التدريب.. رسالة راقية

تنمية بشرية
طبوغرافي

د. سامح مختار
المحاضر والمدرب الدولي

لو أذن لى أمير الشعراء أحمد شوقي لاستخدمت شطر بيته الشهير مرة أخرى بعد تعديل بسيط وقلت ( كاد المدرب أن يكون رسولا )
وخاصة إذا ربط المدرب اسمه وطبيعة عمله بالتنمية البشرية إذن فهو مسئول عن أن يتعلم أولا ويتأكد من مصادر علمه ومعلوماته المتنوعة وكذلك المتخصصة وأن يكون باحثا متبحرا في بحور ومحيطات العلم ومجالسا ومتقربا للعلماء سوآءا السابقين أو المعاصرين وأن يضع نفسه موضع طُويلب العلم المتواضع الساعي للتعلم والمعرفة وكذلك الغوص في أعماق الحياة لاستخراج الحكمة بعد ذلك يستطيع أن يبدأ في ممارسة تدريبه لغيره من الناس لينقل ما تعلمه بواسطة أدواته التي منحها الله له من مهارات عرض وتقديم وتوصيل المعلومة وحسن التعامل مع العقول المختلفة المحبة للعلم والفهم وأن يدعو إلى الله سبحانه وتعالى من خلال تدريباته مع سبق النية ليفوز بأعلى الأجور في الدنيا والآخرة وأثناء انخراطه في تعليم وتدريب من حوله لا ينسى كونه طالبا للعلم من المهد إلى اللحد فيلتزم أن يكون متعلما معلما سائر أوقاته.


ومما لا شك فيه أن الواقع أليم فيما نراه اليوم من كثرة ما يطلق عليهم ( مدربي التنمية البشرية) دون قواعد حاكمة ودون علم حقيقي أو معرفة فأصبح الوضع الراهن ( مدرب تنمية بشرية لكل مواطن ) ولا مانع أن تكون هناك كثرة فتنتشر العلوم المختلفة ولكن أن تكون الكثرة ( كغثاء السيل ) فلا فائدة منها بل واحتمالية الضرر أكبر من النفع هذا بخلاف ما يلهث وراءه بعض محبى لقب ( مدرب تنمية بشرية ) من الالتحاق ببعض الجامعات الوهمية بالخارج لإمدادهم ببعض معلومات ( ما وراء الطبيعة ) فتتلوث مفاهيمهم وربما تتعارض بعض المفاهيم مع العقائد الدينية مما يدفع الناس لاتهامهم بالخروج عن النص وبث مفاهيم مخالفة للدين أو العرف أو معلومات أقرب للخيال من الواقع.


ونصيحتي لكل من يبنى نفسه ويرغب أن يكون مدربا حقيقيا أن يتبع النقاط الآتية :
1-تعلم أساسيات دينك وأهمها ( التوحيد ).


2-أتخذ قدوات مختلفة في حياتك ( قدوة رياضية/دينية /ثقافية/علمية /........ إلخ ).
3-تخصص في علم محدد تقوم بالتركيز على تعلمه ثم تعليمه والتدريب عليه.
4-تأكد دائما من مصادر معلوماتك ولا تنطق بمعلومة بها شك في مدى حقيقتها ومصداقيتها.
5-لا تهتم بلقبك بقدر ما تهتم بما تنقله للناس من علم.


6-أحسن نواياك لتفوز بأجري الدنيا والآخرة.
7-لا تغتر بنفسك مهما كثرت جماهيرك.
8- استمر بعملك ودعوتك إلى الله ونشر العلم مهما قلت جماهيرك.


9- ليكن شعارك دائما : ( لأن يهدى الله بك رجلا خير لك من حمر النعم ).
وأخيرا ضع نفسك موضع المتميزين بفكرهم وحكمتهم ولن يتأتى لك ذلك إلا بالعلم المستمر ومجالسة العلماء والسعي الدائم المستمر الحثيث للتعلم.