مهارة العرض والتقديم

تنمية بشرية
طبوغرافي

د. محمد علي مباركمحاضر دولي 
 وخبير التنمية البشرية

وهب الله سبحانه وتعالى الإنسان القدرة على البيان والكلام والإفصاح والإقناع، ويمتاز الإنسان عن سائر المخلوقات بمميزات عظيمة منها القدرة على الإقناع والتواصل والعرض .


وتتفاوت قدرات البشر في البيان والقدرة على الخطاب المؤثر والعرض المتميز.
التدريب يعتبر جزءا لا يتجزأ من حياة البشر فمنذ أن خلقنا الله ونحن نتعلم ونتدرب كل يوم.. (اطلبوا العلم من المهد إلى اللحد). التدريب لم يعد مفهوما تقليديا يقتصر على تنظيم الدورات والحصول على شهادات فقط، بل أصبح التدريب خيارا ومطلبا استراتيجيا لاستثمار وتنمية الموارد البشرية، فأصبح مفهوم التدريب يمتاز بالشمولية فهو إجراء تعليمي يساعد الأفراد والمتدربين على اكتساب المعلومات والمهارات والأفكار والاتجاهات وتعديل السلوك لتحسين الأداء في العمل ومواكبة التطور العلمي السريع والتكنولوجيا الحديثة.


ولأسرار التدريب الاحترافي أكثر من 30 مهارة لا بد على المدرب الكفء والمبدع أن يتقنها بكل دقة ومن بينها مهارة تميز المدرب المبدع من المدرب التقليدي ألا وهي مهارة العرض والتقديم، فالعرض يعتبر نشاطا لنقل المعلومات والأفكار والمقترحات والأعمال من المدرب (المرسل) إلى المتدرب (المستقبل) لتحقيق الأهداف المرجوة من البرنامج التدريبي، والتقديم مصطلح في اللغة يستخدم ليشمل عملية العرض والإلقاء ويشير إلى الأداء الكلي للمتدرب، فمهارة العرض والتقديم ضرورية في حياة المدرب وحتى يحقق العرض والتقديم أهدافه لا بد من مراعاة التالي:
الإعداد الجيد لعملية العرض والتقديم التخطيط السليم، سلامة اللغة والنطق السليم ووضوح الكلمات، العرض الشيق، احترام عقلية المتدربين، تلخيص موضوع العرض في ختام التدريب .


ولا بد أن يكون الختام جيدا ومؤثرا وواضحا، المدرب الكفء ذلك الشخص الواثق من نفسه ذو شخصية جاذبة لعرض برنامجه التدريبي، ويجب على المدرب أن يتقن مراحل العرض والتقديم وهي مراحل قبل العرض وأثناء العرض وبعد العرض.


التدريب أصبح ذا أهمية كبيرة في عصرنا الحديث ولذا لا بد أن يتطور مفهوم التدريب ويتم استخدام استراتيجيات حديثة في عرض وتقديم المادة التدريبية والبعد عن استخدام المحاضرات التقليدية، فتطوير طرق التدريب يساعد المتدرب على إتقان مهاراته ومعلوماته وتعديل سلوكياته بكل دقة، فيقول الله تعالى: سبحانك لا علم لنا إلا ما علمتنا إنك أنت العليم الحكيم(سورة البقرة) ويقول الشاعر: تعلم فليس المرء يولد عالما.... وليس أخو علم كمن هو جاهل، لابد أن يكون المتدرب هو المحور الأساسي لعملية التدريب وليس المدرب. فالمدرب المتميز هو الذي يستنبط المعلومات من المتدرب أي يعتمد على التغذية الراجعة للمتدرب، ولا يتم ذلك إلا من خلال طرق جديدة جاذبة وشيقة تجعل المتدرب شغوفا ومقبلا على التدريب بكل ارتياحية ونهم للحصول على المعلومات، وتطوير أدائه المعرفي والمهاري وتعديل سلوكه.


وفي الختام أردت أن أوضح بعضا من النقاط الهامة عن مهارة العرض والتقديم ولكن الموضوع يحتاج إلى صفحات عديدة وللحديث بقية .