السعادة رجل

تنمية بشرية
طبوغرافي

بقلم د إيمان جلال أخصائي
 نفسي واستشارات أسرية

كيف أسعد بكل لحظة في حياتي، وبها رجل يؤلمني كل لحظة، رجل لا يسأل عني، ويتعمد إيذاء مشاعري؟
كيف أسعد بكل لحظة في حياتي، وبها رجل يستغل حبي واحتياجي ويعذبني؟ كيف أسعد بحياتي وبها رجل لا يعاملني بما يرضي

الله؟ كيف أسعد في حياتي وبها رجل يبكيني؟
لذا إذا وجدت امرأة تائهة، حزينة، دموعها تبرق في عينها، فاعلم أن وراءها رجلا لا يقدرقيمة احتياجها له، هو في يوم كان الحبيب والروح والأهل والسند، وفي لحظة تحوّل إلي سجن وسجّان، فكيف تأتي السعادة بعد ذلك؟
فكيف بعد كل ذلك تكون السعادة رجلا؟ كيف تؤلم قلبي وتدميه وأنت الحبيب، وأنت موجود حتى أكون سعيدة معك وبك ، وجودك معي هو الأمن والأمان، فأنت السند والحصن والحنان.
لماذا تجرحني، أنت زوجي وأهلي وسكني وملاذي، كن لي كل شىء.
إذا كان الرجل هو السعادة فعليه - قبل أي شئ - أن يدرك كيف يحقق السعادة، لمن هي مفتاح السعادة، فسعادة الرجل تكون بوجود امراة تفهم شخصيته وتحتويه، فأغلب المشاكل والأزمات في حياة الزوجين والتي تعد مأساة في حياة الرجل ويشتكي منها دائما.
الخلاف مع الزوجة والذي يؤدي إلي الهم والنكد، فكيف يمكن لكِ أن تتخطي هذا الألم وهذه المشاكل، فالحياة بكل ما فيها يسعي الإنسان أن يجد من يفهمه، من يتعامل معه ويشعره بالأمان دائما، ولكي تشعر أيها الرجل بهذا الأمان، لابد أن تعطيه للمرأة، وتشعرها به في كل لحظة، فالمرأة تحتاج إلي من يخاف عليها، وأنت بذكائك ورجولتك لابد أن تشعرها بخوفك عليها، بسؤالك عنها، حتي في أوقات غيابك البسيطة، اثني عليها ثناء حسنا، اجعلها تشعر بقدرها داخل قلبك، لا تظهر كل عيب وكأنك عدسة مجمعة.
فإلقاء الضوء دائما علي العيوب يزيد مسافة البعد، والتنافر بينكما يقطع أوصال المودة ولكن إذا وجدت ما لا يرضيك، أسعي إلي تغيره بحكمة والاحتواء والصبر وإدرك إن ما قد تراه أنت عيب يكون طبيعة أو أسلوب حياة في أسرتها.
فالتقارب والشعور بأمان يستطيع الإنسان أن يجذب إليه القلوب، فما بال قلب زوجتك استمع إليها، لا تجعل زوجتك تلجأ إلي أذن غيرك، تشعر أن من هو أقرب لها هو أبعد عنها بروحه وكيانه، لا تثني علي جمال غيرها وأشعرها أنها أجمل وأحلي امرأة في عينك، فأنت بذلك تأثر قلبها وعقلها وتنعم بجمال روحها، فإذا كانت الروح مفعمة بالطاقة الايجابية، تعطي أجمل ما في داخلها، فيبدو كل تصرف مفعم بالحب والرحمة والمودة، كن دائما سعادة لك ولها، حتي نقول بحق إن السعادة رجل.
نعم السعادة رجل، فهو يمتلك مفاتيح السعادة، حتى تصبح بيوتنا وحياتنا سعيدة، ترفرف فيها السعادة وتسكنها السكِينة والمودة والألفة والمحبة.