كشف برنامج في فضائية عربية عن جهل كثير من الشباب من الجنسين بالعبادات والفرائض والثقافة الإسلامية، حيث فشل 7 شباب من بين 10 في معرفة كيفية «صلاة الجنازة»، وفشل كل من التقتهم الفضائية في معرفة كيفية أداء «الصلاة الفائتة».
. كما فشل معظم الشباب الذين التقتهم الفضائية في شوارع القاهرة في معرفة «نصاب» الزكاة ووصف بعضهم هذه الفريضة الواجبة بأنها «سنة».. بينما قال بعض الشباب: إن مهر الزوجة «ملوش لزمة» في هذا العصر وطالب بعض الشباب الفتيات بتقديم المهر للعريس!!
يعبر د. عبد الفتاح العواري، عميد كلية أصول الدين بالأزهر، عن أسفه وحزنه أن تكون هذه صورة شبابنا المسلم، مؤكداً أن الثقافة الإسلامية زاد واجب لكل مسلم وينبغي أن يحصل على هذه الثقافة في سن مبكرة من خلال الأسرة والمدرسة والمسجد ووسائل الإعلام المختلفة التي أصبحت تهتم بالكرة والمهرجانات الغنائية أكثر من اهتمامها بأي شيء آخر،
ويدعو إلي تحصين وحماية النشء من كل صور ومظاهر الانحراف السلوكي التي تطاردهم عبر وسائل الإعلام، وما تحمله مواقع النت الإباحية من مواد مدمرة للأخلاق ومفسدة للسلوك.
ويأسف د. العواري لوجود دراسات واستطلاعات رأي تكشف عن جهل الشباب بثقافتهم الإسلامية، ويشير إلى دراسة متداولة تؤكد أن أكثر من 70% من شباب الجامعات في مصر لا يؤدون الصلاة بانتظام، حيث يكتفي معظمهم بأداء صلاة الجمعة فقط، بينما يؤدي قلة منهم الصلوات اليومية بشكل غير منتظم!!
ويؤكد د. العواري أن جهل الشباب بكيفية صلاة الجنازة أمر يدعو إلى الخجل، رغم أنها من فروض الكفاية - إذا قام بها البعض تسقط عن الباقين- إلا أن من يؤديها ويحرص عليها فله أجرها وثوابها
وينتهي عميد كلية أصول الدين بالأزهر إلى أن الصلاة - سواء أكانت مفروضة مثل الصلوات الخمس أو كانت من النوافل والسنن- من واجب المسلم أن يعلم كيفيتها لأنه يؤديها كل يوم والجهل بهذه الكيفية يؤكد عدم الالتزام بها أو الحرص عليها، وهذا الإهمال لعبادة من أهم العبادات يدخل المسلم في منطقة الإثم ويجلب عليه العقاب الإلهي.
مكاسب مهدرة
يري د. سالم عبد الجليل، الوكيل السابق لوزارة الأوقاف المصرية، أن جهل الشباب بعبادات وتعاليم الإسلام يحرمهم من مكاسب ومنافع عديدة، فضلاً عن أنه يجلب عليهم غضب الله وعقابه، فالله عز وجل جعلها في منزلة سامية ودرجة عالية، وبشر المحافظين عليها بجزيل الثواب وأنذر المتكاسلين عنها بأشد أنواع العذاب والعقاب.
كما وجهنا رسولنا الكريم صلوات الله وسلامه عليه إلى فضائل الصلاة، وحثنا على المداومة عليها، وعلى الخشوع فيها، وعلى أدائها بالطريقة التي حددها لنا، وحث كل المسلمين على الإقبال عليها، وحذر من الغفلة عنها أو التقصير فيها.. ولنا في رسول الله صلى الله عليه وسلم الأسوة الحسنة والقدوة الطيبة فقد كان يحافظ على الصلاة محافظة تامة من دون أن يشغله عنها شاغل وكان صلى الله عليه وسلم يقول: «جعلت قرة عيني في الصلاة».
ويوضح د. عبد الجليل أن الجهل بكيفيات الصلوات يدخل بالمسلم دائرة الإثم ولا يقف الأمر عند الشعور بالخجل الذي يجلبه الجهل، ويعبر عن أسفه لغياب المقاصد الشرعية للفرائض أو العبادات عن كثير من الناس، ويقول: مما يؤسف له أن كثيراً من الناس لا يعرفون لماذا يصلون أو يزكون أو يصومون أو يحجون، ولماذا فرض الله عليهم أن يفعلوا الحلال ويبتعدوا عن الحرام بكل أشكاله وصوره.
وهذا الجهل بفرائض وعبادات الإسلام يكشف عن الاستهانة بالثقافة الشرعية في بلادنا ويعرض الشباب لمخاطر التطرف، حيث يستغل المتطرفون هذا الجهل لاستقطاب الشباب وإفساد عقولهم.
ويؤكد د. أحمد عمر هاشم عضو هيئة كبار العلماء أن الجهل بالعبادات والفرائض والواجبات الدينية يسهم في انحراف الشباب فالعبادات الإسلامية كلها منافع ومكاسب لمن يحرص عليها، ويقول: ليس غريباً أن نكتشف جهل معظم شبابنا بكيفية صلاة الجنازة، ولو سألت كثيراً من الشباب عن الأحكام الشرعية لما يؤدونه يومياً من نشاط أو ممارسات فسوف تكتشف جهلاً أكثر، لأن الثقافة الشرعية غائبة عن حياتنا وبرامج الفتاوى في الفضائيات ضعيفة وغير كافية لنقل مفاهيم الإسلام الصحيحة للناس لأنها هي الأخرى تواجه تهميشاً ولا يتم الإعداد الجيد لها.
ويضيف د. هاشم: يجب أن يدرك شبابنا أن الاستهانة بالصلاة وإهمالها أو الانشغال عنها بمشكلات الحياة اليومية أو مظاهر اللهو والعبث التي تحيط بهم في هذا العصر سلوك يكشف عن ضعف إيمان وفقدان وازع ديني، كما يكشف عن فشل في تربية أولادنا منذ الصغر تربية سوية، فالطفل الذي ينشأ في بيت يصلي فيه الكبار وخاصة الأب والأم يتربى على احترام فرائض الإسلام والحرص عليها.
وهنا يحمل عضو هيئة كبار العلماء بالأزهر دعاة الإسلام قدراً كبيراً من المسؤولية، ويقول: واجبنا أن نخبر تارك الصلاة أن عقوبته شديدة وقاسية، فتارك الصلاة جحوداً ونكراناً لفرضيتها واستهزاء بها كافر والعياذ بالله، وتاركها كسلاً عاص معصية كبرى، ويجلب على نفسه غضب الله وعقابه، فلا شيء يعفي من الصلاة وأية مبررات يسوقها الكسالى والمستهترون بهذه الفريضة التي هي عماد الدين هي مبررات مرفوضة وتؤكد ضعف إيمانهم وفقدان بصيرتهم وسوء تفكيرهم.
ويؤكد أن تربية الأبناء على احترام فرائض الإسلام والالتزام بها تبدأ من داخل الأسرة، ثم تكتمل الدائرة بما تغرسه فيهم المدرسة والمسجد ووسائل الإعلام المختلفة من تربية دينية توضح لهم الأجر والثواب الذي ينتظر كل من يحرص على تعاليم وفرائض الإسلام، والعقاب الرادع الذي ينتظر الجاحدين والمهملين والمستهترين، ويتساءل: هل البيت يؤدي دوره في تربية الصغار على الالتزام بفرائض الإسلام من صلاة وصيام وزكاة وغير ذلك من الفضائل الإسلامية؟!