنباتات الطبيه والعطرية" وزراعتها في الأراضي المتأثرة بالملوحة في صحاري مصر.
وأوضح رئيس مركز بحوث الصحراء، أن البرامج البحثية التى يتم تنفيذها بالمركز تبنت وضع الحلول غير التقليدية والمبنية فى الأساس على معالجة المشاكل المتفاقمة، ومنها "شح المياه والجفاف ومصادر المياه الجوفية وازدياد رقعة التصحر" وهى برامج بحثية تطبيقة تتعامل مع المشكلات الحقيقة، وسوف يكون لها مردود ايجابى فى مراحل التنمية الزراعية الشامله والتى سوف تؤتى ثمارها فى القريب العاجل.
وزير الزراعة: تغير المناخ من أخطر القضايا المؤثرة في التنمية المستدامة
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة