د. علوي القاضي
استشاري أمراض القلب
للتدخين آثار خطيرة جدا علي القلب ومرضى القلب وبالذات مرضى شرايين القلب، فالتدخين يعد من عوامل الخطورة علي القلب بالنسبه للشخص السليم.
وتزيد الخطورة علي مريض القلب الذي يسبب الموت المفاجئ، فهو يشكل 50 % من وفيات مرضى القلب، ولايقتصر تأثيره المميت علي القلب فقط، بل يؤثر أيضا علي كل أجهزة الجسم، مثل الكبد والكلى والهضم والتنفس والمخ والأعصاب.
لذلك كان الإقلاع عن التدخين أمرا ضروريا وفي نفس الوقت ليس صعبا وهو يحتاج فقط عزما وتصميما ووضع خطة مناسبه لكل مريض، لذلك أنصح مريض القلب بالإقلاع عن التدخين بصفة تدريجية، لأنه من الخطأ أن نقلع عن التدخين مرة واحدة، وبشكل فجائي لأنه سيكون صعبا جدا، وسينتاب المريض رغبة قوية في الرجوع للتدخين مرة أخرى وهذا مايسمى (الانتكاس)،
لذلك يجب عليك أخي المريض أن تتخذ الخطوات الآتية:
1 - أن تتهيأ نفسيا بالتعرف علي مخاطر وأضرار التدخين علي صحة قلبك وجسمك وأن تعي وتدرك أن علاج قلبك وصحتك لن يتم إلا بالإقلاع عن التدخين، ويجب أن تتأكد أن قلبك وصحتك ستختلف تماما بعد الإقلاع عنه.
2 - بعد ذلك يجب علي مريض القلب أن يختار الوقت المناسب، كتوقيت معين أو مناسبة معينة مثل شهر رمضان، وهذا يعتبر أنسب الأوقات للإقلاع عن التدخين.
3 - أخي المريض يجب أن تُخطر المحيطين بك أنك ستقلع عن التدخين تدريجيا حتي يساعدوك لأنك تحتاج إلى دعم أهلك وزملاءك وأصدقائك، وبقدر المستطاع تجنب المدخنين حتي لايتسببوا في تسريب طاقة سلبية إلى نفسك.
4 - أنصحك عزيزي مريض القلب أيضا باستبدال السيجارة بأشياء أخرى حين تتذكرها يمكن أن تنسيك، مثل مضغ العلك، أو أقراص النعناع، وحديثا تم ابتكار شيشة وسيجارة إلكترونية يمكنك استعمالها.
5 - كما أنصحك عزيزي المدخن بممارسة أحد أنواع الرياضة المناسبة لحالة قلبك وأقلها المشي أو عمل تمرينات سويدي خفيفة ولفترات متباعدة ولمدد صغيرة، لأن الرياضة تزيد المناعة وقوة الإرادة والثقة بالنفس كما تحسن وتقوي عضلة القلب وتنشط الدورة الدموية، كما تحسن الحالة المزاجية.
6 - ولأنك عزيزي المدخن قد تشعر بالإخفاق، وقد تُصاب باليأس في البداية، لذلك فأنت تحتاج للدعم النفسي للمواصلة والتصميم لتتغلب علي اليأس وتنجح نجاحا كبيرا.
7 - أنصحك عزيزي المدخن أن لا تنصت إلى الأفكار الغير سليمة والدارجة عن آثار الاإقلاع عن التدخين والتي قد تؤدي بك إلى السلوك السلبي والرجوع عن هدفك الأساسي، قد يوهمك أحدهم أن وزنك سيزداد، أو أنه ستسوء حالتك المزاجية، أو سيحدث لك اضطراب في النوم مثل الخمول أوالكسل أو العكس الأرق، لذلك أنصحك أن لا تشغل بالك بهذه الأفكار لأنها لا تحدث غالبا، وإن حدثت تكون عارضة ولاتستمر، فلاتهتم حتي لاتفتر عزيمتك وتيأس، وكن واثقا بأنك ستكون أفضل صحة، وأقوى قلبا.