همس الحياة

بقلم / عميد د/ أمين يوسف مدرب

ومحاضر تنمية بشرية

علمتنى الحياة أن أرفع يدى لله شاكرًا وأكون تحت يديه ذليلا خاشعا، وأن ربى يبسط الرزق لمن يشاء ويقدر ولكن أكثر الناس لا يعلمون، علمتنى الحياة أن أكون أنا مهما كانت الضغوط والظروف والنتائج، وأن لكل دواء داء أمر منه، وأن التعامل مع الناس يحتاج إلى كثير من التواضع كثير من الحرص والكثير من المرونة، وأن أبلغ رسول الصمت، وأن دمعتى مصدر رقتى لا مصدر ذلى ومهانتي، وأن أبكى داخل حدود وإطار قلبى وأبتسم للجميع دوما،
علمتنى الحياة أن أفرض على الجميع الصمت فقد حضرت فالصمت واجب، وأن أسير حسب قناعاتى لا حسب عواطفي،

وأن أجادل بالتى هيه أحسن وأن أعرض عن الجاهلين، وأن أفتخر بعائلتى مصدر قوتى وثروتي، علمتنى الحياة أن أقف أمام الصدمات المدمرات وأبتسم فمعى الله سيهدنى وألا أنحنى لأى ضعف وانكسار وأسرع النهوض عند السقوط، وأن أتخذ قراراتى بتدبر وأتوكل على الله وحده، علمتنى الحياة أن أحترم نفسى وأعزها فيحترمنى الآخرون، علمت أن سقوطى ليس فشلًا إنما الفشل البقاء مكانى فقمت مسرعا، علمتنى الحياة أن كل يوم جديد هو هبة الله فأحسنت استغلاله فى طاعته ورضاه سبحانه، أخبرتنى الحياة بثلاث – تألمت –

تعلمت – تغيرت – هى الدنيا! علمتنى الحياة أن المصباح كلما علا ذاد وأنتشر نوره فارتفعت عن الصغائر، علمتنى الحياة أنه من يتحمل عيوبى فهو سيدى ولو كان خادمي، ومن يحب نفسه فقط لا يجد من يزاحمه،

وأن من يحب الشجرة يحب أغصانها وثمارها، وأن من يمش هونا يمش دهرا ومن يمش على عجل تعثر خطاه هى الدنيا، وأنه من يملك الأخلاق والأدب يسكن القلوب إلى الأبد، وأن من يحمل الماضى تعثر خطاه، وأنه من أمن الزمان خانه، ومن أسرع الجواب أخطأ فى الصواب، ومن أشترى ما لا يحتاج باع ما يحتاج، ومن أراد واعظا فالموت يكفيه –

هى الدنيا، علمتنى الحياة من أتكل على ذاد غيره طال جوعه، وان العاقل إذا أخطأ تأسف والأحمق إذا أخطأ تفلسف، وأن أكتب كل ما ذمنى فى ورق وأقف عليها بقدمى وكلما ذادت كلما ذدت ارتفاعا، شهدت العصفور لا يبنى عشا فى الأسر حتى لا يعلم أولاده العبودية، علمتنى الحياة أن أستمع لكل رأى وأحترمه وليس بالضرورة أن أقتنع بيه وأن لا أصدق كل ما يقال لى وأن أعامل الناس كما أحب أن يعاملونى –

أمرت أن أخاطب الناس على قدر عقولهم – صدقت يا رسول الله-، علمتنى الحياة أنه فى غياب المنطق يرتفع الصراخ ويعلو العويل، وأنه ليس كل ما يلمع ذهبا وأن عزة النفس أثمن من الياقوت والماس، وأن الوفاء عملة نادرة ولكنها ليست مستحيلة، علمتنى الحياة أن لا أتعلق بشيء فالكل زائل ذاهب.