سافرت إلى 25 دولة .. إذاعة القرآن الكريم حاضنة للقراء ..والجيل الجديد يعاني من ضعف الإعداد وفيهم مواهب جيدة
في البداية نود أن نقدم بطاقة تعريف عن القارئ الشيخ عبدالناصر ؟.
عبد الناصر سعد عبد الباسط حرك من مواليد شبرا اليمن مركز زفتى بمحافظة الغربية عام 1977م متزوج ولي بنتان الأولى مريم والثانية مي.
ـ كيف كانت نشأة الشيخ عبدالناصر حرك؟ وما دور الوالدين في تلك النشأة؟
نشأت في قريتي شبرا اليمن على حب القرآن الكريم حيث أتممت الحفظ في العاشرة من عمري ثم خضت عدد من مسابقات القرآن الكريم على مستوى الجمهورية وكانت المرة الأولى في حصولي على المركز الأول عام 1991م حيث كرمني رئيس الجمهورية آنذاك الرئيس السابق محمد حسني مبارك ثم عدت بعد عامين لأحصل على المركز الأول مرة أخرى ويكرّمني رئيس الجمهورية في ليلة القدر ثمّ أعود في عام 1995م لأحصل على نفس المركز وأيضا يكرّمني رئيس الجمهورية بالمولد النبوي الشريف.
ثم في عام 1998م أيضا تم تكرار نفس الحدث ونفس التكريم بفضل الله تعالى أما دور الوالدين فكان يتلخص في الاهتمام الكبير بي وبموهبتي وتقديم الرعاية الكاملة لي
من القدوة التي كانت ﻻ زالت أمام المبدع عبد الناصر حرك يقتفي أثره وماذا أخذ منه؟
نشأت وتربيت على صوت أستاذي ومعلمي وقدوتي فضيلة الشيخ راغب مصطفى غلوش رحمه الله وقد كان له الفضل في نقطة تحول كبيرة في حياتي حيث علمني الكثير والكثير وكنت أتردد عليه وأنهل من علمه القرآني حتى فارق الحياة، وﻻزلت أتعلم من تلاواته ومنطقه وأسلوبه الفريد في تلاوة القرآن الكريم، وكان الشيخ راغب يتصل بي عقب كل أمسية ليقيمني ويقدم لي النصح والتشجيع ورفع الهمة في التلاوة ويحببني في القرآن الكريم وتلاوته بل كانت زياراتي له في منزله في بيرما مركز طنطا كثيرة ومتكررة وكان يفرح إذا رآني ويرحب بي ويقدم لي كل العون ليكون بالفعل نقطة تحول كبيرة في حياتي ولا أنسى أنه في يوم من الأيام اتصل بي بعد أن استمع إلى أمسية لي بالإذاعة وكنت تلميذه ولا زلت في بدايات الطريق وقال لي: أداؤك اليوم رائع لقد أصبحت اليوم زميلا لي فتركت هذه الجملة عندي أثرا كبيرا وحافزا وهمة وعمل متواصل للنجاح في طريق القرآن الكريم.
من صاحب الفضل الأول في حياتك في سبيل وصولك للإذاعة والتليفزيون المصري؟ وماذا كان دوره معك؟
والدتي ووالدي ثم فضيلة الشيخ أبو العينين شعيشع نقيب القراء الأسبق فهو الذي طلب مني التقدم للإذاعة وأيضا شيخي في الصغر الشيخ سيد أحمد السيسي وهو الذي أشار على والدي بكتّاب القرية لأحفظ القرآن الكريم وأحاطني بالتوجيه والنصح الدائم ووقف بجانبي وقفة كبيرة وكذلك الشيخ عبد الغني سرحان والشيخ عيد أبو حسين.
- كيف جاءت فكرة الإذاعة ومن كان صاحبها؟ وكيف كانت أجواء اختبار الإذاعة؟
جاءت الفكرة من رغبة والدتي والدعاء المستمر لي بالالتحاق بالإذاعة أما أجواء الاختبار فقد كانت صعبة جدا لما للجنة الاستماع من هيبة كبيرة فكلهم قمم وفي المرة الأولى أجلوني ستة أشهر وجئت في المرة الثانية وقد أجدت والحمد لله ولم أقلد أحدا وتقمصت شخصيتي الخاصة في التلاوة فاجتزت اختبارات الحفظ والصوت بنجاح والحمد لله.
-الإذاعة والحفلات الأهلية ميدانان مختلفان لكل منهما جمهوره كيف استطعت أن تجمع بين المنبرين الكبيرين؟
التلاوة في الإذاعة وقتها محدود واجب الالتزام به ولا يجب مخالفته وكل فقرة إذاعية مختلفة عن الأخرى في الأداء والأسلوب فقرآن الفجر يختلف عن الأمسيات والتسجيلات وهكذا، أما التلاوة أمام الجمهور فلها واقع آخر حيث التفاعل المباشر والفعل وردّ الفعل والابتكار والصعود في الأداء والفتوحات الربانية والفيوضات الإلهية لأنك ترى نتيجة التأثر بالقرآن فوريا فيكون رد الفعل بالرغبة في تحبيب الناس في القرآن أكثر وأكثر وهذا ليس معناه أن تلاوات الإذاعة أقل في المستوى لكن لكل تلاوة ظروفها الخاصة وإبداعاتها الخاصة وكله من فضل الله تعالى.
كيف ترى تفاعل الأجيال الجديدة مع القرآن هذه الأيام؟
قل الإبداع في الأجيال الجديدة عن سابقتها لسرعة إيقاع الحياة والتسرع في الشهرة وقلة الدراسة على يد الخبراء ووجود وسائل اتصال حديثة قللت من الإعداد الجيد للقارئ زمنيا وفنيا على عكس الأجيال السابقة التي كان لديها تأني في السماع والإبداع والتعلم فكان الحصاد مثمرا.
- ما التلاوة أو الاحتفال الذي كان له الأثر الأكبر على الجمهور؟ وكيف كان ذلك؟
سافرت إلى خمس وعشرين دولة حتى الآن وﻻزلت أطمح في السفر إلى باقي دول العالم لنشر القرآن الكريم والاحتفال الذي لن أنساه طوال حياتي كان في ولاية أحمد أباد بالهند حيث حضر لي أكثر من مليون نسمة وقد أعدوا لي مجلسا في وسط الميدان لكي يتمكن أكبر عدد من رؤيتي خلال التلاوة وقد نظرت للحضور من جميع الاتجاهات فلم أرَ لهم نهاية من كثرة عددهم وقد وزعت شاشات العرض في كل مكان بين الجمهور لكي يتمكن الناس من رؤية القارئ خلال التلاوة أما رد الفعل فكان منقطع النظير لأن الشعب المسلم في الهند يعشقون القرآن والقراء وفي هذا الاحتفال نلت الدكتوراة الفخرية من دولة الهند وكرمت لحصولي على مركز أفضل قارئ على مستوى العالم في استخدام المقامات الصوتية والحمد لله.
ما تجربتك في السفر للخارج؟وما هي الدولة الأولى في سماع القرآن؟ وتكريم القراء؟
سافرت إلى خمس وعشرين دولة منها دول زرتها خمس مرات وأخري ثلاث وهكذا وكانت أول دولة ذهبت إليها بلجيكا ومن وجهة نظري أن الدولة الأولى في سماع القرآن هي دولة الهند فهم لديهم فهم بالقرآن وأحكامه ومقاماته الصوتية ولديهم متعة خاصة بالقرآن الكريم.
-كيف تقيم استقبال المجتمع للقرآن وقراءه بالمقارنة بالجيل السابق؟
استقبال الناس للقرآن استقبال طيب في كل زمان وبشكل عام الناس يحبون أهل القرآن ويعطونهم قدرهم ويولونهم بالاهتمام والاحترام ولكن التضحيات في الوصول للقارئ والاهتمام والمتابعة كانت أكثر في الماضي أما اليوم فمن السهل أن تستمع لمن تريد من القراء في أي وقت من خلال مواقع الانترنت ومواقع التواصل الاجتماعي ولكن قدر القارئ عند المستمعين ﻻزال في وضعه الطبيعي لأن احترام القارئ نابع من القرآن الذي يحمله للناس.
ما تقييمك لدور الإعلام الحالي مع القرآن والقراء؟
الإعلام الحالي علاقته جيدة بأهل القرآن فهو يقدرهم ويهتم بهم وبشئونهم وتأتي في المقدمة إذاعة القرآن الكريم فهي الأم الحاضنة للقراء وكذلك الإنترنت الذي له جمهوره الخاص وقد أصبح من أهم الوسائل في متابعة القراء.