بقلم : ممدوح السباعي
الإذاعي الكبير بإذاعة القرآن الكريم
كريم فى ذاته فهو ركن من أركان الدين،كريم فى صفاته وشمائله فنهاره صيام وليله قيام،كريم فى خلق المقريين الصائمين، حتى رد السيئة فيه يكون بإقرار رمضان وصوم رمضان. يقول صلى الله عليه وآله وسلم: ((اذا كان يوم صوم أحدكم فلا يصخب، ولا يفسق، فإن سابه أحد، فليقل: إني صائم)).
ويبلغ التكريم الإلهى للصوم، ماخبر به النبى صلى الله عليه وسلم: ((لخلوف فم الصائم أطيب عند الله من ريح المسك)). والصوم حالة فى العبادة ترفع العبد ليتاجر مع الحق، فقد قال المبعوث بالحق عن رب الحق: ((كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصِّيَامَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ وَالصِّيَامُ جُنَّةٌ))، صدق الله وصدق المبلغ عن مولاه صلى الله عليه وآله وسلم.
كل عمل ابن آدم له، يشعر فيه بارتقاء وعطاء، طمأنينة وسكينة، ونعيش هذا بوضوح يفوق الوصف فليس من ذاق كمن رأى، ولا من رأى كمن سمع، فعلم اليقين صدق وعين اليقين معاينتة وحق اليقين معايشته.
من أدى الصلاة لفرض يتمتع أولا براحته لسماع النداء ويكرر النداء استجابة وتنفيذا لأمر النبى الأعظم: ((إذا سمعتم المؤذن فقولوا مثل ما يقول، ثم صلوا علي فإنه من صلى علي صلاة صلى الله عليه بها عشرا))، وهل مع نداء الصلاة يبقى فى النفس المستقبلة له سوى الصفاء والتأهل للارتقاء، وهذا لابن آدم . صاحب خطاب كل عمل ابن ادم له، أما الصوم فحرمان فى كتمان وترك فى احتياج ..وظمأ فى هجير، الراحة فيه تنفيذ أمر باريه.
النفس ترمض وهو رمضان.. تظمأ فيه طمعا ورجاء وأملا فى ربى الجنان ورجاء المغفرة وباب الريان.. كل عمل ابن آدم له.. سعادة عند العطاء فى الزكاة وشكر من الخلق وقبول من الخالق وسعادة فى النفس أنها تعطي وتجيب، وتلك من خلق الله التى أمرنا النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن نتخلق بها.
أما الصوم فإنه لي وأنا أجزى به، ظمأ فى الهجير وجوع للنفس وهوان للبدن، الظمأ رجاء الشراب من حوضه بكفه شرابا لا يأتى بعده ظمأ، شربة لا يظمأ بعدها أبدا، والضعف والهوان رجاء شباب لايزول، ونعيم لاينفد، فسبحان من أعلن: (فإنه لي وأنا أجزي به).
وتوالى الكرم والتكريم لرمضان، فعند غاية اليقين هو معايشة قرب ومراقبة العلي القدير، وتلك منزلة لا تكون فى وقت محدود بهذا الاستمرار إلا فى رمضان..
فالصائم فى تقوى ومراقبة على الدوام، وإذا نازعه من يأخذه منها بأن سابّه أحد أو شاتمه، تحصن بالصوم مرددا يذكر نفسه ويشهد خلقه قائلا ماجاء عن النبى: ((إني صائم إنى صائم إنى صائم)).