نصيحتي للمحبطين

تنمية بشرية
طبوغرافي

د. شريف أبو فرحة
كاتب ومحاضر ومحاضر

الإحباط والاكتئاب غير المرضي، شعور يصيبنا كل فترة، ونشعر معه بالضعف وعدم الرغبة في فعل شيء، وتتساوى فيه كل القيم والمعاني، فلا شيء يحفزنا ولا شيء يدعونا للسعادة أو العمل والتفاؤل!!


لماذا نصاب بالإحباط والاكتئاب؟!!
كثرة المشاكل لدرجة لا نستطيع معها حلها!!
نعم قد تكثر المشاكل وتزيد حتى تشعر أنك عاجز تمامًا عن حلها، ومن هنا تصاب بشعور الحزن الطاغي والإحباط، تعلم أن كل المشاكل في الدنيا يمكن حلها، بقليل أو كثير من الصبر والمرونة، وأنه لا يوجد ما يسمى حل كل المشاكل مرة واحدة، رتب مشاكلك تبعًا لأهميتها وقوة تأثيرها عليك، وقم بحل الأخطر فالأقل خطورة، حتى تصل إلى مرحلة الرضا، وتأكد أنه لن توجد لحظة في حياتك بلا مشاكل، فهذه طبيعة الحياة.


الفترات الانتقالية الكبرى:
كترك عمل، أو طلاق، أو منصب جديد، وكل هذه الفترات تسبب للإنسان حالة من الارتباك قد تؤدي للإحباط والاكتئاب، اعلم أن سبب المشكلة التي تشعر بها ليس في طبيعة الفترة التي تمر بها، إنما فيما يسمى (منطقة الراحة والأمان) وهي تلك الأفكار والعادات والاعتقادات التي اعتدت عليها طوال حياتك، وحين يحدث ما يكسر هذه المنطقة تصاب بحالة من الخوف والشعور بعدم القدرة على التصرف، ويظل عقلك حائرًا بين الدخول في المنطقة الجديدة التي تناسب الوضع الجديد الذي أصبحت فيه، وبين ما كان يعتاد عليه في المنطقة القديمة، لهذا أنصحك أن تعوّد نفسك على كسر مناطق الراحة والأمان، وأن تكرر على نفسك أن الثبات في الدنيا مستحيل، وكل منطقة جديدة وكل حالة جديدة تمر بها، هي بالتأكيد فيها من الميزات ما يجعلك تستمتع بها.


التوقعات الخائبة:
كنت تتوقع شكلًا مميزًا لحياتك، أو دخلا ما من وظيفة ما، ولم يحدث توقعك، تكون النتيجة الانكسار والملل والإحباط والاكتئاب!!


تخيل أن أحد رجال الأعمال توقع من مشروع ما أن يكسب مليون جنيه، لكنه بعد أن نفذ المشروع وجد أن المكسب نصف مليون فقط، كيف ستكون حالته النفسية؟! مكتئب لأنه لم يحقق توقعه، وسيبدأ عقله في تخيل المبالغ التي تصور أنه سيكسبها، وماذا كان سيفعل بها، ويصاب بحالة الاكتئاب!!


اجعل سقف توقعاتك منخفضًا بعض الشيء، لا تتوقع الكثير، بل اعمل الكثير، وكن متشائمًا بعض الشيء وأنت تخطط لحياتك، ومتفائلًا جدًا وأنت تنفذ ما خططته، فهكذا يمكنك أن تتحكم في مشاعرك الجياشة نحو توقعاتك.


افهم أن الدنيا لا تسير وفق توقعاتك، فالطموح يجب أن يكون بلا حدود، أما التوقعات فيجب أن تكون بحدود واضحة لا تسبب خيبة الأمل.


وضع جسدي يسبب الاكتئاب!!
كل شعور يشعر به الإنسان يعبر عنه جسده بشكل ما، وبصورة دقيقة، كلما تكرر الشعور تكرر التعبير الجسدي، حتى يمكننا أن نميز حالة المقربين منّا قبل أن يتحدثوا من ملاحظتنا لشكل جسدهم، فنقول على أحدهم وهو يقترب منّا: يبدو سعيدًا أو يبدو حزينًا وهكذا..


لكن العجيب حقًا أن كل وضع جسدي يستدعي شعوره النفسي، فمن يجلس وهو يحرك قدمه بشكل متوتر حتمًا ويصيبه من التوتر نصيب، ومن يجلس مسترخيًا وقد قوس ظهره وأحنى كتفيه، وأمال عنقه، فمن المؤكد أن شيئًا من الاكتئاب سيصيبه وقتها، وسيشعر بأن قلبه مقبوض دون سبب، وهو لا يدري أن السبب هو وضع جسده غير النشيط..


قم بشد ظهرك، واجلس مستقيمًا في وضع نشط، ومارس المشي يوميًا على الأقل لمدة نصف ساعة، مشيًا سريعًا رياضيًا، وستشعر بكم من الطاقة والنشاط لم تشعر بهما طوال حياتك.