حان الوقت للحديث عن تاريخ ظهور الشيعة، الذي تابع دروسنا يتوقع أن محنة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه على مدى ثلاثين سنة منذ وفاة النبي صلى الله عليه وسلم، هذه الرحلة يمكن أن تولد شيعة أو حزبًا منتظمًا للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يزود عن حياضه وينفذ طموحاته ولكن هذا لم يحدث.
فلم تظهر الشيعة في عهد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
وأظن درس اليوم من أهم المنعطفات والمحطات في رحلة الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
فالأمة انقسمت إلى شيعة وسنة على خلفية معاناة آل البيت رضي الله عنهم والتي بلغت ذروتها استشهاد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وتنازل الإمام الحسن رضي الله عنه عن الخلافة طواعية واستشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه
ثم ظهور عبد الله بن الزبير رضي الله عنه خليفة للمؤمنين وأميرًا لهم في مكة وبايعه الناس في مقابل بيعة يزيد لمعاوية في الشام
فظهرت الشيعة في هذه الفترة بصورة منظمة بعد استشهاد الإمام الحسين رضي الله عنه
- لماذا لم تظهر الشيعة في عهد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه؟
لو تحدثنا عن من تشيعوا للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وفرضوا عليه البيعة فأول من ظهر هو العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان ربن حرب رضي الله عنهما
العباس بن عبد المطلب أتى من زاوية أن يكون الخليفة من بني هاشم وكذلك أبو سفيان أتى لاستعطاف ود الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه رفض دعوة الإثنين وقال: لو سلمت لكما لانشقت الأمة ورفض البيعة تمامًا
تأخر الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه عن بيعة الصديق رضي الله عنه لظروف مرضية للسيدة فاطمة الزهراء رضي الله عنها
الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه لم يكن طامحًا في البيعة ولا في الخلافة
كثير من الأمة كانوا على قناعة أن الإمام عليا بن أبي طالب رضي الله عنه أولى بالخلافة بعد انتقال النبي صلى الله عليه وسلم
أجبر الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه على البيعة والذين أجبروه الثوار الذين قتلوا عثمان رضي الله عنه
الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد قتل عثمان رضي الله عنه ترك المدينة لمدة يومين
كيف يكون للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه شيعة وهو مجبر على البيعة ولا يحبها في الأساس؟
لم يكن للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه شيعة في المدينة بدليل أنه ترك المدينة متجها إلى مكة ومنها إلى البصرة
السيدة عائشة رضي الله عنها قادت حلفا ضد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومعها طلحة والزبير رضي الله عنهما
كل أهل مكة كانوا ضد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وكانت مكة هي مصدر الثورة
لا شيعة للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه لا في مكة ولا في المدينة أما الشام فكلها متشيعة بالكلية لمعاوية بن أبي سفيان
استغل معاوية عصبية أهل الشام ضد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه فأخذوا إليه قميص سيدنا عثمان رضي الله عنه وعليه دمه وإصبع زوجته السيدة نائلة رضي الله عنها
- أحد الخبثاء أخذ قميص سيدنا عثمان رضي الله عنه ومعه إصبع السيدة نائلة رضي الله عنها فيدخل معاوية المسجد فيعلق قميص عثمان رضي الله عنه وإصبع نائلة رضي الله عنها ويهيج الناس ضد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه الذي لم يحاكم الثوار
اللذان قتلا سيدنا عثمان رضي الله عنه تم قتلهما في الحال
الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ذهب إلى سيدنا عثمان رضي الله عنه في محنته وقال له سأبقى معك إلى النهاية فرفض بشدة فأبقى معه الحسن والحسين رضي الله عنهما يدافعان عنه
الإمام الحسن رضي الله عنه جرح جرحا شديدا وهو يدافع عن سيدنا عثمان رضي الله عنه
- قضية قميص سيدنا عثمان رضي الله عنه هي التي حولت الأمة الإسلامية إلى مستنقع دماء وتكلم هي الفتنة الكبرى
- الشام كلها تتنفس كراهية الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه والفتنة بمعاوية
انضم لمعاوية كثير من أهل مكة ومن أهل المدينة وأهل مصر دانت له عنوة بعد أن أرسل عمرو بن العاص رضي الله عنه وقتل أميرها محمد بن أبي بكر وأحرق جثمانه
أهل البصرة لم يكونوا بقوة الحب للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه لأن الطمع كان يغلب عليهم
كان الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه يرى أن مال المسلم لا يباح للمسلم
البصرة الآن بعد موقعة الجمل لا شيعة فيها للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
بعد صفون تم خلع الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وآلت الخلافة كرهًا لمعاوية وظلما وتدليسًا على الناس
الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان عنده حسرة شديدة من تقاعس الناس عنه فكيف يكونون شيعة؟
ظهر من أهل الكوفة من ألهوا الإمام عليا بن أبي طالب رضي الله عنه وفتنوا به وأعجبوا به إلى حد أن جعلوه إلهًا ولكنه لم يقبل بهذا
أهل الكوفة فتنوا بالإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه بعد استشهاده وقد كرهوه في حياته ثم رفعوه بعد مماته
جميع خطب الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه في أهل الكوفة تحققت فزاد حبهم له وهذا بداية التشيع
التشيع سيظهر بعد ظلم الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبعد ظلم أهل البيت وأنهم لم يأخذوا حقهم
لم تكن الكوفة التي استقر فيها الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وبنوه رضي الله عنهما أرضًا متاحة لهما
الإمام الحسن رضي الله عنه كان يرى أن الأفضل لأبيه أن يبقى في المدينة
عبد الله بن عباس وقف طويلا مع سيدنا الحسين رضي الله عنهما كي يمنعه من الذهاب إلى الكوفة ويحفز له أن يبقى بعيدا عن مكر يزيد بن معاوية وبعيدا عن الخلافات
الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان على قناعة أنه أمير المؤمنين وحيثما ذهب إلى مكان هو الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه العملة النادرة
الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه أحسن الظن بأهل الكوفة فخذلوه
ذهب الحسين رضي الله عنه إلى الكوفة بحسن الظن فيهم وحتى هذه اللحظة لم تظهر كلمة الشيعة
استشهد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ولم تكن لهم شيعة وإنما كانوا له أعداء وأولهم الخوارج
الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه قتل معظم الخوارج في موقعة النهروان، فأين الشيعة؟
ما معنى كلمة شيعة؟
"وَدَخَلَ الْمَدِينَةَ عَلَىٰ حِينِ غَفْلَةٍ مِّنْ أَهْلِهَا فَوَجَدَ فِيهَا رَجُلَيْنِ يَقْتَتِلَانِ هَٰذَا مِن شِيعَتِهِ وَهَٰذَا مِنْ عَدُوِّهِ ۖ فَاسْتَغَاثَهُ الَّذِي مِن شِيعَتِهِ عَلَى الَّذِي مِنْ عَدُوِّهِ فَوَكَزَهُ مُوسَىٰ فَقَضَىٰ عَلَيْهِ ۖ قَالَ هَٰذَا مِنْ عَمَلِ الشَّيْطَانِ ۖ إِنَّهُ عَدُوٌّ مُّضِلٌّ مُّبِينٌ (15)" القصص
الشيعة هنا بمعنى الأتباع والأنصار ، "وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِ لَإِبْرَاهِيمَ (83)" الصافات ..
إبراهيم عليه السلام يسير على نهج نوح عليه السلام في تبليغ الرسالة وفي الصبر والتصبر عليها
كان هناك شيعة مع معاوية ينتصرون له والدليل أن الحكمين اتفقا على خلع الإثنين معًا وكانت الحيلة التي زجت بالأمة إلى حروب أخرى كثيرة
قهر الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه نفسيًا وهذا ما جعله يقول في آخر أيامه: وما يؤخر أشقاها؟
التحكيم حدث بعد أن رفع الشيعة المصاحف على أسنة الرماح فأجبر الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه على قبول التحكيم وكانت هذه الصحيفة
كلمة الشيعة لم تظهر إلا في وثيقة التحكيم بين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومعاوية
ظهرت الشيعة بمعنى الأنصار والأتباع وليس بمعنى الحزب
استشهد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه ومعنى هذا أنه لم تكن له شيعة ممتازة ولم تكن له شيعة بالمعنى المعروف وإنما كان له أتباع وأنصار
استشهد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وليس له حزب منظم ولا شيعة معروفة
لم يظهر الحزب العلوي الذي ينتصر للإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه إلا بعد استشهاد الحسين رضي الله عنه
واستشعار الأمة أنهم فرطوا في حق آل البيت وما تعرضوا له من مأساة عندما سيقوا إلى دمشق وفيها أرض الخلافة آنذاك
وكان اللقاء الصعب بين السيدة زينب بنت الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنها وبين أولاد الإمام الحسن والإمام الحسين رضي الله عنهما الذين سيقوا معهم سبايا
كان يزيد يعاملهم معاملة قاسية بكل شماتة وكان معه عود ينكث به في رأس الإمام الشهيد رضي الله عنه
هذه المشاهد تجسدت لدى الناس فظهر من هنا الفكر الشيعي لآل البيت وانتصار فكرة الأئمة المعصومين مع اختلاف الشيعة عن أهل السنة في أشياء
وموقف الشيعة في السيدة عائشة رضي الله عنها ورأيهم الصعب جدًا فيها على خلفية الخلاف الكبير بينها وبين الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه
لم يكن الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه داعية حرب أبدًا وقد سيقت الحرب إليه
لولا الجمل ما كانت موقعة الجمل ولو فطن الصحابة رضي الله عنهم لهذا لأنزلوا السيدة عائشة رضي الله عنها من على الجمل وانتهت الفتنة
الغريب أن عندنا مجموعة كبيرة من الأحاديث الشريفة تخبر عن استشهاد الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه وعن صفات قاتله
الإمام علي بن أبي طالب رضي الله عنه كان على يقين أنه سيموت شهيدًا فأين الشيعة؟
"إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ۚ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا (56)" الأحزاب