الحياة الزوجية مليئة بالصراعات الأسرية، فطبيعة الرجل تختلف عن طبيعة المرأة التى فُطرت على رقة المشاعر، فبينما يفكر الرجل بعقله فى كل شيء، تفكر المرأة بعاطفتها، فمقاييس الحياة مختلفة بالنسبة لهما، ولذلك حينما يجتمعان سويًّا فهما يكملان الكيان المتوازن بين العقل والعاطفة.
قد تسير الحياة الزوجية على ما يرام، ولكن كثيرًا ما يحدث فتور بسبب تجاهل كل طرف للآخر، وعدم تنازل أحدهما من أجل الآخر. والحياة الزوجية التى مقياسها الحب تدوم كثيرًا على الرغم من ضغوطات الحياة التى ستواجههما.
الحب هو الخلطة السحرية الربانية التى تكون مصدر السعادة فى كل بيت، حيث قال تعالى فى كتابه الكريم { وَمِنْ آيَاتِهِ أَنْ خَلَقَ لَكُمْ مِنْ أَنْفُسِكُمْ أَزْوَاجًا لِتَسْكُنُوا إِلَيْهَا وَجَعَلَ بَيْنَكُمْ مَوَدَّةً وَرَحْمَةً إِنَّ فِى ذَلِكَ لَآيَاتٍ لِقَوْمٍ يَتَفَكَّرُونَ (21) } [الروم] والمودة والرحمة التى ذكرها الله فى تعالى فى كتابه العزيز هى سبب سعادة الحياة الزوجية، وبالتالى دوامها أو عدمها هو ما يعكس ما نراه فى هذه الأيام، ويجعلنا نرى الكثير من علاقات الزواج التى تفشل بعد شهرين أو ثلاثة من الزواج، وهذا من أخطر الآفات التى تهدد المجتمعات.
إن الكثير من الفتيات والشباب لم يتفهموا معنى الزواج الحقيقي، ولم يستوعبوا كيف يكونوا أزواجًا أو زوجاتٍ، ولم يفهموا أيضًا الغرض الرئيس من الزواج، وهو تكوين أسرة مسلمة عنوانها “الحب” وهدفها طاعة الله عز وجل، وسبيلها إلى ذلك الإخلاص والوفاء، وليكن الرسول “صلى الله عليه وسلم” قدوتنا حيث كان يحب زوجاته كثيرًا ويقدرهن، وكان يخدم نفسه ويخيط ثوبه، ويساعد أهل بيته، وكان الرفق والحنان هو أصل المعاملة مع زوجاته برفق.