حذر عدد من الأطباء البريطانيين من تفشى ظاهرة انعدام السيطرة على المزاج مؤكدين أنها تعد مشكلة كبيرة على الرغم من أن أحداً لا يعتبر أنها تحتاج علاجاً. وقال الأطباء إن عدم التمكن من السيطرة على الغضب أصبح ظاهرة تتزايد وتتسبب بارتفاع أعداد الأعمال الإجرامية وتفكك عائلات بالإضافة إلى المشاكل الصحية بنوعيها الجسدية والعقلية.
وجد الأطباء علاقة قوية بين الغضب المزمن والحاد وأمراض القلب والسرطان والجلطات والإحباط وحتى الإصابة بالزكام بشكل متكرر!! وكانت مؤسسة العناية بالصحة العقلية قد أطلقت مسحاً يظهر خطر هذه الظاهرة داعية إلى مواجهة خطرها لأنها تؤذى حياة الكثيرين.
وأكدت الدراسة أن الغضب أصبح مشكلة كبرى تشمل ربع المجتمع وتسبب الكثير من الإحباط، ولذلك أطلقوا نداء موحداً يؤكدون من خلاله على ضرورة ألا يغضب الإنسان كوسيلة لعلاج معظم مشاكل المجتمع وبخاصة الشباب، فقد وجدوا أن الإنسان الذى تعود على الغضب من المحتمل أن يُصاب بأمراض فى الأوعية القلبية أكثر ثلاثة أضعاف من الشخص الهادئ، وأكد الباحثون أن الغضب هو مسبب أساسى لارتفاع ضغط الدم ولأمراض السكر واضطرابات القلب، حتى إن الذى يغضب لديه احتمال كبير للإصابة بالنوبة القلبية المبكرة وقد يصاب بالموت المفاجئ!!
ولكن فى بحث جديد قام به باحثون فى جامعة كاليفورنيا أثبتوا من خلاله أن الغضب مفيد فى حالة واحدة فقط، وهى عندما تدافع عن شيء وتستخدم الحجج والبراهين لتثبت صدق شيء ما، فقد وجدوا أن الغضب يساعد فى هذه الحالة فقط على إقامة الحجة على الآخرين بشكل أكبر.
(لا تغضب) إنه نداء رائع أطلقه سيد البشر قبل أربعة عشر قرناً، عندما جاء أعرابى لرسول الله صلى الله عليه وسلم وقال له أوصنى قال له النبى الأعظم كلمة واحدة يطلقها علماء الغرب اليوم بعدما اكتشفوا ما تحمله من أسرار وفوائد ودلالات، إنها (لا تغضب) والتى كررها النبى مراراً للأعرابى حتى خُيل له أن الإسلام يتخلص فى هذه العبارة الرائعة (لا تغضب)، فالغضب هو مفتاح لكل أبواب الشر، ومفتاح للاستكبار ، وقد كان نبى الرحمة صلى الله عليه وسلم لا يغضب أبداً لنفسه ولا لأمر من أمور الدنيا، إلا أن تُنتهك حرمة من حرمات الله تعالى!