من أخلص النية رزقه الله

قصص وروايات
طبوغرافي

بقلم صبرى موافى

لم يتزوج نجم الدين أيوب (أمير تكريت) لفترة طويلة، فسأله أخوه أسد الدين شيريكوه قائلًا: يا أخي لما لا تتزوج، فقال له نجم الدين: لا أجد من تصلح لي، فقال له أسد الدين: ألا أخطب لك، قال : من، قال : ابنة ملك شاه بنت السلطان محمد بن ملك شاه السلطان السلجوقي أو ابنة وزير الملك، فيقول له نجم الدين : إنهم لا يصلحون لي فيتعجب منه..


فيقول له : ومن يصلح لك، فيرد عليه نجم الدين : إنما أريد زوجة صالحة تأخذ بيدي إلي الجنة وأنجب منها ولدا تحسن تربيته حتي يشب ويكون فارسًا ويعيد للمسلمين بيت المقدس، هذا كان حلمه
أسد الدين لم يعجبه كلام أخيه فقال له: ومن أين لك بهذه، فرد عليه نجم الدين: من أخلص لله النية رزقه الله، وفي يوم من الأيام كان نجم الدين يجلس إلي شيخ من الشيوخ في مسجد في تكريت يتحدث معه، فجاءت فتاه تنادي على الشيخ من وراء الستار فاستأذن الشيخ من نجم الدين ليكلم الفتاة، فيسمع نجم الدين الشيخ وهو يقول لها: لماذا رددت الفتى الذي أرسلته إلى بيتكم ليخطبك، فقالت له الفتاة : أيها الشيخ ونعم الفتى هو من الجمال والمكانة ، ولكنه لا يصلح لي، فقال لها الشيخ : وماذا تريدين، فقالت له : سيدي الشيخ ، أريد فتىً يأخذ بيدي إلي الجنة وأنجب منه ولدًا يصبح فارسًا يعيد للمسلمين بيت المقدس.
الكلمات نفسها التي قالها نجم الدين لأخيه من قبل، وهكذا رفض نجم الدين بنت السلطان وبنت الوزير بما لهم من المكانة والجمال، وكذلك الفتاة رفضت الفتي الذي له من المكانة والجمال والمال، لأن كليهما يريد من يأخذ بيديه إلي الجنة وينجبان فارسا يعيد للمسلمين بيت المقدس، فقام نجم الدين ونادي علي الشيخ أيها الشيخ أريد أن أتزوج من هذه الفتاة، فقال له الشيخ : إنها من فقراء الحي، فقال نجم الدين: هذه من أريدها، تزوج نجم الدين أيوب من هذه الفتاة "ست الملك خاتون" وبالفعل من أخلص النية رزقه الله على نيته، فأنجب لنجم الدين ولدًا أصبح فارسًا أعاد للمسلمين بيت المقدس ألا وهو صلاح الدين الأيوبي.