أ.محمود سليم محاضر
ومدرب تنمية بشرية
ادارة العمل الجماعي هي أن يعمل الفرد ضمن مجموعة، إما أن يجعل من المجموعة فرد واحد وقلب واحد أو يجعل من كل فرد بالمجموعة فرد مستقل وهذا يعود لمن يدير هذه المجموعة، فالمديرون شخصيات عدة منها
أولا: شخصية تقود بلا هدف وهذا ما نعاني منهم كثيرا في الدول العربية عامة و بالأخص في بلادنا العربية وهذه الشخصية هدفها الأول والأخير ينصب على الحفاظ على المنصب والمقابل المادي لهذا المنصب وأنا عن نفسي أطلق عليهم قائد القطيع وذلك لأن قراراته لكن تبعه من موظفين يواجهون سيول من القرارات التعسفية والمتخبطة وايضا للأسف سيئ الحظ الذي يعمل تحت ادارته لا يستطيع فهم وادراك ما يهدف إليه العمل المنوط به ومن ثم لا يستثنى له أن يقود جماعة بطريقة سليمة في المستقبل .
ثانيا :مدير ليس له شخصية ولا رأي أو ذو شخصية ضعيفة سواء تجاه الإدارة الأعلى أو الموظفين التابعين له وهذا النوع أطلق عليه "الحنين" حيث لا يتمتع لروح الحزن في المواقف الصعبة ولا يوجد في إدارته الثواب أو العقاب حيث لابد للموظف أن يعاقب في حالة إذا أخطأ وأن يثاب في حالة الإجادة والعمل الزائد وهذا النوع أيضا كثيرا ما يستشعر الحرج في اتخاذ القرارات القيادية الخاصة بالعقاب مثل الخصومات والإنذارات وخصومات اليوم والحوافز وأيضا تجده في حالة الإصابة معلول اليدين ولا يستطيع أن يجازي خيرا من يحسن عملا وذلك يجعل كل من يعمل تحت إدارته لا يرغب بالاستمرار ولذلك لا يمتلك فريق عمل حيث أن فريق العمل من مقومات الأساسية الاستمرارية
ثالثا: مدير لا يستطيع التفكير أو الاقتراح في وجوده وهذا نسميه وحيد عصره وزمانه، وهذا النوع عادة ما يصاب من تحت إدارته من الموظفين بالإحباط الشديد خاصة ولو كانوا من صغار السن الذين يتمتعون بالطموح والتطور والأفق الواسع حيث يقابل كل الاقتراحات بالرفض بدون النظر فيها أصلا لمجرد أنها ليست من نتاج عقله الفريد و طبعا يصبح العمل الجماعي تحت إدارته صعب جدا جدا فهو يريد اتباع وليس فريق عمل
رابعا: مدير يصبح كل من تحت إدارته مديرين ورؤساء أقسام وهذا النوع أطلق عليه اسم كابتن الفريق و هو الذي تشعر مع فريق عمله بتجانس تام حيث يظهر دائما في حالة الموظف الصغير إذا غاب أحد موظفيه ليقوم بدوره دون أن يشعر أحد و أيضا يشعر بغضب شديد جدا إذا حدث جزاء من الإدارة العليا في حالة و جود خطأ ما ويقف المحامي الذي يدافع عن نفسه في قضية رأى عام وعلى الجانب الآخر يقوم بلاش والحزم المفرط على هذا الموظف لأنه لا يرغب في عقابه خارج القسم وايضا يسعى جاهدا و دائما لأخذ الثناء و التكريم الواجب لأفراد القسم من الإدارة و دائما ما يشارك قسمه في الاقتراحات ويطالبون الابتكار في إنجاز المهام المسندة إليهم و يكون فريق عمله كأسرة مرتبة ومنظمة من إخوة وأخوات ودائما ما يشعرون تجاهه بمشاعر الأبوة حتى وإن كان فرق السن بينهم مختلف و هذا النوع يستمتع بعمله و يمنع من حوله كثيرا بالرغم من عصبيته في كثير من الأوقات ويلاحظ دائما أن في خطاباته الرسمية يسمي قسمه " أسرة....." .
أما عن نوعي المفضل من المديرين فهو النوع الرابع لأنه يسعى دائما بإسناد جميع الأعمال الحسنة لفريق العمل معه و حتى لو أنجز هو 90% منها و هذا يعطي كل من معه ثقة بالنفس وتقييم دائم لأعماله وأيضا في حالة الأعمال الفاشلة أو الأخطاء يصبح هو في مواجهه عواقبها بكل ثقة وهذا يجعل أيضا نوع من أنواع الأمان لطاقم العمل معه و يسعوا دائما لأن يكون صورة فريق العمل في أحسن صورها و يتحدثون بصيغة الجماعة وليس بصيغة الفرد و هذه الروح هي ما تنقصنا في كثير من مصالحنا الخاصة والعامة لكي نستطيع إنتاج جيل من الشباب صاحب قرار في عمله وليس جيل جبان و متردد في قراراته .