تقرير صحفي: د.ياسر نور- القاهرة، الثلاثاء 6 ديسمبر 2016م
تحت رعاية شيخ الأزهر ورئيس قطاع المعاهد الأزهرية، عُقد بقصر ثقافة الجيزة "مؤتمر الحوار المجتمعي الشامل لتطوير التعلم الأزهري" ما قبل الجامعى، وذلك بحضور كل من: فضيلة الشيخ إبراهيم همام وكيل منطقة الجيزة الأزهرية، والأستاذ/ عبدالرحمن أبو طالب مدير عام المنطقة، وفضيلة الشيخ/ السيد الوكيل من أوقاف الجيزة، وفضيلة الشيخ/ محمد الدرديرى من مناطق الوعظ، وأ.د هويدا عبد الرحمن، رئيس إقليم القاهرة الكبرى وشمال الصعيد، و د. جمال عسكر مدير قصر ثقافة الجيزة، و د. وفاء على عبد الجليل وكيل وزارة الصحة، والأستاذة سلوى أبو غزال مدير الإدارة التنفيذية بوزارة التربية والتعليم، ود. ياسر على نور رئيس مجلس الآباء، وعدد كبير من مشايخ المعاهد والمدرسين وأولياء الأمور والطلاب.
وبدأ المؤتمر بتلاوة آيات من القرآن الكريم، تلاها الطالب محمود مجدى أحمد الطايش معهد ناهيا.
وفيما يأتى نقدم جانبًا من كلمات المشاركين فى المؤتمر:
** الشيخ إبراهيم همام: بالحوار يتعرف الناس بعضهم على بعض ويعرضوا مشاكلهم دون أن يقدموا لوما أو تعنيفا، والحوار البناء هو الذى يهدف إلى التعمير لا التخريب، والقيم السامية، ويخرج الناس من الظلمات إلى النور، وينشر العدل والرحمة والمحبة والأخوّة بين جميع أطياف المجتمع، يبنى ولا يهدم، يجمع ولا يفرق، ويصوب الأخطاء، ويحارب الأفكار الهدامة، ويعالج أخطاء التعليم قبل الجامعي.. وأضاف: ندعو أبناءنا الشباب لتعلم القيم والمفاهيم الصحيحة، نريده أن يسمع، وأن ينتقد الأفكار المغلوطة فى الحوار دون أن يجرّح فى أحد.. انقد بأدب وتكلم دون تجريح، لا بد أن نوصل للشباب الفكر السليم، كيف يتعلمون ويناقشون، ويكون منهم عالم ومهندس وطبيب ومعلم؟ كما أن البلد لن تتقدم إلا بالعلم. واعلموا أن الحرب على الدين والعلم، ولابد أن يتحد الجميع تحت عنوان وتعاونوا، وحينها لن نجد بيننا أخطاء، وسنجد الألفة والمحبة.. جئنا لنتعرف على مشاكلكم أنتم ونقدم لها الحلول.. وختامًا أتقدم بخالص لشكر والتقدير للسادة رعاة الحفل والضيوف.
** د. هويدا عبد الرحمن: لابد أن يكون الحوار مفعلا من كل أطياف المجتمع من المثقفين، لنتعرف على مشاكل الطلاب ونقدم لها الحلول الإيجابية. وأضافت: نحتاج أن نلتقي فى لقاء حقيقي لمناقشة أساليب تطوير التعليم الأزهري، ويكون بيننا باقة من المفكرين من المجتمع، وأنتم شبابنا سيكون بيننا حوارات ليكون للعلم والثقافة يد واحدة للارتقاء بالمجتمع، وأسأل الله العون.
** الشيخ/ السيد الوكيل من وزارة الأوقاف: قال الله تعالى: (اقرأ باسم ربك الذى خلق، خلق الإنسان من علق، اقرأ وبك الأكرم، الذى علم بالقلم، علم الإنسان مالم يعلم) فالعلم أساس القيادة، قال تعالى: (قَالُوا أَنَّىٰ يَكُونُ لَهُ الْمُلْكُ عَلَيْنَا وَنَحْنُ أَحَقُّ بِالْمُلْكِ مِنْهُ وَلَمْ يُؤْتَ سَعَةً مِنَ الْمَالِ قَالَ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَاهُ عَلَيْكُمْ وَزَادَهُ بَسْطَةً فِي الْعِلْمِ وَالْجِسْمِ)، فالله تعالى فضله عليهم ليس لأنه أكثر مالا أو أشد سلطة، أو أقوى حسبا ونسبا، ولكن لأنه أكثرهم علما وفهما، وقال تعالى: (يَرْفَعِ اللَّهُ الَّذِينَ آمَنُوا مِنكُمْ وَالَّذِينَ أُوتُوا الْعِلْمَ دَرَجَاتٍ)، وثلث الله تعالى بعد وحدانيته وشهادة الملائكة بأولى العلم، فقال: (شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولو العلم قائما بالقسط)، وذلك لكي نعرف مكانة العلم والعلماء، وقد قال صـلى الله عليه وسلم: "تعلموا العلم وتعلموا للعلم السكينة والوقار"، ومن فضل العلم أنه "يؤتى يوم القيامة بالعالم والعابد، فيقال للعابد: ادخل الجنة، ويقال للعالم: قف حتى تشفع فيمن كنت تحبهم"، فكل النصوص السابقة تبين أهمية العلم للمسلمين، وفضل المتعلمين على غيرهم من الناس.
** الشيخ/ محمد الدرديرى من مناطق الوعظ: كل عام وأنتم بخير بمناسبة حلول ذكرى ميلاد الحبيب صـلى الله عليه وسلم، الذى قال : "ليس منا لم يرحم صغيرنا، ولم يوقر كبيرنا، ولم يعط لعالمنا حقه" فالعلم هو أساس التطور والتقدم، والعلم مبني على الحوار الهادف البناء، قال تعالى: (وجادلهم بالتى هي أحسن)، وبالنسبة للفئات العمرية فقد قال تعالى عن شباب أهل الكهف: (إنهم فتية آمنوا بربهم وزدناهم هدى) فالشباب هم الأكثر قدرة على التعلم، والأفضل من ناحية الاستيعاب، وفترة الشباب هي قمة النضج عند الإنسان.
** د. وفاء على عبد الجليل: نحن نستهدف الشباب بالأخص فى الحوار، لأن البلد ستُبنى بالشباب، ولابد من الحوار بوعي وعلم لنتعرف على مشكلاتهم، ونضع لها الحلول المناسبة، كي ننهض بالبلاد.
** الأستاذة/ سلوى أبو غزال: حضرنا اليوم واستمتعنا بهذا الحوار الديمقراطي وهو نموذج للحوار الهادف البناء الذى يهدف إلى تنمية المجتمع، وتطوير التعليم الأزهري قبل الجامعي.
** د.ياسر على نور: تشرفنا نحن أولياء الأمور بأن يدرس أبناؤنا فى الأزهر الشريف تلك القلعة التى تعنى الأصالة والمعاصرة والوسطية والاعتدال، ومن مجلس الآباء نبث روح الأمل والتفاؤل فى المجتمع والتفاؤل، ونرصد أهم الظواهر والإنجازات التى حدثت على مدار العام الماضى، فقد حصلت عدد من المعاهد فى محافظة الجيزة على (الأيزو) وهي مقاييس الجودة العالمية، لنقول للعالم أجمع أن الأزهر قادر على المنافسة العالمية، كما شارك أبناؤنا فى مهرجان القراءة وتم تصعيدهم للتصفية على مستوى الجمهورية ثم سافروا إلى دولة الإمارات الشقيقة، وكان لمنطقة الجيزة الأزهرية أيضا دور فى المشاركة المجتمعية، ففتح المعاهد فى الأجازة الصيفية وخصص مدرسين أكفَاء لمحو الأمية بالمجان، وهناك أيضا مشروع المدرسة المنتجة الذى يؤهل أبناءنا الطلاب للتدريب والإنتاج على أعمال نافعة لهم ولمجتمعهم.
ولتطوير العملية التعليمية يُراعى استخدام التكنولوجيا الحديثة والوسائل التعليمية كاللوحات الإرشادية، والبروجكتور كي يتحول التعليم إلى متعة، كما يراعى تدريب السادة المعلمين للاستفادة من علوم التنمية البشرية، واستخدام أسلوب القصة والحكاية، ليتمكنوا من توصيل المعلومة بطرق متعددة تتناسب مع تعدد طرق الفهم لدى الطلاب، فمنهم الحسي ومنهم البصري ومنهم الحركي.. فقد لا يفهم أحد الطلاب بطريقة ويفهم بطريقة أخرى.
وأخيرا يُراعى توثيق الجهود التى تبذلها منطقة الجيزة الأزهرية، على رأسها الشيخ إبراهيم همام، والأستاذ عبد الرحمن أبو طالب المدير العام ويصدر مرتين فى العام لإبراز الجهود المتواصلة التى تقدمها منطقة الجيزة الأزهرية فى خدمة التعليم الأزهري، وتظل هذه الكلمة باقية على مدى الأجيال: "مصر بخير ما دام الأزهر بخير".
وقبل الختام، فتح وكيل الوزارة المجال للأسئلة فكان من أهم الاقتراحات والاستفسارات التى وردت على ألسنة الطلاب:
1 – لماذا لا يكون التخصص (علمي أو أدبي من الصف الثانى الثانوي بدلا من الصف الأول حتى يتمكن الطالب من الاختيار الصحيح)؟
2 – فى القسم الأدبي، لماذا لا يتاح عدد أكبر من اللغات كالألماني والأسباني، والاختيار منهما؟
3 – لماذا لا يتم إنشاء فرع آخر لجامعة الأزهر بالجيزة، أو بمدينة السادس من أكتوبر؟
4 – ضرورة وجود طبيبة أو زائرة صحية لكل معهد.
5 – تكدس عدد الطلاب داخل كل فصل فى معهد الصف أولى ثانوى علمي، حيث يحتوى الفصل الواحد على 75 طالبا.
6 – أن يكون التخصص علمي أو أدبي وفقا للمجموع، وينقسم العلمي إلى علمي علوم وعلمى رياضة.
وأضاف الشيخ/ إبراهيم أنه كان معمولا بهذا التقسيم من قبل " علمى علوم وعلمى رياضة" ولكن الخبراء فى التعليم أكدوا ضرورة دمج القسمين معا، كما أشار إلى أن الشعبة الإسلامية تأخذ الطلاب الأكبر مجموعا وتنتقى أفضل العناصر من الطلاب، وتكفل لهم الإقامة والوجبات، كل ذلك حتى ننهض بالدعوة الإسلامية.
7 - وطالبت الطالبة/ أميرة محمود بمعهد برك الخيام بتوفير معمل ومكتبة بالمعهد.
8 – وسأل أحد أولياء الأمور: ما مدى الرقابة على المعاهد الخاصة وتقنين علاقة الإدارة بالمعلم؟
وأفاد الشيخ إبراهيم أنه لا سلطان للأزهر على المعاهد الخاصة إلا فى المناهج، ومن يخالف اللوائح أو المناهج يغلق معهده فورا.
9 - توفير الزيّ الأزهري للطلاب لما له من مهابة ووقار.
وتخلل الاحتفال فقرة الإنشاد الديني، وأنشد الأولاد أنشودة "الله الله على نور رسول الله" وهم: عبد الله طلعت، وأحمد شوقى حبيب، ويوسف أشرف مرعي، وعبد الرحمن رمضان، ويوسف محمد رمضان، ومحمد حداد، وأنشد البنات أنشودة: "قمر سيدنا النبى قمر" ومنهنّ: سارة إسماعيل محمود، وأمنية أحمد حسن، وروان حمدى حسن، وخطب الطفل محمود عماد الخطيب من معهد الصحابة الأزهري.
واختتم الاحتفال على وعد بلقاء قريب لاستكمال مناقشة تطوير التعليم الأزهري في حضور الكتاب والمثقفين وأساتذة التربية والمناهج.
الحوار المجتمعي لتطوير التعلم الأزهري.. خطوة على الطريق الصحيح
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة