الأستاذ الدكتور أحمد عبده عوض
الداعية والمفكر الإسلامى
أيها الأحباب إن السعيد من أكرمه الله تعالى بفضله في رمضان؛ بصيام نهاره وقيام ليله، والمحافظة على قراءة وترتيل القرآن الكريم، وصلة الأرحام، والصدقة على الفقراء والمحتاجين، وإصلاح ذات البين،.. كل هذه الأمور من أدركها في شهر رمضان فقد فاز في رمضان وقد نال شرف العتق من النار بفضل الله تعالى.
كما أن المسلم الفطن هو الذي يواصل الطاعة بعد رمضان بنفس الجهد وبنفس الخضوع والترقب لرضا الله تعالى، فربُّ رمضان هو رب كل الشهور، فهناك فئة من الناس خصصوا شهر رمضان للعبادة دون غيره من الشهور، وكأن الله تعالى لم يشرع الطاعات إلا في رمضان، فتجد أحدهم لا يكاد يغيب عن المسجد في فريضة واحدة خلال رمضان، ويحرص على ختم القرآن ترتيلا مرة أو أكثر، ويعبد الله تعالى حق عبادته في رمضان، فإذا جاء العيد ترك كل ما سبق وتغير حاله وتبدلت طريقته، فيحيي يوم العيد بما يغضب الله تعالى وكأن الله تعالى قد أباح في يوم العيد ما لم يشرعه للناس في باقي الأيام، فتجد المساجد بعد رمضان وقد خلت إلا من قلة من المصلين، وتجد أعمال الخير وقد تقلصت وانحصرت في أمور قليلة، وكأن الشهر الكريم هو وحده شهر العبادة دون غيره.
فعلى المسلم الذي يبتغي رضا الله أن يواصل الطاعة بعد رمضان، وأن يحافظ على كل فضيلة تحلى بها في أيام رمضان، فما أجمل أن نجعل كل حياتنا رمضان، فلقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: ((لو يعلم الناس ما في رمضان لتمنوا أن تكون السنة كلها رمضان))، لو يعلم الناس ما في رمضان من الخير، هذا الخير بفضل كثرة الطاعات والقربات، ونحن أيها الإخوة الكرام نستطيع أن نجعل السنة كلها رمضان، نستطيع أن نحافظ على فضائل الشهر الكريم، كقيام الليل، والحفاظ على الصيام في الأيام المستحب فيها الصيام، كالأيام البيض وسط كل شهر هجري، وأيام الاثنين والخميس من كل إسبوع، لأنها أيام ترفع فيها الأعمال، والحفاظ على ورد يومي من القرآن الكريم.. وهكذا من العبادات التي اختُصَّ بها الشهر الكريم، لننال الفضل العظيم من الله العظيم جل وعلا.
من معتقدات الشيعة الفاسدة: "أن الناصبي سيتحمل كل أوزار الشيعي"
أيزعم الشيعة أن أهل السنة يوم القيامة هم من أهل النار، وهم يسمونهم بالنواصب، كما يزعمون أن الناصبي - أي السني - سيحمِّله الله سيئات الشيعي ليدخل بها هو النار، أما الشيعي فلا يبقى عليه ذنوب فيدخل الجنة، وهذا الاعتقاد لا أساس له من الصحة، وهو خبط عشواء، لأن الله تعالى لا يظلم أحدا، وهم بذلك ينسبون الظلم إلى الله تعالى، لأنهم جعلوا الله تعالى يعطي لبعض الناس حقوقا ليست لهم، فيعطي الشيعة حسنات السنة، ويعطي السنة سيئات الشيعة، فهذا اتهام واضح لله تعالى بالظلم، وحاشا لله أن يظلم أحدا، قال تعالى: {وما ربك بظلام للعبيد}، وقال: {إن الله لا يظلم مثقال ذرة وإن تك حسنة يضاعفها ويؤت من لدنه أجرا عظيما}، فكيف يدعي هؤلاء أن الله يأخذ من سيئات قوم ليضعها على أكتاف آخرين بدون ذنب، ولكن الله هو الحكم العدل، وهو أحكم الحاكمين.
ونقطة أخرى أيها الأحباب.. كيف يسقط الله سيئات قوم يسبون صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم، ويطعنون في أمهات المؤمنين رضي الله عنهن؟ فهذا محال، لأن أصحاب النبي رضي الله عنهم كآل البيت في الفضل، وهم في الجنة وقد رضي الله عنهم بنص القرآن الكريم، فصلى الله على نبيه العظيم، وعلى أصحابه الكرام وعلى آل بيته وأمهات المؤمنين الأطهار.