قصيدة غفت العيون.. للشاعر محمود الكرداوي
غَفت العيونُ لبُرهَةٍ عند الغَسَق *** والقلبُ ماجَ بشوقِهِ حتى احترق
..
وغَزَتْ نسائمُ ذكرياتي حُلمَنا *** حتي وجدتُ كأنه فاحَ العَبَق
والنفسُ تسمو بالأماني علَّها *** تلقَى بِوادي الحُب وَعْدا قد صَدَق
وعلى نَواصي الليلِ أقبعُ هائماً *** أترقَّبُ الآمالَ تلمعُ في الأُفُق
حتى إذا لاحت لقلبي وَمضةٌ *** رعَشت يداي بلهفةٍ والقلبُ دقْ
وتثاقلَ الخطوُ الرَّتيبُ كأنني *** كالسلحُفاةِ وقد أُطيلَ لها السَبَقْ
فأهيمُ مُستَلَباً إلى أشراكِهِم *** كالصيدِ أفضاهُ العَطاشُ إلى الرَّهق
كم أَبحَرَ الفكرُ المُعنَّى يمَّهم *** فيَزيدُني الإبحارُ شوقاً للغَرق
وتخوضُ بحرَ الأُمنياتِ شِراعُنا *** ترجو اللِّقا فتهُبُّ أنواءُ القَلَق ِ
قد طال مُكثي وانتظاري وعدَهم *** وتحَجَّرَ الدمعُ المُكابَدُ في الحَدَق
حتي خطاباتي التي أرسلتُها *** طالَ البعادُ فبلَّلَ الدمعُ الوَرَق
يالائمين على الفؤادِ سُهادَه *** لا يعرفُ الليلَ الطويلَ كمن عشق
لا تعذلوا ماعاد يجدي قولكم *** في عشقِنا سيف المحبة قد سَبَق
كلمات // محمود الكرداوي