د/ أمين يوسف
مدرب التنمية البشرية
لو أصبت تسعة وتسعين مرة وأخطأت مرة واحدة لترك الناس ما أصبت، وأنك لا تستطيع أن تمنع طيور الهم من التحليق فوق رأسك ولكن بإمكانك أن لا تجعلها تعشش في رأسك ، فالشدائد تدخر الرجال ولكل مقام مقال ولكل زمان رجال، وإن الإنصات الجيد يجعلك متحدثا جيدا، فمن تأني نال ما تمني، ومن كثر كلامه قل فعله، ومن الإصغاء تأتي الحكمة ومن الكلام تأتي الندامة،
وبكثرة الصمت تكون الهيبة وأن العاقل من عقل لسانه، وقالوا أيضاً الصمت الصديق الوحيد الذي لن يخونك أبدا فالزم الصمت تنجو إن أردت النجاة، ونظر إليّ الحكماء وهتفوا ليس الفقير من ملك القليل إنما الفقير من طلب الكثير وأن أثقل ما يوضع في الميزان الخلق الحسن، اثنان لا تذكرهما أبدا: إساءة الناس إليك وإحسانك إليهم وادفع بالتي هي أحسن– هي الحياة– واعلم أن السعيد فيها من نظر إلي نفسه وشفاعته عند ربه أعماله الصالحة، فاعمل الصالحات وأكثر وما أحوجنا– هي الآخرة– وما أدراك ما هي؟! فاصبر وتجلد واعلم أن الدهر غير مخلد– واسمع " النفس تبكي علي الدنيا وقد علمت
أن السلامة فيها ترك ما فيها
لا دار للمرء بعد الموت يسكنها
إلا التي كان قبل الموت يبنيها
فإن بناها بخير طاب مسكنه
وإن بناها بشر خاب بانيها
هي الدنيا! فاعلم أن أضعف الناس من ضعف عن كتمان سره وأقواهم من قوي علي غضبه وأصبرهم من ستر فقره وأغناهم من رضا بما تيسر له– هي الدنيا– تسمو فيها بقدر ما تعطي لا بقدر ما تأخذ– فأنت اثنان؛ واحد متيقظ في الظلمة وآخر غافل في النور فاختر ما شئت؟ ولا تلومنّ إلانفسك– اختيارك! ويا عجبي قطرة ماء تثقب حجرا، وحقاً من صبر ظفر ومن عاش اعتبر وعن فعل الحسنات أخبر وعن جفا البشر اعزر فتعلمت–هي الحياة إذا عرف أحد سر دمعتك عرف كيف يبكيك! ولا يدوم كرب مادام هناك رب– فقلت يا رب، وقالوا صافح وسامح ودع الخلق للخالق فأنت وهم ونحن راحلون– زائلون– أفلا يعقلون؟!
وقالوا إن الوسادة تحمل رأس الغني والفقير، والكبير والصغير، والحارس والأمير وما الدنيا إلا راحة ضمير.