بقلم:
الأستاذة/ سمية رمضان عبدالفتاح
مستشار أسرى
أنا فتاة بالصف الثالث الثانوي، أعيش في حالة طوارئ منذ انتهاء العام الماضي، أتنقل من درس إلى درس، وحاولت جاهدة أن أحقق حلم أهلي بالنجاح والتفوق، ولكني كلما اقترب موعد الامتحان أشعر بالرهبة والخوف، لدرجة أنني أفكر بجدية في عدم دخول الامتحان هذا العام، وتأجيل امتحاني للعام القادم، وفي نفس الوقت أخشى من ضياع سنة من عمري بعد هذه المذاكرة الشاقة، فماذا أفعل؟ ففي كل لحظة أشعر أن شبح الامتحان يطاردني، حتى في أحلامي، وبدأ جسمي يضعف، وأشعر بصداع وسرعة ضربات القلب، ولجأت للأطباء فأخبروني أن هذه الأعراض كلها أعراض نفسية بسبب الخوف من الامتحانات.. فماذا أفعل؟!
أهلاً وسهلاً ومرحبًا بكِ ابنتي العزيزة ضيفة كريمة على صفحة الاستشارات بجريدة الفتح اليوم، ونشكر لكِ ابنتي ثقتك بنا، وتواصلك معنا.
ابنتي الحبيبة.. يبدو من رسالتك أنكِ كنتِ تستعدين من إجازة العام الماضي لهذا العام، وهذا بالطبع أمر مرهق للغاية، فكنتِ مثل حصان السباق الذي يسرع في الخطى دون راحة أو توقف، حتى إذا اقترب من خط النهاية شعر بالتعب والإرهاق ولم يكمل السباق إلى نهايته، ولهذا أنصحك حبيبتي بأن تستريحي من المذاكرة بشكل نهائي لمدة يوم كامل بلا مذاكرة أو دروس، بل عليكِ الخروج إلى مكان مفتوح محبب إلى نفسك، فمن لا يجيد فن الراحة لا يجيد فن العمل.
عليكِ أن تحددي جيدًا في ورقة كل المواد المقررة عليك، وحجم إنجاز كل مادة، ثم ضعي مدى زمنيًا للانتهاء من الباقي بحيث تنتهي منه خلال أسبوعين.
ابدئي في حل الاختبارات بشكل يومي، وباستخدام الكتابة، مع القراءة بصوت منخفض، فهذه الطريقة تجعل حواسك كلها منتبهة، وتدربك على طريقة الامتحان، فتكسر الحاجز النفسي بينك وبين الامتحان.
ابدئي المذاكرة بعد الفجر مباشرة، فهذا الوقت من أفضل الأوقات للمذاكرة، حيث يكون الذهن متيقظا، والجسم نشط، فالبركة في البكور كما علمنا النبي صلى الله عليه وسلم.
نامي مبكرا بعد صلاة العشاء مباشرة، ثم استيقظي قبل الفجر بنصف الساعة، لتصلي ركعتين بنية قيام الليل، وعليكِ بالدعاء في هذا الوقت الرائع، فهو وقت استجابة دعاء إن شاء الله.
أثناء المذاكرة قومي بالتنويع بين المواد السهلة والصعبة، حتى لا يتراكم عليكِ المواد الصعبة، أو تملين بعد فترة.
استحضري النية أن هذه الأوقات التي تقضينها في المذاكرة هي طاعة لله، وطاعة لوالديك، فتحصلين على الثواب الجزيل إن شاء الله.
ثقي بنفسك وقدراتك، وفكري في الإيجابيات، واحلمي بيوم النتيجة وكيف ستكون فرحتك وفرحة من حولك بها، ليكون هذا دافعًا للنجاح، فإذا كان الهدف واضحًا، هان من أجله التعب والجهد.
عليك باستشعار معية الله في كل وقت، وداومي على الطاعات، وعليكِ بكثرة الذكر، فبه تطمئن القلوب.
احذري الصحبة السيئة، فالصاحب ساحب، وربما كانت إحدى صديقاتك هي من ترسل لك تلك الرسائل السلبية، فتجعلك تشعرين بالخوف الذي تحول إلى شبح مخيف يكاد أن يلتهمك لو لم تتغلبي عليه؛ فبطبيعة الحال الخوف أمر محمود، ولكنه إذا تحول إلى هذا الشكل الذي يعيق التقدم، أصبح خطرًا يهدد صاحبه.
واحذري المنبهات مثل الشاي والقهوة والنسكافيه، وغيرها، فهي تدمر الجهاز العصبي.
في يوم الاختبار: لا تهملي الاهتمام بالطعام، سواء كان وجبة الإفطار، أو السحور الجيد إذا كان الامتحان في شهر رمضان مثل هذا العام ، واحضري مبكرًا لمكان الامتحان، خذي نفسًا عميقًا فهو يخفف الارتباك والتوتر، وعليك بالدعاء "اللهم لا سهل إلا ما جعلته سهلاً وأنت تجعل الحزن إذا شئت سهلاً".
اعرفي المطلوب من السؤال، ابدئي بالأسهل، حسّني خطك ونسقي ورقة إجابتك فهو دليل على ثقتك بنفسك، وراجعي إجابتك جيدًا.
ذكر الله يطرد القلق والتوتّر، وإذا استغلقت عليك مسألة فتوجهي إلى بالدعاء أن يهوّنها عليك، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله إذا استغلق عليه فهم شيء يقول: يا معلّم إبراهيم علّمني ويا مفهّم سليمان فهّمني.
تصفحي الامتحان جيدًا، واقرئيه مرات ومرات، لتعرفي المطلوب بدقة، ثم ضعي كلمات مفتاحية وضعي الأفكار الأساسية، بشكل متسلسل وكل ملاحظاتك أمام كل سؤال لتستخدميها لاحقاً في الإجابة. وابدئي بحل الأسئلة السهلة أولاً والصعبة لاحقاً. واهتمي بالأسئلة ذات الدرجات الأعلى أولا.
اكتبي النقطة الرئيسة للإجابة في أول السطر لأنّ هذا ما يبحث عنه المصحح وقد لا يرى المطلوب إذا كان داخل العبارات والسطور، وكان المصحح في عجلة.
خصصي 10% من الوقت لمراجعة إجاباتك. وتأنّي في المراجعة وخصوصًا في العمليات الرياضية وكتابة الأرقام، وقاومي الرغبة في تسليم ورقة الامتحان بسرعة، ولا يُزعجنّك تبكير بعض الخارجين فقد يكونون ممن استسلموا مبكّرًا.
وأخيرا حبيبتي.. نحن علينا العمل والجد، وليس علينا إدراك النجاح، فالتوفيق من عند الله، وهو سبحانه لن يضيع أجر المحسنين، ولكن علينا أن نحسن التوكل عليه، فنأخذ بالأسباب، ثم نترك النتيجة على الله سبحانه وتعالى، مع الرضا والتسليم التام بقضائه، فالرضا بالقدر خيره وشره ركن من أركان الإيمان.
وفقكِ الله لما تحبين، وجعلكِ من الناجحات المتفوقات، فبكم رفعة الأمة إن شاء الله، ولن تبنى أمة بلا علم وأخلاق.. دعواتي لكِ ابنتي الحبيبة، وانتظر منك رسالة بعد ظهور النتيجة تبشرينا فيها بأنك التحقت بالكلية التي تحلمين بها إن شاء الله.
أخاف من النتيجة.. كلما اقترب موعد الامتحانات
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة