فرط الحركة وتشتت الانتباه عند الأطفال

صحة وجمال
طبوغرافي

د. إيمان السيد
استشاري الصحة النفسية

%d8%a5%d9%8a%d9%85%d8%a7%d9%86-%d8%a7%d9%84%d8%b3%d9%8a%d8%af

يعتبر اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه من أكثر الاضطرابات شيوعا وخاصة لدى الأطفال وعادة ما يتم تشخيص الأطفال الذين يعانون من اضطراب تشتت الانتباه بأنهم عاجزين عن التعلم وضعف القدرة على تكوين العلاقات الاجتماعية ويرجع هذا بالطبع لصعوبة التعامل مع الآخرين. ويظهر المرض في سن مبكرة سنتين أو ثلاثة من عمر الطفل لكن لا يتم الجزم بالتشخيص قبل دخوله الطفل المدرسة.

ويلاحظ دائما أهل الطفل المريض بطء نمو أطفالهم وخاصة في الشهور الأولى من العمر بالرغم من أنهم يتمتعون بنشاط كبير وخاصة في مرحلة الزحف مع قلة عدد ساعات النوم من أقرانهم في نفس الفترة العمرية.
وتكون المدرسة من أهم الأماكن التي تُظهر فيها الأعراض بشكل واضح نتيجة لنشاط الطفل الزائد وحركته الشديدة وسرعة انفعالاته وانزعاجاته من أي مثير مهما كان بسيطا مثل الضوضاء أو تغير درجة حرارة الغرفة أو درجة الضوء أو مع زيادة النشاط مع أقرنائه.

وعلى الجانب الآخر في المنزل يلاحظ على هذا الطفل عدم قدرته على السكون والهدوء حتى ولو لدقيقة وعادةً ما تظهر عليه علامات القلق والتوتر من أبسط الأمو ويظهر دائما هؤلاء الأطفال التبدل الشعوري السريع والمتقلب، فبسهولة تتغير حالته من البكاء إلى الضحك أو العكس، لذا لا يمكن التنبؤ بشكل معين من الأداء أو الحالة المزاجية.

ولعل أبرز مظاهر اضطراب فرط الحركة يظهر في انعدام التركيز الذهني في حياة الطفل اليومية.مما يترتب عليه مشكلات سلوكية واجتماعية كبيرة .

ومن أهم أسباب حدوث اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه أسباب وراثية وأخرى بيئية. أما الوراثية فهذا ما أكدته عدة دراسات أظهرت ارتفاع نسبة الإصابة بهذا الاضطراب في الأسر التي لديها سجل وراثي لهذا الاضطراب في العائلة.

أما بالنسبة للعوامل البيئية أو الخارجية فترجع إلى العدد من المؤثرات الخارجية مثل تناول بعض المواد الغذائية الحافظة (البنزوات) والملونات والتي تؤدي إلى زيادة أعراض فرط الحركة بنسبة تتخطى 10%.

وهذه المكونات نجدها في الكثير من الأطعمة التي يقبل الأطفال على تناولها. لذا قد يكون من العوامل المساعدة التي يمكن للوالدين تنفيذها للتخفيف من الحركة المفرطة لدى الأطفال إزالة مثل هذه الأطعمة من النظام.

6  355
ويمكن تشخيص اضطراب فرط الحركة وتشتت الانتباه عن طريق أدوات تشخيصية كالملاحظة السريرية والتحدث مع المريض والعديد من الاختبارات النفسية والسلوكية للمريض مما يساعد على تقييم أعراض الاضطراب ومدى تأثيره على قدرة الطفل.

وأما علاج هذا الاضطراب فيتم عن طريق مساندة الطفل ومساعدته على التعديل السلوكي باستخدام الأدوية الطبية حسب تشخيص الطبيب. ويعد التعديل السلوكي أداة مهمة لمساعدة الأطفال في تطوير سلوكهم ومهاراتهم بالإضافة إلى مساعدتهم في التعلم.

3ekab9998743043

ومع زيادة هذا الاضطراب في الانتشار ووعي الناس إليه أصبح من الواضح أن الأطفال المصابين به بحاجة دائمة للمساندة الإيجابية في البيت والمدرسة ليحققوا النجاح في كافة نواحي حياتهم العلمية والإجتماعية لأنه في خطر متزايد كما أنه من دون العلاج يؤثر على مستقبلهم كالانسحاب من المدرسة والإدمان ومواجهة صعوبات في النضوج.