نجح علماء في تطوير تقنية حديثة تُسهل عملية رسم الخرائط الجينية (فك الشيفرات الوراثية) للكائنات الحية وتُقلل من تكلفتها.
وقد عرض العلماء التقنية الجديدة من خلال فك شيفرة الحمض النووي DNA للبعوض الناقل لفيروس زيكا.
وبحسب الباحثين، فقد استغرق مشروع رسم خريطة الجينوم البشري 10 سنوات بتكلفة وصلت إلى 4 مليارات دولار، إلا أن التقنية الحديثة ثلاثية الأبعاد يمكنها القيام بنفس العمل في بضعة أسابيع بتكلفة تقل عن 10 آلاف دولار.
تعمل التقنية الحديثة على تحديد تتابع الصبغيات (الكروموزومات) عن طريق دراسة كيفية انثناء الصبغي في نواة الخلية، ويمكن تطبيق هذه التقنية على أي نسيج حي، سواءً كان لبشر أو حيوان أو نبات.
يقول المعد المساعد للدراسة الدكتور أفيفا بريسر، اختصاصي طب الأطفال بمستشفى تكساس للأطفال: "كثيراً ما نواجه كأطباء حالات مرضى نتوقع جازمين بأنهم يحملون طفرة وراثية ما، دون أن نعرف ما هي هذه الطفرة الوراثية. وبالتالي فنحن بحاجة إلى تقنيات جديدة قادرة على رسم كامل الخريطة الجينية للمريض، دون أن ننفق ملايين الدولارات على كل مريض على حدة".
وفضلاً عن انخفاض تكاليف التقنية الحديثة، فإن فك الشيفرة الوراثية بها لا يستغرق سوى وقتاً قصيراً، مما يجعلها ذات أهمية قصوى في حالات الطوارئ الطبية وانتشار الجائحات المعدية.
ولعرض إمكانيات التقنية الحديثة، قام العلماء بفك الشيفرة الوراثية لبعوض الزاعجة المصرية Aedes aegypti الناقل لفيروس زيكا، والذي يحتوي على 1.2 مليون حرفاً (نوكليوتيد)، وهو ما يساعد على معرفة نقاط الضعف عن البعوض وبالتالي العمل على مكافحته والقضاء على فيروس زيكا. كما قام الباحثون أيضاً بفك الشيفرة الوراثية لبعوض الباعضة الخماسية الخطوط Culex quinquefasciatus الناقل لفيروس غرب النيل.