د. خالد كمال جوهر
خبير مهارات التواصل
يقول الدكتور " كابتي روبنسون" أستاذ الطب النفسي الأمريكي إن أربعة مرضي من كل خمسة ينزلون بمستشفي "جونز هوبكنز " يشكون أمراضاً عضوية تدخلت في اجتلابها الأعصاب المتوترة والضغط الداخلي . واستطرد الدكتور " ويمكن إرجاع تلك الأمراض عموماً إلي عجز المرء عن الملائمة بين نفسه ومطالب الحياة ومشكلاتها "
وطبقاً لهذه النظرية فأن المصريين يعانون من اضطراب نفسى وشيك او ربما وقع بالفعل فأنا الاحظ بعض مظاهره الآن بين الناس من التوتر وسهولة الاستثارة والعبوس والنقد اللاذع لكل شىء وتوقف الرغبة فى التجديد اوالابداع والضبابية وغموض المستقبل وغيرها كثير .. وكأن هنا فيروس للتعاسة قد انتشر فى المجتمع ..
وقد يقول البعض : ألا تعيش فى مصر ؟
أقول عايش طبعاً وأعانى مثلما يعانى أغلب الناس لكن هناك حكمة رائعة تقول ( ماذا يفيدك ان تكسب العالم وتخسر نفسك ) فاذا مت كمداً وضيقا من الأوضاع فهل تعتقد ان هناك من يهتم بذلك أوأن موتك سيكون مقدمة للتغيير أبداً والله ..
فلماذا كل هذا الضيق والنكد ؟لذلك بحثت عن طريقة تجعلنى أكثر سعادة مهما كانت العوامل والظروف المعاكسة وهى ان أغير نظرتى للأمور أننا لا نري إلا ما نعتقد كما قال " كارل روجرز عالم النفس الامريكى " وليس من الضروري أن يكون الاعتقاد حقيقة فعلاً ولكنه رغم ذلك يوجه أفعالنا وسلوكنا فإذا اعتقدنا أننا أصحاء أسوياء سعداء فسوف نكون كذلك والعكس صحيح ..
واذا كنت أصلاً سلبياً لا تستطيع تغيير الواقع فلماذا تنقد كل شىء من حولك وتنظر للأمور نظرة تشاؤمية ..اذن عليك ان تكون ايجابى لكى تكون الحياة أكثر راحة وسعادة لقد قال الدكتور صلاح مخيمر ( الإيجابية وحدها هي الحبلي بأجنة المستقبل )
حيث أن طريقتنا في الإدراك والتفكير هي التي تصنع حياتنا وواقعنا فإن كانت إيجابية مشرقة فسوف تكون الحياة جميلة ومليئة بلحظات السعادة والسرور.
وإن كانت سلبية متحجرة ستكون حياتنا كئيبة مليئة بالانتكاسات ومشاعر الفشل...
في كتابه كيف توقف القلق والأحاسيس السلبية قال " ديل كارنيجي " إن أكثر من 93% من الأحداث التي نعتقد أنها ستسبب الإحساسات السلبية لن تحدث أبداً وأن 7% من الأمور حولنا هي فقط التي لا نستطيع التحكم فيها مثل الطقس أو الموت ...الخ .فلماذا ننظر الى 7% ونترك النسبة الأكبر التى نستطيع التحكم فيها ..
كنت دائماً مهموماً بكيفية توغل علم النفس في حياة الناس بشكل إيجابي وعدم اقتصاره علي قاعات الدرس وعيادات الأطباء فيجب أن نعلم الآباء كيف يربوا أبناءهم علي الإيجابية والإقدام وحب الحياة حتي لا تواجهنا مشكلات في تعديل سلوك الكبار لأن الدكتور " تاد جيمس " في كتابه خط الحياة يقول :
" عندما نبلغ السابعة من عمرنا تكون أكثر من 90% من قيمنا قد تخزنت في عقولنا وعندما نبلغ سن الواحد والعشرين تكون جميع قيمنا قد اكتملت واستقرت في عقولنا " وبهذه الطريقة نكون قد برمجنا إما كشخصيات إيجابية أو سلبية ...
فإذا كان هناك شخصاً سلبياً، كيف تجعله يعتقد في نظرية دكتور " وليم جيمس " التي تقول : لا تخف من الحياة . آمن بأن الحياة تستحق أن تعيشها . وسوف يساعدك إيمانك علي تحقيق الواقع "
لقد تحدث عالم النفس الأمريكي " أبراهام ماسلو " عن رجل كان مصراً في اعتقاده علي أنه جثة بالرغم من جهود طبيبه النفسي لعلاجه . وفجأة خطر في ذهن طبيبه سؤال ذكي فقال له الطبيب :
" هل من المعقول أن تنزف الدماء من الجثة ؟ "
فرد عليه المريض قائلاً: " ما هذا الذي تقوله يا دكتور طبعاً الجثث لا تنزف الدماء "
وعلي الفور قام الطبيب بوخز أصبع المريض فخرجت نقطة من الدماء وبدت الدهشة والاستغراب علي وجه المريض وقال " الآن فقط اقتنعت أنه من الممكن أن تنزف الدماء من الجثث " !
نفهم من هذه القصة أننا يجب في حياتنا ومدارسنا وجامعاتنا ومستشفياتنا ووسائل الإعلام المختلفة أن نغير أفكارنا وليس سلوكنا وهذا سيكون مقدمة التغيير فى كل شىء .