د. شريف شحاتة
مدرب ومحاضر
قبل أن لا تملك وقتك؟ لن يعمر أحد .. يقول ابن القيم " الوقت منقض بذاته ؛ منصرم بنفسه، فمن غفل تصرمت أوقاته، وعظم فواته، واشتدت حسراته ..
فكيف حاله إذا علم عند تحقق الفوت مقدار ما أضاع !وطلب الرجعى فحيل بينه وبين الاسترجاع، وطلب تناول الفائت، وكيف يرد الأمس فى اليوم الجديد " .. فاعلم يا أخانا ..
قيمة الوقت عموما وخاصة الآن فى رمضان .. فهذه أيام لا تساويها أيام وكنوز ربما لا تعود ..
ولا يكن حالك: كل يوم يمر يأخذ بعضى يُورث القلب حسرة ثم يمضى كنوز وآراء وهذا أحد الصالحين يبكى بكاء شديدا عند احتضاره ..
فقيل له: ما يبكيك وأنت العابد الزاهد الصالح ؟! فقال: أبكى على ليلة لم أقمها وعلى يوم لم أصمه !..
وهذا الحزن قد حذر منه الحسن البصرى فرص حروف نظريته " إياك والتسويف ؛ فإنك بيومك ولست بغدك، فإن يكن غذ لك فكن فى غد فى عمل الطاعة كما كنت فى اليوم ؛ وإن لم يكن لك غد لم تندم على ما فرطت فى اليوم "..
وانظر بعين عقلك لجواب التابعي الجليل أبى حازم حين سأله الخليفة الأموي سليمان عبد الملك: يا أبا حازم ..
ما لنا نكره الموت ؟! فرد" لأنكم خربتم آخرتكم وعمرتم دنياكم ؛ فأنتم تكرهون أن تنتقلوا من العمران الى الخراب !!"
إلى متى؟ ومتى؟ فمتى نستغل وقتنا ونحافظ على أيامنا .. وهى رأس مالنا الحقيقي ..
وحسناتنا المتاحة لنا الآن هي العملة النادرة التي يجب أن نحصد أكبر دخل منها ..
وخذ وصية الخليفة المأمون حين سأله ابراهيم بن المهدى: إلى متى يحسن بالمرء طلب العلم ؟! فقال الخليفة: ما دامت بك الحياة !!.. فهذه العشر الأواخر والفرصة الأخيرة للعتق من النار، فنظم وقتك وسطر خطتك وشد مئزرك..
وأقبل وتقدم واستمر .. إذا أنت لم تزرع وأبصرت حاصدا ندمت على التفريط فى زمن البذر