بحث علمي: الصُحبة الصالحة حائط صد للإصابة من الأمراض

الشارع المصري
طبوغرافي

تؤكد أبحاث حديثة أن الحياة الاجتماعية الإيجابية للإنسان تفيد صحته أكثر من الحمية والتمارين الرياضية، وتخفض مخاطر الإصابة بالأمراض مثل الجلطة القلبية والخرف وحتى الزكام العادي.


وقال البحث الذى أجرى بجامعة إكستر بأستراليا أن البقاء ضمن الجماعة الواحدة، والعمل ضمن جماعة سواء فى العمل أو البيت له أثر شفائى كبير على الأمراض، وبعد مراقبة طويلة يقول البروفسور Alex Haslam من جامعة Exeter إن الإنسان تعود على الحياة الاجتماعية وأن يعيش فى مجموعات منذ بداية خلقه. وهذه المجموعات هى جزء لا يتجزأ من شخصيته بل وتحدد مصيره الصحى والعقلي.


وفى دراسة نشرت فى مجلة Neuropsychological Rehabilitation وجد العلماء أن الحياة الاجتماعية المليئة بالتعاون والمحبة والتآخى قادرة على حماية الإنسان من النوبة القلبية والموت المفاجئ والوقاية من الخرف ومشاكل الذاكرة. وفى دراسة منشورة تبين أن الإنسان كلما كان ارتباطه بالجماعة المحيطة به أقوى وكلما كان التعاون بينهم أكبر كان لذلك الأثر الكبير فى الوقاية من خرف الشيخوخة، وأن الإنسان الذى يعيش منعزلاً تكثر لديه الأمراض، أما الذى يعيش ضمن جماعة ويمارس نشاطاته اليومية ويتعاون مع الآخرين ويشعر بأن له انتماء لمجموعة ما، فإنه يكون أقل عرضة للأمراض، وتقول صاحبة الدراسة : علينا الإعتراف بالدور الذى تلعبه الجماعة فى حماية صحتنا العقلية والجسدية، وهذه الطريقة أرخص بكثير من أى دواء ولا توجد لها آثار جانبية وممتعة!


وعلى الجانب الإيمانى تبرز أهمية الجماعة فى تعاليم نبى الرحمة صلى الله عليه وسلم، وأولها الصلاة. فثواب الصلاة فى جماعة أكثر من الفرد بسبع وعشرين درجة! وهذا ليس عبثاً، بل لفوائد كثيرة لا يزال العلماء يكتشفون بعضاً من أسرارها، واليوم نرى فوائد طبية تتجلى فى حياة الجماعة أو المجموعات، وعندما تحافظ أخى المؤمن على الصلاة فى الجماعة، فإنك تكسب أجراً أكثر، وتعالج نفسك من الكثير من الأمراض.


وفى الحديث: (ما جلس قوم مجلساً يذكرون الله فيه إلا حفتهم الملائكة وتغشتهم الرحمة وتنزلت عليهم السكينة وذكرهم الله فيمن عنده) [رواه مسلم]. كذلك فإن النبى صلى الله عليه وسلم اهتم اهتماماً كبيراً بهذا الجانب، لدرجة أنه طلب من المؤمنين أن يكونوا كالجسد الواحد، فقال: (المؤمن للمؤمن كالبنيان يشدّ بعضه بعضاً) [البخارى ومسلم]، بل إن النبى حذَّر من الفرقة والتشتت والعزلة، يقول صلى الله عليه وسلم: (عليكم بالجماعة وإياكم والفرقة فإن الشيطان مع الواحد وهو من الاثنين أبعد، من أراد بحبوحة الجنة فليلزم الجماعة)