حذر علماء الأزهر من التكاسل عن الطاعات بعد المداومة عليها ولو بالقليل، مؤكدين أن العودة الي اقتراف الذنوب والمعاصي بعد تذوق حلاوة الطاعة إثم كبير.
يقول الدكتور سعيد عامر أمين عام الإفتاء بالأزهر الشريف، إنه على المسلم أن يقي نفسه من المعاصي وأن يعقب على عمل الطاعة بطاعة أخرى يقوم بها، ومن هنا يبدأ الإخلاص لله في العبادة، كيف للإنسان الذي دخل مع الله في الطاعات بإخلاص وصدق، أن يتركها بعد ذلك؟!
ولكن إذا قلت عبادته فعليه ألا ينقطع أو يهجر قيامه بالليل وتهجده وصلاة السُنن وصيام السُنن، وأيضا تعلم الإنسان بعد ذلك أن يصون جوارحه عن المحرمات وعن كل ما يغضب الله عز وجل، ويقول الله تعالى: (وَلَا تَكُونُوا كَالَّتِي نَقَضَتْ غَزْلَهَا مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثًا)، وأكد أن أفضل الأعمال أدومها وإن قل، لأن من علامات القبول أن يتبع المرء الحسنة بالحسنة، ومن علامات الغضب والخسران، أن يتبع المرء السيئة بالسيئة، وما أسوأ أن يترك الإنسان عبادة كان يفعلها، فمثلا كان يقوم الليل ثم ترك قيام الليل، كان يصل رحمه ثم قطع رحمه، فهذا هو الخسران المبين، و روي عن النبي، صلى الله عليه وسلم أنه قال (وإن أحب الأعمال إلى الله ما دُوِم عليه وإن قل) متفق عليه،
وكان صلى الله عليه وسلم يصوم الإثنين والخميس فلما سئل عن ذلك قال: (أما الإثنين فذاك يوم ولدت فيه وأما الخميس فترفع فيه الأعمال وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم) . وكان يحث على صيام ثلاثة أيام قمرية من كل شهر، وصيام عاشوراء أنه يكفر ذنوب سنة مضت، ويقول عن صيام يوم عرفة: (إني أحتسب على الله أن يكفر به صيام سنة ماضية وسنة آتية).
التحلي بمكارم الأخلاق
من جانبه طالب الدكتور إبراهيم نجم مستشار مفتي الجمهورية، المسلم بأن يلتزم الطاعات والحرص عليها والبعد عن كل ما نهى الله تعالى عنه، وأنه لا ينبغي التهاون أو التقصير في العبادة، أو العودة إلى المعاصي ، بل عليه بالاستمرارية على طاعة الله والثبات على شرعه والاستقامة على دينه لا يراوغ فيعبد الله في شهر دون شهر أو في مكان دون آخر بل فقال تعالى: (فَاسْتَقِمْ كَمَا أُمِرْتَ وَمَنْ تَابَ مَعَك..).
وشدد نجم علي ضرورة ألا يترك المسلم الصلاة والقيام ، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: «عليكم بقيام الليل فإنه دأب الصالحين قبلكم، ومقربة إلى ربكم، ومكفرة للسيئات، ومنهاة عن الإثم مطردة للداء عن الجسد».
وحذرت الدكتورة الهام شاهين أستاذ العقيدة والفلسفة بجامعة الأزهر، من أن تعود النفس لما كانت عليه فتضعف العزيمة لدى البعض في أداء العبادات والطاعات، وتعود سلوكيات وأخلاقيات البعض وطالبت المسلم الصادق المخلص مع الله المجتهد في طاعة الله ورسوله بألا تفتر عزيمته ولا تنطفئ همته دائما في أداء سائر العبادات والطاعات، ويجب عليه أن يتحلى دائما بمكارم الأخلاق، وفعل ما يرضي الله ورسوله طوال مسيرة حياته، حيث تعطيه فريضة الصيام دفعة جديدة قوية لإحداث تغييرات نحو الأفضل دائما في جميع جوانب حياته وسلوكياته، طمعا في الفوز برضوان الله ومغفرته، فنجده مستمرا في أداء الصلوات في جماعة، وقيام الليل، وقراءة وختم القرآن، وفعل الخيرات واجتناب المنكرات، ويستمر على سلوكياته وأخلاقياته فى أثناء شهر الصيام، فنجده يتحمل ويصبر على أذى البعض في الأفعال والأقوال.