بقلم الكاتب الصحفى محمد حلمى
أعجبنى بيان هيئة كبار العلماء برئاسة الدكتور أحمد الطيب شيخ الأزهر الشريف الذى جاء فيه أن تشويه مناهج الأزهر تدليس فاضح لتزييف وعى الناس وليعلم هؤلاء أن "العبث بالأزهر عبث بحاضر مصر وتاريخها وريادتها وخيانة لضمير شعبها وضمير الأمة كلها"
ويؤكد الأزهر ان ما وقع من تفجيرات اثمة استهدفت مواطنين ابرياء ودور للعبادة امر خارج عن كل تعاليم الاسلام وشريعته التى حرمت الاعتداء على النفس الإنسانية ايًا كانت ديانتها أو اعتقادها وحرمت اشد التحريم استهداف دور العبادة وفرضت على المسلمين حمايتها وتؤكد على ان مناهج التعلم فى الأزهر فى القديم والحديث هى وحدها الكفيلة بتعليم الفكر الاسلامى الصحيح الذى ينشر السلام والاستقرار بين المسلمين انفسهم وبين المسلمين وغيرهم تشهد على ذلك الملايين الذين تخرجوا من الأزهر فى مصر والعالم وكانوا ولا يزالون دعاة سلام وأمن وحسن جوار، وفى التدليس الفاصح وتزييف وعى الناس وخيانة الموروث وتشويه مناهج الأزهر واتهامها بأنها تخرج إرهابيين والحقيقة التى ينكرها أعداء الأزهر بل أعداء الإسلام هى أن مناهج الأزهر اليوم هى نفسها مناهج الأمس التى خرجت رواد النهضة المصرية ونهضة العالم الإسلامى بدءًا من حسن العطار ومرورًا بمحمد عبده والمراغى والشعراوى والغزالى ووصولًا الى رجال الأزهر الشرفاء الأوفياء لدينهم وعلمهم وأزهرهم والقائمين على رسالته فى هذا الزمان وعلى هؤلاء المنكرين لضوء الشمس فى النهار أن يلتفتوا إلى المنتشرين فى جميع أنحاء العالم من أبناء الأزهر وفيهم رؤساء دول وحكومات ووزراء وعلماء ومفتون ومفكرون وأدباء وقادة للرأى العام ويتدبرون بعقولهم كيف كان الأزهر بركة على مصر وشعبها حيث جعَل منها قائدًا للعالم الإسلامي بأسرِه.. وقبلة علمية لأبناءِ المسلمين في الشرق والغرب.
وليعلم هؤلاء أن العبث بالأزهر عبث بحاضر مصر وتاريخها وريادتها، وخيانة لضمير شعبها وضمير الأمة كلها..
وتطمئن هيئة كبار العلماء المصريين جميعًا، والمسلمين كافة حول العالم، أن الأزهر قائم على تحقيق رسالته، وتبليغ أمانة الدين والعلم للناس كافة، تلك الأمانة التي يحملها على عاتقِه في الحفاظ على الإسلام وشريعته السمحة على مدى أكثر من ألف عام، وسيظل الأزهر الشريف قائمًا على هذه الرسالة حاملا لهذه الأمانة إلى أن يرِث الله الأرض ومن عليها، حِصنًا منيعًا للأُمة من الأفكار التكفيرية والمتطرِّفة التي تسعى للعبث بتراث الأمة وتفريغه من مواطِن القوة والصمود في وجه التحديات العاصفة بالأوطان والأجيال.
{الَّذِينَ يُبَلِّغُونَ رِسَالَاتِ اللَّهِ وَيَخْشَوْنَهُ وَلَا يَخْشَوْنَ أَحَدًا إِلَّا اللَّهَ وَكَفَى بِاللَّهِ حَسِيبًا} [الأحزاب: 39].
تحية إعجاب لهيئة علماء الأزهر الشريف برئاسة فضيلة الإمام الأكبر الدكتور أحمد الطيب وأقول سيظل الأزهر بعون الله قلعة العلم والعلماء وأفتخر بانتمائى إليه... تعلمتُ فى مراحل التعليم المختلفة من إعدادى حتى الجامعة درست علوم القرآن والسنة النبوية والسيرة النبوية الشريفة وعلوم الفقه والمذاهب المختلفة ويبقى الأزهر شامخا على مر الأزمان !