هو الأديب والشاعر المصري مصطفى صادق عبد الرزاق بن سعيد بن أحمد بن عبد القادر الرافعيّ، امتهن الكتابة حتى أصبح كاتباً كبيراً، ولد في الأول من شهر يناير عام 1880م في بلدة بهتيم القليوبيّة في مصر، نشأ وترعرع في بداية حياته في طنطا، وأُطلق عليه لقب معجزة الأدب العربيّ، وهو من روّاد المدرسة الشعريّة الكلاسيكيّة - مدرسة المحافظين -. وتعود أصول أسرته إلى سوريا، فكان جدّه الشيخ الطوخي (والد أمه) تاجراً يسيّر القوافل التجاريّة الخاصة به بين بلاد الشام ومصر، وأصله من محافظة حلب في سوريا، أما والد مصطفى الرافعي فقد استلم منصباً مرموقاً في القضاء الشرعيّ في معظم الأقاليم المصريّة، وشغل منصب رئاسة محكمة طنطا الشرعيّة، وكان آخر منصب تولّاه.
لم يكمل الرافعي مسيرته الشعريّة في ميدان الشعر، لكنه انتقل إلى ما هو أطوع وهي الكتابة النثريّة، إلا أنه ترك إرثاً أدبياً في مجال الشعر، ويعتبر الرافعي أول من نادى بالاعتراض على التقيّد بالشعر العربي التقليدي في الأدب العربي، وطالب بالتحرّر من الوزن والقافية، وتُعتبر معاداته لقيود الشعر التقليديّ أول اعتراض يشهده الأدب العربي منذ نشأته، وتمثّلت أهمية هذه الوقفة بالدعوة إلى جعل الشعر العربيّ متحرراً تماماً من قيوده كالوزن والقافية. وركز الرافعي على ميادين في وقفته هذه وكان أولها الانخراط في ميدان النثر الشعريّ، وهذا ما منحه الحرية التامة في التعبير عن العواطف الجيّاشة المحبوسة في قلبه وصدره، لكنّه لم يتخطَّ أي حد من حدود الدين والأخلاق، والتحق بعد ذلك بالميدان الثاني الذي نادى له وهو خوض ميدان الدراسات الأدبيّة، فألّف كتابه الشهير تاريخ آداب العرب، ويحظى هذا الكتاب بقيمة كبيرة؛ نظراً للموضوعات التي ناقشها في العصر الحديث، وكتاب تحت راية القرآن. وكانت آخر ميادين الرافعي التي كشفت الستار عن عبقريّته الشديدة ودفعته للوصول إلى سدة الأدب العربيّ المعاصر والقديم هي كتابة المقالات، وكان من مبدعي كتاب المقالات، وجمع مقالاته في كتابه وحي قلم والذى سنتناوله الآن.
كتاب وحي القلم:
كتاب وحي القلم عمل أدبي لمصطفى صادق الرافعي، ويعتبر من أجمل ما كتبه الرافعي، يتكون الكتاب من ثلاثة أجزاء هي عبارة عن مجموعة من مقالاته النقدية والإنشائية المستوحاة من الحياة الاجتماعية المعاصرة والقصص والتاريخ الإسلامي المتناثرة في العديد من الصحف والمجلات المصرية المشهورة في مطلع القرن الماضي مثل:
الرسالة، وجريدة المؤيد والبلاغ والمقتطف والسياسة وغيرها.
يجمع الكتاب كل خصائص الرافعي الأدبية متميزة بوضوح في أسلوبه كذلك يجمع كل خصائصه العقلية والنفسية متميزة بوضوح في موضوعه ففيه خلقه ودينه وفيه شبابه وعاطفته وفيه تزمته ووقاره وفيه فكاهته ومرحه وفيه غضبه وسخطه فمن شاء أن يعرف الرافعي عرفان الرأي والفكرة والمعاشرة فليعرفه في هذا الكتاب.
تاريخ تأليف الكتاب:
بدأ الرافعي في كتابة هذه المقالات في عام 1934 كل أسبوع بصيغة مقالة أو قصة، ليتم نشرها أسبوعياً في مجلة الرسالة تناول الكتاب مواضيع اجتماعية وأخرى عن الوصف والحب، كما فيه مواضيع توضح ما التبس من حقائق الإسلام وآدابه وخلفياته وبعض جماليات القرآن ينتزع من الدنيا حقائقها، ويرسلها ضمن نصوص صيغت بصيغة القصة التي تنزع إلى لفت نظر القارئ إلى المغزى.