حب النبي في الأزمة

قصص وروايات
طبوغرافي

بقلم : د. حمدي النورج

المعهد العالى للنقد الفنى‏

للأزمات سلوك.. هذا هو البعد الإستراتيجي الذي يكون الإنسان مرغما على التعاطي معه، كيف تدير أزمة وما هي

الاستراتيجيات المتاحة، يحسب كل إنسان حساباته متوقعا الوقوف والتصدي لكافة الأزمات التي يمكن أن تواجهه.. الحق نحن

معرضون لكافة أنواع الأزمات لتحلو الحياة بجوهر النزال.. ولا يزال الواحد منا يحتاط ويواجه ويتصدى حتى يصل إلى نتيجة

واحدة جوهر الحمد

والشكر على العطاء والصبر والقوة والمساندة.. وأن الله هو المعين الأعظم.. طبقا لتنوع الأزمات ودرجتها يشتعل الجزع..  لكن

ما قياس جزع أسرة يرقد الأب يعاني من جلطة دماغية.. وأربعة أبناء وزوجة غير عاملة ولا شيء نعم لاشيء.. كيف سيكون

الجزع.. لا شك أن التفويض والتسليم سيكون هو عامل الحسم .. فوضنا أمرنا لله، يقولها كل محتاج قعيد مريض مسكين معوز، لو

تحركت يد الله وأسعفت وقدمت وشملت وعمت وساعدت سيزداد تسليمنا أكثر لله.. ويتحقق فعلا ويقينا أن عين الله لا تنام.. ويده

مبسوطة بالخير والمدد يقينا لا قولا، وتقديم العون بيدك وبقلبك.. الله يتنزل بنعمه على يدك أنت.. .يد الله فوق أيديهم، يد الله مع

أيديهم .. يد الله تضع في أيديهم هذه اليد الخيرية لا تحركها فقط الرغبة.. لكن روح الإيمان الكامنة في القلب المصطفى بحب الخير

وأهله.. المجبول على العطاء والبركة. ..قلب نوراني يحرك ويفعل أعضاء نورانية يدا.. لسانا.. .عينا.. جسدا.. قلب معمور بالله..

.يصلح أن يسمى القلب المصطفى والإنسان المصطفى.. يصلح أيضا أن يسمى القلب المختار والإنسان المختار.. والاصطفاء على

قدر الخيرية الكامنة فيك.. والاختيار أيضأ على قدر الحب الذي يتحرك به جسدك.. سمي رسول الله صلى الله عليه وسلم

بالمصطفى المختار اصطفاء مكانة وقلبا وحبا وخيرا.. نحن نحب الخير ونفعله لنكون أهلا للتصديق وحسن الاعتقاد.. إذا آمنت

بأن رسول الله صلى الله عليه وسلم من المصطفين الأخيار فاعلم بأنه من كمالات إيمانك ان تتحلى وتتجلى ببعض من صفات

المصطفين الأخيار.. منها أن نتعلم أن من أوجب الواجبات الاستعداد للأزمات بماذا.. ليس بكثرة المال ولا باشتهاء السلطة

والشهرة.. الاستعداد بالنظر إلى أهل التسليم الذين لا يملكون إلا التفويض لله في علاج الأب الذي لا يجد شيئا والأولاد في مرارة

العوز.. يقولون بالليل  فرج يارب.. قوة الأزمة قاهرة حتى لو جمعت كنوز الدنيا أما مواجهتها ففي الضحكة التي يمكن أن ترسمها

على وجه الأب والأبناء والزوجة وفي جوف ليلك وبكاء قلبك تقول ياارب فرجت عنهم تقربا لك وحبا فيك وفي المصطفى

المختار.. يااارب فرج .. والله يجيب أبشروا.. فرج قريب عاجل.. تحية في يوم مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم.