كشفت دراسة بحثية عن الإعجاز العلمي في قيام الليل أعدها د. عطية فتحى البقرى ، معددة الفوائد الصحية للقيام من النوم والصلاة في الثلث الأخير من الليل على وظائف أعضاء الجسم.
واستشهدت الدراسة بالدعوة الربانية لقيام الليل قال تعالى : (وَمِنَ اللَّيْلِ فَتَهَجَّدْ بِهِ نَافِلَةً لَّكَ عَسَى أَن يَبْعَثَكَ رَبُّكَ مَقَامًا مُّحْمُودًا)، وقال تعالى:(تَتَجَافَى جُنُوبُهُمْ عَنِ المَضَاجِعِ يَدْعُونَ رَبَّهُمْ خَوْفًا وَطَمَعًا وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنفِقُونَ . فَلا تَعْلَمُ نَفْسٌ مَّا أُخْفِيَ لَهُم مِّن قُرَّةِ أَعْيُنٍ جَزَاءً بِمَا كَانُوا يَعْمَلُونَ)، وقال تعالى: (يَا أَيُّهَا المُزَّمِّلُ . قُمِ اللَّيْلَ إلاَّ قَلِيلاً .نِّصْفَهُ أَوِ انقُصْ مِنْهُ قَلِيلاً . أَوْ زِدْ عَلَيْهِ وَرَتِّلِ القُرْآنَ تَرْتِيلاً . إنَّا سَنُلْقِي عَلَيْكَ قَوْلاً ثَقِيلاً . إنَّ نَاشِئَةَ اللَّيْلِ هِيَ أَشَدُّ وَطْئًا وَأَقْوَمُ قِيلاً)، وقول النبي الكريم صلي الله عليه وسلم : (عَليكُم بقيام الليل، فإنه دأبْ الصالحين قبلكم، وقٌربةٌ إلى الله تعالى، ومنهاةٌ عن الإثم، وتكفير للسيئات ومطردةٌ للداء عن الجسد ) .
وأكدت الدراسة أن للصلاة دور أساسي في تقوية جهاز المناعة لدى المصلى, وقيام الليل صلاة وعبادة خفية في جوف الليل تؤدي إلى سمو الروح وجلب الهدوء والسكينة والطمأنينة للقلوب فمما لا شك فيه أن يكون لهذه العبادة الخفية دور أكبر في تقوية جهاز المناعة.
ووفقاً للدراسة فإن معظم النوم هو من النوع غير الحالم والنوم الطبيعي يكون أكثر عمقاً في الثلث الأول وأقل عمقاً في الثلث الأخير، ومعظم النوم الحالم يأتي في الثلث الأخير من النوم ليلاً ويتميز وكأنه إنسان ذو مخ نشط جداً بجسم مشلول.
وتقول الدراسة : إن مرحلة النوم الحالم يأتي في الثلث الأخير من الليل ويحدث فيه كثير من الأحلام كما تحدث فيه عدة تغيرات فسيولوجية منها تغيرات على القلب والجهاز الدورى حيث يزداد الضغط، وينعدم انتظام ضربات القلب وبالتالي إذا قام المسلم للتهجد فإن الله يحميه من ارتفاع ضغط الدم والجلطات القلبية والموت المفاجئ.
وإذا كان المريض يعانى من ضغط الدم أو نقص تروية القلب فإنه إذا نام ثم استيقظ للتهجد فإنه يقل لديه فرصة التعرض لمضاعفات زيادة الضغط ونقص تروية القلب والسكتة القلبية أي إن قيام الليل وقاية وشفاء لأمراض القلب والضغط ومضاعفاته.وتضيف الدراسة : يزداد في مرحلة النوم الحالم في الثلث الأخير من الليل عدد مرات التنفس، وينعدم انتظام التنفس وتقل حركة الأهداب التي تتحرك لإنقاذ الإنسان من دخول الميكروبات والفيروسات والغبار كما يحدث زيادة في إفرازات الرئة، وضيق في الشعب الهوائية نظراً لسيطرة الجهاز غير الودي، وبالتالي فإن مريض الربو في هذه المرحلة من النوم يكون أكثر عرضة لأزمة الربو المفاجئة.
فإذا استيقظ المسلم للصلاة فإنه يبدأ بالطهارة والسواك والوضوء واستنشاق الماء والمبالغة فيه، كما أوصي بذلك النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ والتي تفيد في إزالة الجراثيم والإفرازات والأتربة التي تسبب التهابات الجيوب الأنفية، وأمراض الحساسية والصدر فضلاً عن أن الصلاة وكثرة السجود تحفظ الرئة من الأمراض حيث إن في حالة السجود يزداد تدفق الدم إلى المنطقة الأولي الجدبة من الرئة وبالتالي تحصل على أوكسجين أعلى في هذا الوقت وبالتالي تكون أقل عرضة للدرن الرئوي ومرض السرطان.
وتؤكد الدراسة أنه أثناء النوم ترتخى جميع عضلات التنفس الأساسية وتكون عضلات الحلق مرنة أكثر مما يجب مما يؤدى إلى سد المجرى الهوائي وحدوث الشخير وانقطاع التنفس واضطرابات النوم, فلو استيقظ المريض خاصة في الثلث الأخير من الليل لكان بعيداً عن المسببات والمضاعفات الكثيرة والتي منها، تضخم الجهة اليمني من القلب وفشل القلب وارتفاع ضغط الدم واضطرابات القلب وفشل التنفس والسكتة الدماغية والذبحة الصدرية والموت المفاجئ فضلاً عن الحرمان من النوم والصداع المستمر وسرعة الغضب وتقلب المزاج، كذلك مرض انقطاع التنفس المركزي أثناء النوم الذي يحدث أثناء النوم الحالم وما به من مضاعفات بسبب زيادة الكاتيكولامين التي تزيد من مضاعفات مريض القلب
وتؤكد الدراسة أنه أثناء النوم تحدث تغيرات بالجهاز الهضمي ويزداد ليلاً إفراز الحمض المعدي (HCL) والجاسترين ويبلغ أقصي ذروة لإفراز الحمض المعوي في مرحلة النوم الحالم وبالتالي إذا استيقظ المسلم لقيام الليل فإنه يكون بعيداً عن تأثير إفراز الحمض المعدي الذي يسبب تآكل جدار المعدة مسبباً "قرحة المعدة" والإثناعشر، أو ارتجاع لهذا الحمض إلي المريء مسبباً التهاب جدار المريء.
وتكشف الدراسة عن حدوث تغيرات مرتبطة بالنوم تحدث عدة أمراض منها الكوابيس الليلية: والتي يري فيها النائم أحلام مخيفة وتؤدي إلي زيادة ضربات القلب وسرعة التنفس، والاضطرابات السلوكية للنوم الحالم وما يصحبها من أذي للنائم حين يمثل ما يحلم به، والصداع النصفي الذي له علاقة بمرحلة النوم الحالم، وإذا استيقظ المسلم لقيام الليل أصبح بعيداً عن هذه الاضطرابات.وشددت الدراسة علي فائدة النوم على طهارة واستحضار نية الاستيقاظ لقيام الليل وهو مايجعل المسلم هادئ البال, منشرح الصدر مما يؤدي إلى انخفاض مستوى الكورتيزون وزيادة الليكوترينز فتتحسن دورات النوم ويصحو هادئا نشيطا، كما جاء في الحديث: عن أبي هريرة ـ رضي الله عنه ـ قال :قال رسول الله :(يعقد الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عُقَدْ يضرب على كل عُقْدَة :عليك ليل طويل فارقد، فإن استيقظ فذكر الله انحلت عُقْدة، فإن توضأ انحلت عُقْدة، فإن صلى انحلت عُقَدُهُ كلها فأصبح نشيطاً طيب النفس، وإلا أصبح خبيث النفس كسلان) رواه البخاري ومسلم .
وقاية ربّانية من الصداع والجلطات والموت المفاجئ وقرحة المعدة
طبوغرافي
- حجم الخط
- الافتراضي
- وضع القراءة