الإجهاد والعدوى تؤثر على أدمغة الأطفال

صحة وجمال
طبوغرافي

اشارت أبحاث جديدة إلى أن استجابة المرأة المناعية للإجهاد أو مسببات الأمراض أثناء الحمل تشكل الطريقة التي يتطور بها دماغ طفلها.

وكشفت النتائج أن محاربة العدوى والإجهاد والمرض تؤدي إلى استجابة التهابية في الجسم يمكن أن تتغير بل وتضر نمو دماغ الجنين، بحسب ما ذكرته الأبحاث التابعة لمستشفى الأطفال في لوس أنجلوس وجامعة جنوب كاليفورنيا.

ووجد العلماء أن آثار هذه الاستجابة الالتهابية قد استمرت في مرحلة الطفولة، وربما تكون قد أثرت على تشكيل الكلام والمهارات الحركية وكذلك الميول السلوكية لدى الأطفال الصغار.

وعلى الرغم من رؤية أنماط مماثلة في الدراسات التي أجريت على الحيوانات، فإن الأبحاث الجديدة هي أول من وثق هذه التغيرات في البشر، وقد تشير إلى أن صحة الأم تحتاج إلى رصد أكثر دقة مما كان يعتقد سابقا.

وخلال فترة الحمل، تطلق المرأة الهرمونات التي تقمع جهاز المناعة، ولأن الجنين النامي يعد جسما أجنبيا وجديدا في الجسم، تقوم الهرمونات بالتأكد من عدم قيام الجهاز المناعي بمهاجمة الجسم الغريب الذي لا تعرفة، مما يعرض الأم لمخاطر الإصابة بنزلات البرد والحساسية وحتى الإجهاد لها ولطفلها.

وخلال البحث الجديد اهتم المعدون بدراسة الاستجابات الالتهابية خلال الثلث الثالث من الحمل، وهي الفترة الأكثر أهمية، والتي تشهد تطور دماغ الجنين ووظائفه.

وشاركت في البحث نساء حوامل تتراوح أعمارهن بين 14 و 19 عاما، حيث يعتقد العلماء أن أعمارهن الصغيرة تجعلهن أكثر عرضة للإجهاد من الأمهات في الفئات العمرية الأخرى.

وأخذت عينات دم منهن خلال الثلث الثالث من الحمل، للتحقق من البروتينات التي تشير إلى تنشيط أجهزة المناعة لديهن، وتتبع العلماء في الوقت ذاته معدل ضربات القلب للأجنة كمؤشر على تطور الجهاز العصبي.

وقد أظهرت الأجنة تفاوتا في معدل ضربات القلب، حيث كانت غير متناسقة، نظرا لارتفاع مستوى بروتينات المناعة في دمهم من خلال أمهاتهن، مما يشير إلى وجود صلة وثيقة بين استجابة الأم للمرض وتطور دماغ الجنين.

وبعد الإنجاب، واصل العلماء تقييمهم للتطور المعرفي للأطفال، وأظهر المسح اختلافات ملحوظة في الطريقة التي تطورت بها أدمغة الأطفال.