د.عبد المقصود حامد
مدرب مهارات الحياة والتطوير الذاتي
الغاية من خلق الإنسان هي إعمار الأرض وخلافتها، وقد حثّنا النبي محمد صلى الله عليه وسلم على إتقان العمل والقيام بهعلى أفضل صورة إلّا أنّ هناك مشكلة كبيرة تواجهنا في طريق تحقيق أهدافنا وطموحاتنا وهى نقص المهارات الحياتية والتي تعتبر من أهمّ المشكلات التي يجب البحث عن حلول سريعة لها وبسبب تلك المشكلة يفشل الكثيرون في إدارة حياتهم الوظيفية والشخصيّة بسبب غياب هذه المهارات لديهم.
وهناك خمس مهارات تُعدّ كلّ مهارة منها ذات أهميّةٍ كبيرةٍ يجب علينا العناية بها من خلال معرفتها وتطويرها وممارستها في حياتنا أول هذه المهارات هي مهارة حلّ المشكلات واتخاذ القرار فهي تساعدنا على تجاوز العقبات والصعوبات بكل سلاسة وثقة وهي من أهم عوامل النجاح في مختلف مجالات الحياة.أمّا مهارة اتّخاذ القرار فهي قدرة الشخص على إصدار حكمٍ معين في موقفٍ تعرّض له بعد دراسة البدائل المختلفة له وأهم مايساعدنا على تنمية مهارة حلّ المشكلات واتخاذ القرار التّحكّم بالشعور الداخليّ والأحاسيس وبالسلوك وبالفعل حيث يصبح لدىالفرد القدرة على اتّخاذ القرار الصحيح هو نجاحٌ للذات وعلى الإنسان أن يكون واضحاً في اتّخاذ القرار وعليه معرفة ما يُريدوإلّا فلن يحقّق ما يسعى إليه ومهم جدا عدم التأثّر بالضغوط الخارجيّة عند اتخاذ القرار مهما كانت التحدّيات كبيرة والمؤثّرالخارجيّ قويّ حيثُ يجب أن يكون الإحساس الداخليّ مشبعا بالإيجابيّة والإيمان بأنّ الفُرص ما زالت موجودة لتحقيق الأهداف الموضوعة.ومن المهارات الهامة في حياتنا مهارة الوعي الذاتي والتعاطف وهي مقدرة الفرد على الوعي بالانفعالات التي تُصيبه وبانفعالات الآخرين المحيطين به ومعرفة ما يشعر به واستخدام هذه المعرفة في إصدار قرارات ناجحة وسليمة.أما مهارة التعاطف فهي قدرة الفرد على تفهُّم مشاعر الآخرين وقدرة الفرد على التعامل مع ردود أفعال الآخرين الانفعاليّة حيث تكون لديه المعرفة بمشاعر الآخرين وقراءتها وتمييزها من خلال أصواتهم أو ما يظهر عليهم وليس بالضرورة ممّا يقولون. مهارة التفكير الإبداعي والتفكير الناقد ومفهوم التفكير هو معالجة الفرد العقل ية لمدخلاتهِ الحسيّة بهدف تشكيل الأفكار لإدراك الأمور والإحاطة بها ثمّ الحكم عليها بصورة منطقية وإصدار القرار فيها والابتكار والتفكير الإبداعيُّ واحداً من أهمّ أنماط التفكير العصريّ الحديث حيث يقوم على أساس إطلاق العنان للقدرات الذهنية والطاقات الابتكارية دون أيّ قيود، ومن سمات التفكير الإبداعيّ أنّه يستند إلى الخيال، وهذا الأمر يتطلّب قدرات تخيُّل كبيرة بعيدة عن الواقع المحيط وبعيدة عن التفكيرالمنطقيّ حيث لا تحكمه قواعد المنطق، أمّا التفكير الناقد فهو القدرة على التمييز بين الحقيقة والرأي والقدرة على استنتاج المعلومات وكذلك معرفة التناقضات المنطقية ومقدرة الفرد على التنبؤ.ومن المهارات المهمة وخاصة في ظل الضغوط التي نواجهها في حياتنا اليومية مهارة إدارة الانفعالات ومواجهة الضغوط ومهارة إدارة الانفعالات هي القدرة على كظم الغيظ والقدرة على التحكم وضبط الانفعالات والمشاعر تجاه الآخرين والضغوط النفسية مجموعة من العوامل الخارجيّة التي تضغط على الفرد بشكلٍ كاملٍ أو بشكلٍ جزئيّ وتُشعره بالتوتر أو قد تؤثّر على سلامة شخصيّته. وآخر المهارات وأهمها مهارة التواصل مع الآخرين قال تعالى في كتابه العزيز الحكيم: (يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَىٰ وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ اللَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ). ونحن نلمسها يوميا مع الأسرة والزملاء والأصدقاء وحتى مع من لا نعرفهم ويُعتبر التواصل الاجتماعي من الأمور المهمة التي يجب على الإنسان القيام بها إذ عليه الانسجام مع الآخرين ومُشاركتهم تفاصيل حياته وأعماله وأحلامه وطموحاته ومُقاسمتهم أفراحه وأحزانه فذلك يُقوي شخصيته ويجعلها أكثر تقبلاً للآخرين ويساعده في فهم من حوله.