الفتح تنمية وتزكية

الشارع المصري
طبوغرافي

بقلم الإذاعى

ممدوح السباعي

{إنا فتحنا لك فتحا مبينا. ليغفر لك الله ما تقدم من ذنبك وما تأخّر. ويتم نعمته عليك ويهديك صراطا مستقيما}.. خطاب جاء من الله العلي للنبي صلى الله عليه وسلم حوّل الشدة إلى يسر، والضيق إلى سعة، والقلة إلى كثرة،

فالحقيقة الجلية إذا جاء الفتح تعددت الفتوح، فمجيئه من الله تعالى وهو الفتاح العليم، ويأتي فضلا منه والله ذو الفضل العظيم، والكل بفتح الله يحيا، ولفتح الله يرجو، ويطلب ويسأل ويستعين، ويبلغ الأمر مداه بمن خصه الله فاتخذ الفتح تاجا وهدفا ومرادا، وصار إليه بتوفيق الوهاب في كل باب، وأكمل وأتم وأشرف وأقدس باب هو الغاية بغير نهاية، وهو الختام الذي ما زال وسيظل يبدأ.


هو باب الله بكتاب الله الأصيل في الهداية والفضل لكل غاية لمن أوتي التدبير وعُلّم التأويل.
وهنا يأخذنا الحديث إلى العصر الحديث فعايش واقع من اتخذ الفتح عنوانا وتاجا وقصدا ومرادا، والسؤال هنا والجواب فيه، لا يقصد الفتح إلا من يعيه، ولا يقصد الفتح إلا من عاش فيه، ولا يُتوج بالفتح إلا من منّ الله عليه به.


حفظ للقرآن مع مهنة للإنسان.. تعلم الإجادة في العلوم الشرعية، مع نشر الإفادة للعلوم الكونية، هذا يصاحب ذاك، فالكل من عطاء ربك، آيات وآلاء، أنار الله بهم السبيل.. فالحكمة النبوية، والرقية النبوية، والطب النبوي، مصدر واحد وشأن واحد.. تهجّد وقيام، ومهنة يكتسب بها الإنسان.. هذا تعليم حرفي.. وهذا تعليم وتقييم لمهاراته الحياتية.


وواقع هذا نراه في عبد من عباد الله آتاه الله من علوم الدين حتى صار ضمن لجنة المتخصصين في منح درجة الأستاذية للمتأهلين، وأغدق عليه العطاء، إذ علّق قلوب من يسمعه به، فكانت قناة الفتح تجوب الآفاق بالعطاء، وبالعلم في آياته وتوضيح آلائه في خلقه، ومن ثم اتسعت مجالات النفع، وكانت التنمية تسير مع التزكية.